بقلم فلان ! «سبحان من علم الإنسان بالقلم»
أعتدنا أن نقرأ في أعلى المقالات عبارة: بقلم الكاتب فلان،
وهذا طبيعي لأن الكاتب يستعمل القلم.
وفي زمن السومريين ربما كانوا يقولون: بمسمار فلان
إذ الكتابة على الطين كانت بالمسمار.
وبعدها كتب الإنسان بالريشة،
ورسم بها، فقالوا بريشة فلان.
واستعمل قلم الرصاص
والحمد لله لم يقولوا برصاص فلان.
واكتسح الساحة القلم الجاف لأنه أرخص وأسهل ولايزال في الصدارة.
ثم أسعفتنا التكنولوجيا وصار أكثرنا يكتب على الكومبيوتر،
فأولى بنا إذن أن نقول: بكومبيوتر فلان.
أقول هذا وكلي أسف بعد أن لاحظت رداءة خطي بعد اعتمادي على الكومبيوتر،
وكنت من قبله أبذل جهدي لتحسين خطي منذ كتب أستاذي للغة العربية ملاحظة
على موضوع الإنشاء بقلمه: حسني حـظـك.
أي أن الأستاذ رحمه الله حرك نقطة الخاء فصارت على الطاء،
فكتبت أنا تحت ملاحظته:
لو كان حظي بيدي، حسنته.
كنا نعرف صاحب الخط من كتابته، بل نعرف شخصيته منها،
فصرنا ألآن لا نميز، فالكل متساوون أمام الكومبيوتر،
لا يختلف الواحد عن الآخر إلا بالأخطاء الإملائية واللغوية، وضعف التعبير.
أسئلة تقول الكثير
أحيانا نسأل السؤال فيذكرنا جوابه غير المقنع بأننا قد سبق أن سألناه من قبل.
مثل سؤال ما الفرق بين البعث السوري والبعث العراقي؟
وهناك أسئلة تقول الكثير، بل هي مجموعة إجابات، ذروتها ما جاء في القران الكريم:
وإذا الموؤدة سئلت: بأي ذنب قتلت؟
بثلاث كلمات حاكم عصراَ وأدانه وفند عذره في وأد البنات، (لأنهن يجلبن العار في الغزوات حين يؤخذن سبايا)، هم يحاكمون النتائج ولا يعالجون الأسباب، الغزو، نستطيع أن نكتب كتاباً من هذه الكلمات الثلاث.
لقد عرف العرب سحر السؤال فأدرجوه في البلاغة لتوكيد المدح أو توكيد الذم وغير ذلك فمثل على شدة الحزن قول ليلى ابنة الطريف ترثي أخاها:
أيا شجر الخابور مالك مورقاً
كأنك لم تجزع على ابن طريف ؟
وقول أبي فراس الحمداني في حبيبة ذهبت للحج وهو يصور إعجاب الطبيعة لا إعجابه وحده بها فتساءل:
فهل عرفاتٌ عارفاتٌ بزورها
وهل شعرت تلك المشاعر والكثبُ ؟
أما اخضرّ من بُطنان مكة ما ذوى
أما أعشب الوادي، أما أنبت الصخر؟
وحين سأل المتنبي وهو العارف :
نحن أدرى وقد سألنا بنجد ٍ
أطويل طريقنا أم يطول
وكثير من السؤال اشتياقٌ
وكثيرٌ من ردّه ِ تعليلُ
سؤال الاشتياق وسؤال التعليل (التصبير) أضافهما المتنبي إلى الأسئلة التي تقول الكثير.
وأنت يا عزيزي الشاب، كم من الأسئلة ستجدها أثناء مطالعتك؟
الكثير.
*اديبة عراقية تقيم في كاليفورنيا/ سان دييغو
لميعة عباس عمارة
أستاذتي جميل ما كتبتِ.
دمتِ.
نحتاج أن نقرأك،
سواء كتبت بالمسمار أو بالقلم أو بالريشة أو نقرت على الكومبيوتر.
أفكارك بلسم ولغتك سلسبيل.
لا تحتجبي عن محبيك ولا تطيلي الغياب.