غزة- “القدس العربي”: تنشط في هذه الأوقات الطواقم المكلفة من قبل التنظيمات والقوائم المستقلة، في عملية وضع التركيبات النهائية للقوائم الانتخابية التي ستخوض غمار المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، بعد تعذر عقدها في غزة، بسبب موقف حركة حماس، يوم 26 مارس القادم، حيث تعد هذه المرحلة “الأهم” من سابقتها، كونها تشمل التنافس على البلديات في المدن والقرى الرئيسة.
وعلمت “القدس العربي”، أن العديد من فصائل منظمة التحرير وفي مقدمتها حركة فتح، تعمل حاليا بشكل مكثف، لاختيار المرشحين الذين سينافسون في تلك الانتخابات، من خلال ضوابط عدة وضعت من أجل اختيارهم، تعتمد على تلك الضوابط التي وضعت لاختيار مرشحي المجلس التشريعي الذي أجلت انتخاباته.
وداخل حركة فتح والفصائل الأخرى المشاركة، لا يستبعد أن يتم الدخول في الانتخابات بـ”قوائم ائتلافية”، علاوة عن خيار الدخول بشكل منفرد، وذلك وفق مقتضيات الحاجة، والتعامل مع كل مجلس بلدي تجرى فيه الانتخابات بشكل منفرد عن الباقي.
وخيار “التحالف” سيكون مفتوح على الجميع، من خلال عقد تحالفات مع قوائم مستقلين وشخصيات عامة معروفة، أو عقدها مع فصائل تتبع منظمة التحرير، بحيث تشمل توزيع المقاعد في تلك المجالس حسب اتفاقية تسبق تقديم القوائم للجنة الانتخابات.
وحسب مصادر في حركة فتح، فإن الحركة تركز جهودها حاليا للفوز بشكل لافت في المرحلة الثانية لانتخابات البلديات، لما تمثله من أهمية، خاصة وأنها تمثل العدد الأكبر من سكان الضفة، وتشمل المدن الرئيسة، حيث سيظهرها الفوز بأنها صاحبة الأغلبية الشعبية على الأرض.
ولذلك تعمل اللجان المختصة المشكلة للإشراف على العملية، في هذا الوقت بشكل مكثف، لوضع القوائم النهائية التي تشمل الأسماء المرشحة، وكذلك عقد التحالفات حال الحاجة لذلك.
ومن ضمن الخيارات التي تعمل فيها حركة فتح، والحديث لأحد المشرفين على العملية، يشمل دعم قوائم “مستقلة” على غرار المرحلة الأولى في عدة قرى مهمة، بما يضمن فوزها في الانتخابات، تكون في النهاية قريبة من الخط الذي تنتهجه الحركة.
وكان رئيس لجنة الانتخابات الدكتور حنا ناصر قال في ختام الجولة الأولى من الانتخابات البلدية، إن القوائم المستقل فازت بـ70%، فيما فازت القوائم الحزبية بـ30%، وتقول فتح إنها دعمت في الكثير من المناطق القوائم المستقلة، ولم ترشح فيها قوائم تتبع لها بشكل مباشر، لاعتبارات عدة.
كما يجري الاستعداد جيدا في الوقت الحالي، لمشاركة حركة حماس بشكل “غير مباشر” على غرار المرحلة الأولى، وذلك من خلال دعم أنصار الحركة قوائم أخرى، أو ترشحهم على “قوائم مستقلين”، وهو أمر يضع تحديات كبيرة أمام قيادة فتح، التي تعمل جاهدة للفوز.
وبشكل رسمي لن تجرى الانتخابات في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس، التي أبلغت ذلك في رسالة مكتوبة وجهت لرئيس لحنة الانتخابات، حيث اشترطت الحركة أن تكون الانتخابات البلدية جزء من انتخابات عامة تشمل التشريعية والرئاسية وتلك المخصصة للمجلس الوطني.
ولا تخفي حركة فتح وضع أعينتها على رئاسة مدن كبيرة ومهمة مثل نابلس ورام الله وبيت لحم والخليل، وغيرها من مدن الضفة، لكن المتابعون لهذا الملف، يؤكدون أن هذه المهمة لن تكون سهلة، والطريق أمام الحركة لن يكون مفروشا بالورد.
ولذلك تعمل قيادة الحركة حاليا، للتشدد تجاه خروج أي من أعضائها عن الموقف العام، والترشح بقوائم أخرى للمستقلين مثلا أو دعم تلك القوائم، كونه يعد السبب الأساس في الخسارة.
واستعدادا لهذه المرحلة، عقد نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، اجتماع مع أمناء سر حركة فتح في الضفة، بحضور عضوا اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، ودلال سلامة، ونائب مفوض التعبئة والتنظيم عبد المنعم حمدان، وعدد من أعضاء المجلس الثوري، وخلال اللقاء أكد المجتمعون على حرص الحركة، على القيام بالمرحلة الثانية من الانتخابات والمشاركة فيها بقوائم حركية تجمع عناصر قوية قادرة على خدمة المجتمع.
هذا ولا تزال حركة فتح ترفع شعار “التعلم من دروس الماضي”، والذي أعلنته خلال احتيار مرشحيها لخوض انتخابات المجلس التشريعي التي كانت مقررة في مايو الماضي، وألغيت لعدم الحصول على موافقة إسرائيلية لإجرائها في القدس.
ووقتها قال نائب رئيس حركة فتح، إن معايير اختيار المرشحين أساسها “أخلاقي”، وأضاف “علينا أن نختار أفضل الناس وأكثرهم تواضعاً وجذباً للجمهور وعلى هذا الأساس سنبني قائمتنا”، لافتا إلى أن قيادة الحركة ستكون منحازة لبعض الفئات، ومن أبرز الفئات الشباب والمرأة، وستكون النسبة الأكبر في القائمة للشباب”، وقال وقتها أيضا “اصنع قائمة بها أفضل الناس تحصد أكثر الأصوات”.
وجاء ذلك بعدما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية، بدء مرحلة التسجيل والنشر والاعتراض للمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، في جميع محافظات الضفة الغربية والتي تستمر لمدة خمسة أيام، وتنتهي مساء يوم الأربعاء القادم.
وأوضحت اللجنة أنها فتحت 358 مركزاً للتسجيل والنشر والاعتراض في 102 هيئة محلية في الضفة الغربية لاستقبال المواطنين من 8 صباحاً وحتى 3 عصراً، علماً أن اللجنة لم تفتح مراكز في قطاع غزة في ظل عدم القدرة على إجراء الانتخابات المحلية هناك.
أولى مراحل العملية التي تكشف قوة التنظيمات في المدن المهمة بدأت بالتسجيل والاعتراض
وأشارت لجنة الانتخابات إلى إمكانية التسجيل من خلال الموقع الالكتروني للجنة، وفي مكاتب المناطق الانتخابية للحالات الخاصة، داعية المواطنين الذين حصلوا على لم شمل جديد للتسجيل إذا لم يكونوا مسجلين من قبل، أو تحديث بياناتهم وفقاً لمعلومات هوياتهم الجديدة.
يذكر أن عدد المسجلين حالياً في سجل الناخبين في الهيئات المحلية المشمولة في المرحلة الثانية يبلغ أكثر من 785 ألف مواطن ومواطنة، يشكلون ما نسبته 89% من المؤهلين للتسجيل (17 عاماً أو أكثر)، وفقاً لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
من جانب آخر، أوضحت اللجنة أنه خلال هذه الفترة سينشر سجل الناخبين الابتدائي في مراكز التسجيل والنشر والاعتراض، لإتاحة المجال أمام المواطنين للاطلاع عليه والتأكد من صحة بياناتهم وتصحيحها إذا ورد فيها خطأ، وذلك على النموذج المخصص لذلك في المراكز، أو الاعتراض على تسجيل الغير ممن لا يحق له الانتخاب من خلال نماذج خاصة يجري تعبئتها في المراكز أيضاً، وتبت اللجنة فيها وفق الإجراءات والمدد القانونية المعلنة مسبقاً.
ودعت اللجنة المواطنين إلى التأكد من تسجيلهم في الهيئات المحلية التي يقيمون وسينتخبون فيها، وذلك من خلال موقعها الإلكتروني، أو عبر الاتصال المباشر.
وفي ذات السياق، شددت اللجنة على أن المواطنين المسجلين في الهيئات المحلية المشمولة بالمرحلة الأولى التي جرى فيها اقتراع أو فازت قوائمها بالتزكية، لن يتمكنوا من تغيير بياناتهم أو مراكز اقتراعهم. مؤكدة على ضرورة الالتزام بالإجراءات الصحية الوقائية من فيروس كورونا خلال زيارة مراكزها ومقراتها، والتي تشمل ارتداء الكمامات والحرص على التباعد والتعقيم.
وكانت اللجنة أطلقت الأسبوع الماضي، حملة التوعوية والتثقيف الخاصة بمرحلة التسجيل والنشر والاعتراض للمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية 2021، والتي تهدف إلى توعية المواطنين واطلاعهم على تفاصيل ومجريات هذه المرحلة من العملية الانتخابية، وتحفيزهم على التسجيل لضمان حقهم بالمشاركة في الانتخابات كمرشحين وناخبين.
وبدأت حملة التوعية بعقد سلسلة من ورش العمل واللقاءات في جميع الهيئات المحلية المشمولة بالعملية الانتخابية، ويجري فيها إطلاع المواطنين على أهمية المرحلة وإجراءات اللجنة فيها، إضافة للإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم. وذلك بالتزامن مع عمل العشرات من طواقم اللجنة على توزيع آلاف المطبوعات التوعوية المتنوعة في جميع الهيئات المحلية.
وفي إطار حملة التوعية أيضاً، بدأ بث رسائل توعوية وتحفيزية عبر وسائل الإعلام المختلفة، واللوحات الإعلانية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تدعو المواطنين للتسجيل والتأكد من بياناتهم في سجل الناخبين لضمان حقهم بالترشح والاقتراع، مع التأكيد على حرص اللجنة على مواءمة كافة المطبوعات والإنتاجات البصرية للأشخاص من ذوي الإعاقة.