خارج السرب

حجم الخط
4

ليس شعراً ولا نثراً، هي رسالة من قلبِ امرأة أتعبها التعب
شتاء ملتهب بالحنين..
الشتاء هنا قارس الوحشة
بارد جدا
مَديد الشهور
فارع الأيام
لكنهُ ملتهب بالحنين..
حارق رغم الصقيع،
ليلهُ كئيب أكثر من ليالي بلاد الصحراء.
تذكرتكَ يا « حاضر بقلبي الوفي وعن عيني غايب»
تذكرتُ دمعتك حين بكيت وقلت: العوز غربة أخرى أيتها الحبيبة.
حينها احتضنتك وبكيت معك..
لكن هل تعرف أن غربتي الحقيقية هي موتك المفاجئ!
ما زلتُ أبكيك
ما زال قلبي موصداً بابه
الشتاء هنا يفتقد ضحكتك
جمرة صوتك وأنتَ تغني لي» نبتدي منين الحكاية»
هل هناك حكاية بعدكَ؟
اشتقتُ لكَ كثيراً…
اشتقتُ لأنفاسك وأنتَ تستنشق عطري وتشهقُ بـ«أفيّش يا ريحة هلي»
يا رائحة الفرح الذي غاب معك « يا بعدهم كلهم»
هل تعرف أني اصطفيتك على قلبي وروحي فأصبحتْ منزلتك عندي كما منزلة «محمّد» بين الرسل؟
هل تعرف.. لو جفّ دمعي سأسكب الروح؟
هل تعرف كل عيد أركل سراب الأيام وانتظرك تأتي
لأن قلبي رآك الحقيقة الوحيدة في هذا الكون المخادع
لماذا استعجلت الفراق الأبدي؟
الشتاء هنا قارس الوحشة
حالك الحنين
والسماء هنا ملبدة بدمع المغتربين
الشوارع هنا خالية من خطوات الأصدقاء.
لكنك تملأ حارات عقلي بخطواتك التي كنتَ تسابقها لتصل وتطرق نافذة قلبي..
نافذتي الآن تحدّق بالمّارّة لعلها تلمح طيفك
«ذكرياتي يا هدية الله» هكذا كنت تناديني..
«ذكراي يا هبة الله»..
«ذكراي يا امرأة استمدت لونها العاجي من عرش الله»..
« ذكرياتي يا عطر الأرض»
هل لي أن أسأل الأرض كيف احتضنتك وشريط ضفيرتي في جيب قلبك؟
ردّ يطيف وزور جفني
وكحّل ارموشي ابحنينك
ردّ وانه وكلبي اعله كلشي
وعاذرينك

كاتبة عراقية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الله العقبة:

    عبارة ( فأصبحت منزلتك عندي كما منزلة محمد بين الرسل ).اقترح تحذف ..فهي مغالاة.

    1. يقول ذكرى لعيبي:

      صباح الخيرات أستاذ عبد الله
      العبارة لا شائبة عليها ، جميعنا لدينا أشخاص منزلتهم عندنا عالية ومقامهم في قلوبنا كبير ، لو تمعنت في العبارة هي ليست تشبيه ولا مقارنة ” حاشا لله”
      منزلة رسولنا الكريم صل الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين ، منزلة خاصة بين الرسل والأنبياء.
      أما المغالاة.. مَنْ منّا لم يتخذ معشوقًا ويغالي في حبه؟
      تحيتي

  2. يقول الدكتور جمال البدري:

    { ليس شعراً ولا نثراً، هي رسالة من قلبِ امرأة أتعبها التعب }.هذه العبارة ذكّرتني بمقولة الدكتورطه حسين: { القرآن ليس بشعروليس بنثربل هو قرآن }.وجاءت ملاحظة السّيد عبد الله العقبة لتتماهى ربّما مع مضمون العبارة…أعلم أنّ حضرتك تخاطبين شخصًا عزيزًا عليك؛ ورغم أنّ ملامح الخطاب للحبيب؛ فأراه للأب.والأب أقرب حبيب للأبناء من بنين وبنات.ياأخي عبد الله ليست في العبارة مغالاة ولا غلو بل حماس للتعبيرعن نفس تواقة لبلوغ هَوَد وقمة المرام.لو فيها مغالاة فسلطان التحرير لا يدعها تمرّولا تخرج من القفص لتطير…وأرى أنّ رسالة ذكرى قد وصلت…إنما العبرة ليس بالوصول بل بسماع الجواب من ذيّاك الرسول.وبهذا نحتاج إلى مناجاة أخرى قد تقرب وقد تطول.في هذا الصباح كنت أودّع جاري الذي انتقل إلى سكنه الجديد في حيّ آخر؛ وقرأت له من معلقة الشاعرلبيد العامريّ قوله: { شاقتك ظُعن الحيّ حين تحمّلوا…..فتكنسوا قُطنًا تصرّ خيامها }.{ فأقنع بما قسم المليك فإنما…قسم الخلائق بيننا علّامها }.فليقنع كلّ واحد بقسمته من الحبّ؛ قبل الرحيل إلى الجبّ؛ فلن يجد ثمة الحبيب؛ ولا الخطاب المكتوب؛ ولات ساعة تعب…

    1. يقول ذكرى لعيبي:

      أشكرك جداً من القلب دكتور..
      أولاً لأنك تتابع باهتمام وتركيز وتقرأ بشكل عميق فيما بين السطور وكأنك في قلب الكاتب
      وثانيا لتوضيحك الإشكال الذي ألتبس فيه عزيزنا السيد عبد الله.
      هناك نقطة دكتور لاحظتها وكنت اتناقش فيها مع بعض الصديقات والأصدقاء ، وهي تأويل المعنى للمفهوم الشخصي للقارىء ، أي يترجم ويفسر ما يقرأ حسب ما يرغب او حسب ميوله وهذا للأسف يفسد بهاء النص فيما لو تم تصدير الفكر وفرضه على شريحة أوسع من نطاق فرد واحد..
      تحيتي واعتزازي لحضورك العاطر

إشترك في قائمتنا البريدية