نصر الله يرد على تهديدات “غير مجدية” بنقل الجبهة إلى لبنان: على إسرائيل الخوف من الحرب

سعد الياس
حجم الخط
0

بيروت- “القدس العربي”:

استعرت جبهة الجنوب اللبناني قبل ساعات من إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وغطّت على برودة الطقس، ونفّذ حزب الله سلسلة هجمات على مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي مستهدفاً بداية مرابض ‏مدفعية الجيش الإسرائيلي في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وتجمعاً ‏للجنود في محيط موقع المرج، وأعلن ظهراً أن قوة القناصة استهدفت التجهيزات التجسسية المستحدثة في محيط موقع المطلة وأصابتها إصابة مباشرة”.

واستهدف الحزب قوة ‏عسكرية في مستوطنة كفر يوفال ما أدى إلى وقوع عددٍ ‏من الإصابات في صفوف القوة بين قتيلٍ وجريح، ثم موقع ‏بركة ريشا وموقع العاصي ومحلقة إسرائيلية فوق مروحين ما أدى إلى سقوطها، كذلك أصيب تجمع ‏لجنود العدو في محيط موقع حدب يارون بعد استهدافه بالأسلحة الصاروخية.

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تمّ رصد إطلاق قذائف صاروخية من جنوب لبنان وسقوطها في مناطق مفتوحة قبل ظهر الأحد. غير أن هيئة الإسعاف الإسرائيلية تحدثت عن مقتل رجل وإصابة امرأة بجروح خطيرة جراء صاروخ مضاد للدبابات سقط في شمال البلاد بالقرب من الحدود وما لبثت المرأة أن توفيت.

كريات شمونة

وقال رئيس مستوطنة كريات شمونة أفيحاي شتيرن “إن السكان لن يعودوا إلى المدينة حتى تتم إزالة التهديد الأمني لحزب الله”، بحسب القناة الـ14 الإسرائيلية. ولفت إلى “أن القتال على الساحة الشمالية الإسرائيلية يزداد، والقتال ضد حزب الله يشتد أكثر فأكثر، وأن مستوطني كريات شمونة لن يعودوا إلى منازلهم ما يزال التهديد الأمني لحزب الله”، مشدداً على “وجوب عدم عودة هؤلاء السكان إلى منازلهم في الوقت الراهن، ولا حتى مع نهاية شهر شباط/ فبراير المقبل، كما حددت الحكومة الإسرائيلية، بدعوى أنه لا يزال التهديد الأمني الذي يشكله حزب الله على منطقة الشمال الإسرائيلي موجوداً”.

من جهتها، أعلنت “كتائب العز الإسلامية” عن عملية في مزارع شبعا، وأوردت في بيان “صبيحة 14/1/2024، تمكّنت مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم من المسافة صفر وحققت فيها إصابات مؤكدة، وقد ارتقى ثلاثة شهداء فيما تمكن مجاهدان اثنان من العودة سالمين، وكان قد ارتقى ثلاثة من مجاهدينا شهداء في صبيحة يوم الجمعة 8/12/2023 عندما استهدفتهم مسيّرة صهيونية قرب موقع المقار في مزارع شبعا المحتلة بعد أن أمضوا فيها 35 ساعة في مهمة استطلاعية”.

احتدام للمواجهات في الجنوب.. واشتباك “كتائب العز” مع دورية إسرائيلية في مزارع شبعا

وأضاف البيان “تأتي هذه العملية محملة بالرسائل التالية: أولاً رد على اغتيال الشهداء الشيخ صالح العاروري وسمير فندي وإخوانهم في بيروت، وثانيًا رسالة للعدو الصهيوني كي يوقف حربه المجرمة على فلسطين ولبنان قبل أن تكتوي بنارها المنطقة والعالم أجمع، وثالثًا رسالة لأهلنا في غزة وكتائب القسام أن الدم الدم والهدم الهدم؛ نحن منكم وأنتم منا؛ نحارب من حاربتم ونسالم من سالمتم والله ولي الأمر والتدبير”.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق، عن إصابة 5 جنود إسرائيليين بجروح في اشتباكات بمزارع شبعا عند الحدود الشمالية مع لبنان فجر الأحد.

وكانت المدفعية الإسرائيلية قصفت حي الطراش جنوب ‏غرب بلدة ميس الجبل ومنزلين في رب ثلاثين وبلدة كفركلا اضافة إلى 4 منازل خالية في العباسية. ونفّذ الطيران الحربي غارتين على منطقة اللبونة جنوب بلدة الناقورة وعلى حي الكساير شرق ميس الجبل.

نصرالله: بماذا يهددون؟

تزامناً، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن “الذي يجب أن يخشى من الحرب والذي يجب أن يخاف من الحرب هي إسرائيل وجيش العدو ومستوطنو العدو، هؤلاء الذين يجب أن يخافوا وليس لبنان”.

وقال “نحن منذ 99 يوماً جاهزون للحرب ولا نخافها ولا نخشاها وسنقبل عليها، وكما قلنا سنقاتل من دون سقوف ولا ضوابط إذا فرضت علينا”، مقللاً من أهمية التهديدات بقوله “الأمريكي يقول إذا لم توقفوا جبهة لبنان سيشن العدو حرباً عليكم، وأنا أقول إن هذا الأمر لم يكن مجدياً منذ 100 يوم ولا يمكن أن يكون مجدياً في يوم من الأيام، والتهديد أن الإسرائيلي سينقل ألويته من قطاع غزة إلى لبنان… بماذا يهدد؟ بألويته التعبة والمهزومة في شمال غزة يأتون ليهددون بها لبنان؟”، مؤكداً “أن الجيش الإسرائيلي المعافى بكامل جهوزيته بحرب تموز/ يوليو تحطم وهُزم ورفع الأعلام البيضاء وإسرائيل هي التي طلبت وقف الحرب عام 2006، ولسنا نحن من طلب ذلك”.

ولفت نصر الله خلال الاحتفال التكريمي بذكرى قائده وسام حسن طويل في بلدة خربة سلم إلى أنه “منذ 100 يوم وغزة تصمد، وهي في حالة صمود أسطوري، ويمكن أن يقال لا مثيل له في التاريخ، مليونا إنسان في مساحة ضيقة محاصرة، وفصائل المقاومة الفلسطينية على اختلاف مسمياتها تقاتل وتقاوم ببسالة وشجاعة في قطاع غزة”، مشيراً إلى “غرق إسرائيل في الفشل”، وإلى “أن الأهداف الضمنية لإسرائيل هي تهجير أهل غزة واحتلال غزة وتدميرها وتحويلها إلى شاطئ لسكان غلاف غزة”.

واعتبر “أن العدو لم يستطع أن يحقق شيئاً وبعد مئة يوم يقولون إنهم سيدخلون إلى المرحلة الثالثة ومن مقتضيات ذلك الانسحاب من شمال غزة، والمعطيات تشير إلى أنهم أخرجوا معظم القوات من الأحياء والمناطق السكنية إلى الفلوات، ولم يتمكن العدو من القضاء على المقاومة ولم يتمكن من إيقاف الصواريخ من شمال غزة إلى تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة”.

وذكّر “ان العدو هزم العديد من الجيوش العربية في 6 أيام، ولكن في 100 يوم يقاتل في شمال قطاع غزة وفي خان يونس وهو يقاتل فصائل مقاومة تملك إمكانيات مقاومة ولكنها تملك إيماناً واسعاً وقوياً”، معتبراً أن “أي أمل باستعادة الأسرى لدى المقاومة في قطاع غزة انتهى، وهذا الرأي العام في الكيان المؤيد للحرب بدأ ينحسر بسبب ذلك”.

بين اليمن وميرون

وبعدما رأى نصر الله أن “ما يجرى من محاكمة دولية للكيان يهز صورة الكيان ويكشف حجم الانهيار الأخلاقي للغرب الذي دعم الكيان”، شدد على “أن المسار إذا استمر في غزة أو الضفة أو اليمن أو لبنان أو العراق، فحكومة العدو لن يكون أمامها إلا الخضوع للمقاومة وإيقاف الحرب”، ساخراً “من تسخيف هذه الجبهات وجدواها بدليل انتقال الأمريكيين وحلفائهم إلى التهديد والوعيد في لبنان والعراق واليمن”.

وقال “إذا كان الرئيس جو بايدن ومن معه يظنون أن بالعدوان على اليمن يستطيعون منع اليمنيين فهم جاهلون وعقلية الاستكبار تجعل منهم حمقى”.

ورأى نصرالله أن “ما قام به الأمريكي سيؤدي إلى استمرار استهداف السفن الإسرائيلية والذاهبة إلى فلسطين المحتلة ولكن الأخطر أن ما فعله الأمريكي سيضر بأمن الملاحة في البحر حتى بالنسبة للسفن التي لا علاقة لها بالأمر”، مشيداً “بموقف علماء البحرين وشعب البحرين الذين أدانوا موقف حكومة آل خليفة”، معتبراً “أن بايدن وإدارته يخطؤون إذا ظنوا أنهم يهددون إيران، فالقرار يمني كما هو الحال في لبنان”.

وتطرّق نصرالله إلى “ما أعلنته المقاومة الإسلامية في العراق عن استهداف مكان ما في حيفا بصاروخ كروز”، وقال “معلوماتنا تؤكد أن هدفاً حساساً أصيب وتكتم عليه العدو، وحجم التكتم عند العدو في جبهة لبنان لناحية الخسائر والاستهدافات كبيرة، وسأضرب مثلاً عن قاعدة ميرون حيث لم يعترف العدو وتحدث عن سقوط صواريخ بجوار منشأة استراتيجية لكن ما قامت به المقاومة من تصوير أظهر العكس”، مضيفاً “المقاومة أطلقت 62 صاروخاً على قاعدة ميرون منها 40 صاروخ كاتيوشا للإشغال و22 صاروخ كورنيت خاص من المدى الجديد، وأؤكد لكم أن 18 صاروخ كورنيت أصاب القاعدة وقد أضطر العدو للاعتراف أن جزءاً منها أصيب لكن إعلام العدو تحدث عن ضررها ومعلوماتنا تؤكد حدوث إصابات بشرية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية