نصر الله يزج لبنان بالرد على اغتيال سليماني: الاستشهاديون الذين أخرجوا أمريكا من منطقتنا في السابق موجودون

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: على وقع الهتافات «الموت لأمريكا» التي صدحت في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورفع صور قائد فيلق «القدس» اللواء قاسم سليماني على طول طريق مطار بيروت الدولي، أطلّ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله على عشرات الألوف من مناصريه الذين احتشدوا في ضاحية بيروت، في حفل تأبيني لسليماني ولنائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» في العراق أبو مهدي المهندس، ليخاطبهم على مدى 84 دقيقة بنبرة لم تخل من التشدّد والغضب، متوعّداً بالرد على الأمريكيين ، قائلاً: « يجب أن يكون هدفنا في محور المقاومة الردّ على دماء سليماني وأبو مهدي بإخراج القوات الأمريكية من منطقتنا»، معتبراً أنه «إذا تحقق هذا الهدف سيصبح تحرير القدس على مرمى حجر وقد لا نحتاج إلى معركة مع اسرائيل» .
وبعدما لفت إلى «أن ايران لن تطلب من حلفائها شيئاً»، سأل «هل نكتفي كحركات مقاومة بالتأبين والعزاء ؟».
وأضاف نحن في حركات المقاومة علينا أولاً إفشال أهداف (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب في ترهيبنا جميعاً في كل المنطقة من أجل أن نتراجع».

قال إن حذاء قائد فيلق القدس يساوي رأس ترامب… وأكد أنه حذره من الاغتيال

وأشار إلى أن «الرد الأول هو أن قيادات المقاومة ستبقى متمسكة بأهدافها وقضيتها المركزية، وشهادة سليماني ستكون حافزاً أساسياً لنتقدم نحو الأهداف لأننا نشعر أننا على مفرق انتصار تاريخي واستراتيجي على مستوى المنطقة، ويجب أن نحمل دمه وأهدافه ونمضي إلى الأمام بعزم وعشق للقاء الله كعشق قاسم سليماني».
وتابع «هذه الجريمة مرتكبها واضح ويجب أن يتعرّض للعقاب، وموضوع سليماني مختلف، لو قامت أمريكا بضرب هدف إيراني آخر غير معني بما يقوم به محور المقاومة لاختلف الأمر، إنما قاسم سليماني ليس شأناً إيرانياً بحتاً بل يعني كل قوى المقاومة في المنطقة، الإيرانيون كيف ردّوا ويردّون هذا شأنهم، لكن هذا لا يعفي محور المقاومة من المسؤولية».
وزاد: «البعض يعتبر أن القصاص العادل يجب أن يكون من شخصية أمريكية بحجم سليماني، رئيس هيئة الأركان الأمريكي. ليست هناك شخصية أمريكية بحجم سليماني أو أبو المهدي، حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب»، وهنا هبّ جمهور «حزب الله» وهتف وهو يرفع قبضاته يا الله ويا الله إحفظ لنا نصرالله «.
وأكد أن «القصاص العادل هو ما يلي: الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، القواعد العسكرية، البوارج العسكرية الأمريكية، كل ضابط وجندي أمريكي على أراضينا، فالجيش الأمريكي هو من قتل وهو من سيدفع الثمن».
وكان نصرالله كشف عن لقاء مع قائد فيلق القدس في اليوم الأول من السنة الجديدة ، حيث أبلغه، كما قال «أن هناك تركيزاً في الولايات المتحدة عليك وكان الحديث عن أنه الجنرال الذي لا بديل له، وهو كان يضحك عن احتمال اغتياله».
وأشار إلى أن «ليلة الجمعة، هي تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة، هي بداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد ليس لإيران أو العراق إنما للمنطقة كلها»، لافتاً إلى أن «سليماني حقّق هدفه الشخصي وهذه أمنيته منذ أن كان شاباً».
وسخر نصرالله من «إنجازات ترامب في السياسة الخارجية، وتفكير الإدارة الأمريكية بتغيير المعادلات وكسر محور المقاومة وإعادة هيبة واشنطن». وقال «في كل محور المقاومة، من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى أفغانستان، يجدون قاسم سليماني، وفي إيران أيضاً ماذا يعني قاسم سليماني؟ هم يعرفون ذلك، إسرائيل تعتبر سليماني الرجل الأخطر عليها منذ تأسيسها، وتتحدث عن أنه الخطر الوجودي على كيانها ولم تكن تجرؤ على قتله في سوريا، فلجأت إلى الأمريكيين».
وأكد أن «النقطة المركزية في دول وقوى وفصائل المقاومة كانت تتجسّد في قاسم سليماني، وبالتالي كان القرار بقتله بشكل علني، وهذا كان له أهداف سياسية ونفسية وعسكرية».
ورأى أن «الهدف الثاني للاغتيال كان يراهن على ضعضعة الحشد الشعبي والفريق الوطني ويذهب العراق إلى محنة داخلية وتحصل عملية ترهيب لبقية العراقيين، لكن الرد العراقي بدأ بتشييع الشهداء سوياً ومن أهم ما حرص عليه الأمريكيون فتح كل الجروح وزرع الأحقاد بين العراقيين والإيرانيين، بينما في النتيجة كان تشييع الشهداء صفاً واحداً»، مشدداً على أن «الشعب العراقي الشريف المتيقن أن الرد على جريمة قتل سليماني والمهندس هو إخراج القوات الأمريكية وتحرير العراق من الاحتلال الجديد، وهنا سيكتشف الأمريكيون أنهم خسروا العراق بعد قتل سليماني والمهندس بينما كان هدفهم من قتلهما العكس» .
وشدد على أهمية ردّ «حركات المقاومة»، وأوضح أنه «عندما نطرح ذلك، لا نعني الشعب الأمريكي على امتداد منطقتنا . هناك مواطنون أمريكيون لا ينبغي المس بهم، المسّ بهم يخدم سياسة ترامب ويجعل المعركة مع الإرهاب، المعركة والمواجهة والقصاص العادل للذين نفّذوا، وهم مؤسسة الجيش الأمريكي»، مؤكداً أن «هذا هو الحجم الطبيعي للمسألة، فإذا كانت قضية الاغتيال مرّت بشكل عابر سنكون أمام بداية خطرة لكل حركات وقيادات ودول ومحور المقاومة».
وأعتبر أنه «إذا ذهبت شعوب المنطقة بهذا الاتجاه، فالأمريكيون سيخرجون مذلولين ومرعوبين كما خرجوا في السابق. والاستشهاديون الذين أخرجوا أمريكا من منطقتنا في السابق موجودون وأكثر بكثير من السابق، والمجاهدون والمقاومون كانوا قلة قليلة في السابق واليوم هم شعوب وقوى وفصائل وجيوش وتملك إمكانات هائلة ، وإذا عملت شعوب منطقتنا على هذا الهدف وعندما تبدأ نعوش الجنود والضباط الأمريكيين بالعودة إلى الولايات المتحدة ستدرك إدارة ترامب أنها خسرت المنطقة وخسرت الانتخابات».
وتجنّب نصرالله التطرّق إلى الشأن الحكومي في لبنان، وما إذا كان تأليف الحكومة العتيدة سيتأثّر بتطورات مقتل سليماني لجهة إعادة النظر بحكومة الاختصاصيين المستقلين، وتشكيل حكومة تكنو سياسية قادرة على مواجهة تطورات المرحلة المقبلة.
وكان الإعلام الإيراني نشر أمس لأول مرة مجموعة من الصور الأرشيفية التي تظهر قائد فيلق القدس الإيراني مع الأمين العام لـ «حزب الله». وظهر سليماني في إحدى الصور يؤدي الصلاة خلف نصرالله.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية