/الذّاكرة/
هناك..أسفلَ الرّأس
قطٌّ بريٌّ يموءُ جائعًا
يَتلوّى بينَ سراديبِ مُقلتَيْك
دمُ قلبِكَ الطّازجُ وجبتُهُ المُفضلة
مَخالِبُهُ مَعاولُ تَدقُّ صدرَكَ وَتخطئُ الأبواب
فَروُهُ الرّماديُّ فزاعةٌ
تهتزُّ لها شجرة أَرقِكَ الصفراء
موحلةٌ، موحشةٌ، لكن مُثمِرة
تطرحُ مع كلِّ فَقدٍ
عينيْنِ وَيديْنِ وَصَوْتًا
وَالقط الرّماديُّ الخائفُ
يُبرِزُ مخالبَهُ وَيموءُ أكثر
يخالُ الوحلَ غُرابًا
يَحفرِ عميقًا
ليطمُرَ جسدَهُ اللّيّنَ
بينَ جبينِكَ وَصدغَيْك
رُبّما صورةً فوقَ سريرٍ
تَتكوّر بينَ أضلُعِها وَحيدًا.
………………………………..
/زيارة غير رسميّة/
تَدخُلُ الحبَّ مَعصوبَ العَينَيْن
وَالبؤبؤُ زنزانةٌ
لا تتّسعُ لكلِّ هذا الضَّوء.
يَداكَ على وَجهِكَ
قضبانٌ خلفَها ظِلٌّ أشعَث
لِزائرٍ زادُكَ مَعَهُ
عُلبةُ تَبغٍ وَقُبلَة.
عَشرُ أصابعَ أكلتَها وَلم تَكفِكَ
لتُحصيَ كَم مرةً قُتِلتَ من الحُلم.
……………………….
/..Whatever../
العابِرُ
ينبَغي أن يكون وَسيمًا
لِيُعجِبَ امرأةً شاعرة
أَوْداجُهُ ناتئة
كَما لوحَةٍ زيتيّةٍ في مُتحَف
تَلمسُها
فتَستَحيلُ مساميرَ تُدمي أصابعَها.
المرأةُ الشاعرة
حين تَنوي نسيانَ وَسيمٍ عابِر
بابتسامةٍ خبيثةٍ بينَ فكَّيْها
لها التماعةُ بيانو فخم
تُقطِّعُ رأسه في ذاكرتها
تضعه ضماداتٍ للأناملِ المُدماة
ليلمحَ اسمَه لاحقًا
وَمِن بعيد
يتدلّى من سطرٍ في قصيدة
٭ شاعرة لبنانية