الأحداث الكبرى التي يشهدها العالم حالياً، وفي مقدمتها حرب أوكرانيا والتمرد على بعض السياسات الأمريكية، إنما هي تفاعلات لتشكل نظام عالمي جديد، إذ أنَّ المؤكد أنَّ اليوم التالي لانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ليس كاليوم الذي سبقها ولن يكون كذلك، أي أن الوضع العالمي الذي سبق الحرب لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه بعدها.
النظام العالمي الجديد يتجه إلى إنهاء مرحلة الهيمنة الأمريكية المطلقة على العالم والتفرد باللعب على الساحة الدولية، وهي الحالة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهذا ما عبَّر عنه صراحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الأيام الأولى للحرب عندما أشار بوضوح إلى أنَّ عصر القطب الواحد قد انتهى، وأن عالم ما بعد غزو أوكرانيا لن يكون كما قبله.
يبدو أن الحرب الحالية في أوكرانيا ليست سوى صراع دولي عملاق سينتهي برسم ملامح جديدة للعالم، وسيُنهي نظام القطبية الواحدة والهيمنة الأمريكية
ما يحدث في العالم هو أنَّ الولايات المتحدة تنكفئ على الساحة الدولية منذ سنوات، وهيمنتها تتراجع منذ فترة طويلة، وليس فقط منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وربما يكون هذا الانكفاء الأمريكي هو الذي أغرى موسكو أصلاً أن تقوم بهذا الغزو، وقد تجلى هذا الانكفاء بشكل واضح في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بالانسحاب الأمريكي في العراق والحلول الإيراني مكانه، وكذلك التدخل الروسي في سوريا، وكذا الموقف الأمريكي من ثورات الربيع العربي، وتخلي واشنطن عن بعض حلفائها (وربما عملائها) في المنطقة. وإلى جانب الانكفاء الأمريكي سياسياً وعسكرياً على الساحة الدولية فثمة ما هو أهم، وهو التحول الاقتصادي الذي يشهده العالم، إذ يبدو أن نظاماً اقتصادياً جديداً سيتشكل بعد العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا، إذ تطمح أوروبا الى التخلي عن الغاز والنفط الروسيين خلال سنوات قليلة، وبدأت بالفعل في اللجوء إلى مصادر بديلة لهذه السلع الأساسية، ولكن في الوقت ذاته فإن الدول الكبرى المنافسة للولايات المتحدة بدأت تحاول كسر هيمنة الدولار الأمريكي على الأسواق العالمية. ونشر موقع «بزنس إنسايدر» الأمريكي المتخصص برصد الأخبار الاقتصادية تقريراً مؤخراً تحدث فيه بوضوح عن أن الصين ضاعفت في الفترة الأخيرة محاولاتها لكسر هيمنة الدولار على التجارة العالمية. كما كشف الرئيس بوتين مؤخراً أن تحالف «بريكس» الذي يضم كلا من الصين والهند وروسيا والبرازيل والهند وجنوب افريقيا، يعمل حالياً على إنشاء «عملة احتياطية دولية تعتمد على سلة من عملات دول التحالف»، وهو ما يعني بالضرورة، أن ثمة تحالفا دوليا، أو معسكرا دوليا اقتصاديا جديدا يتشكل ويرغب في إنهاء هيمنة الدولار على العالم.
كما قالت الصين مؤخراً إنها ستبني احتياطيا جديدا لليوان، إلى جانب هونغ كونغ وسنغافورة وثلاث دول أخرى، حيث تساهم كل منها بنحو 2.2 مليار دولار، وذلك في محاولة لفرض عملتها على تداولات النفط في العالم، أو على الأقل لفرضها على بعض التداولات والصفقات، وبالتالي إنهاء احتكار الدولار لعمليات التجارة الدولية الكبرى.
والخلاصة هو أنَّ العالم يشهد اليوم ولادة نظام دولي جديد بمواصفات وملامح ومزايا جديدة ومختلفة عن السابق، ويبدو أن الحرب الحالية في أوكرانيا ليست سوى صراع دولي عملاق سوف ينتهي برسم ملامح جديدة للعالم، وسوف يُنهي نظام القطبية الواحدة والهيمنة الأمريكية، وربما تنجح أيضاً مساعي إنهاء هيمنة الدولار التي هي أداة الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، وبالتالي نُصبح أمام نظام جديد بشكل كامل من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية. كما أنَّ الحديث عن توسعة حلف شمال الأطلسي «الناتو» يصبُ في هذا الاتجاه ويعني بالضرورة أنَّ انعكاسات الغزو الروسي لأوكرانيا ستكون كبيرة وستشمل العالم بأكمله.
كاتب فلسطيني
بسم الله الرحمن الرحيم
سنشهد ان شاء الله نظام عالمي جديد ينهي الغطرسة الامريكيه كما ستشرق شمس دوله عظمى العام القادم وهي تركيا حيث تكون استوفت العقوبات المفروضه على السلطنه منذ قرن لا شك عندي ان ايران بذكائها
العميق ستمتلك النووي للاغراض السلميه .اادول العربيه ليس لها حظ من كل هذه التطورات بل على العكس التخطيط ان تكون الحرب الكونيه على اراضيها من خلال الناتو العربي الجديد
سيكون المواطن الروسي مرتاحا سيكون المواطن التركي مرتاحا وسيكون مواطن الصيني مرتاحا اما الاوروبي والامريكي سيكون حاله كحال الدول العربيه
ليس هناك صراع دولي، فقط القيصر الواهم يستعرض قوته ويغزو بلدا في جواره إسمها أوكرانيا
استفزت روسيا العالم بالقرن الماضي بغزو 15 دولة بمظلة إتحاد سوفياتي فحاصره العالم الحر حتى انهار اقتصادياً واجتماعياً وانسحب من 15 دولة وتحجم بالإتحاد الروسي، والآن تعود روسيا للإستفزاز بغزو جورجيا وسوريا وأوكرانيا فتجند العالم الحر بخدمة الأوكران سياسيا وماليا وعسكريا واقتصاديا وإنسانيا كماً ونوعاً بسرعة فائقة وتكاتف فريد لحكومات وبرلمانات وشعوب وشركات بوجه الإتحاد الروسي وصولاً لانهياره اقتصادياً واجتماعياً وتفككه فتستقل مناطق القوقاز وعدة قوميات محتلة وتبعد روسيا عن بحار الأسود وقزوين والبلطيق
غزو روسيا لأوكرانيا أثبت استحالة دمج روسيا بنظام عالمي فعادت أوروبا لحضن حماية أمريكية بريطانية وفقدت إيران وفنزويلا وشمال كوريا راعيها بسقوط روسيا بمستنقع أوكرانيا ولم يعد أمامهم إلا خضوع غير مشروط للعالم الحر، وبالتوازي استعاد الوطن العربي تموضع إستراتيجي بحيازته أهم ممرات تجارة دولية بري وبحري وجوي وأهم ممرات كوابل اتصالات دولية وأكبر احتياطات وإنتاج نفط وغاز وهي أهم مواد استراتيجية لتسيير إقتصاد العالم الحر والبديل الوحيد لروسيا وبالتالي عودة تنافس شديد بين دول عظمى على كسب ود كل دولة عربية.
سقوط روسيا بمستنقع أوكرانيا مفيد للصين فلديها فائض 3 تريليون وتستورد كل منتج روسي يحظره العالم الحر بسعر بخس وبالمقابل لدى روسيا فائض أراضي ( 17 مليون كيلومتر مربع بعدد سكان 144 مليون) وتعاني الصين من نقص أراضي (10 مليون كيلومتر مربع أي نصف مساحة روسيا بعدد سكان 1.4 مليار أي 10 أضعاف سكان روسيا) فبإمكان الصين استغلال التموضع الاستراتيجي لتوسع مساحتها بتنازل روسيا عن 7 مليون كيلومتر مربع بشرقها للصين لتكسب حليف أبدي وبغير ذلك تطبق عقوبات العالم الحر على روسيا وتستمر بمراكمة فوائض تجارية تريليونية
غزو روسيا لأوكرانيا أنتج أزمة بترول وغاز لدول العالم دفعتها لتسريع تحول لطاقة متجددة ولدعم زيادة تنقيب وإنتاج بترول وغاز بأرضها وبحرها وبالتوازي تنويع مصادر استيرادها لتستغني تدريجياً عن روسيا للأبد ويكون الغزو قد قضى على قطاع طاقة روسي بدون مبرر، وأنتج الغزو أزمة حبوب وأسمدة لدول نامية ستضطر ومواطنيها لوقف هدر الخبز بإلغاء دعمه فينزل إستهلاكه للنصف وبالتوازي ستدعم زراعة حبوب وصناعة أسمدة لديها فتستغني عن إنتاج روسيا وأوكرانيا للأبد ويكون الغزو قد قضى على قطاعي زراعة وأسمدة بهما بدون مبرر.
*نعم. ربما إنتهت أمريكا كضبع وحيد مهيمن
ودخل معها ضباع أخرى وخاصة
الضبع الروسي الشرس المتمرد..
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.