نعم الرئيس ملام على اخطائه والمعارضة ايضا.. ولكن الفلول ينتظرون في الجناح الخلفي سيناريوهات صعبة تنتظر مصر.. الدخول في نفق الجزأرة.. نجاة الرئيس.. وعودة العسكر للبقاء هذه المرة

حجم الخط
5

لندن ـ ‘القدس العربي’: ‘مأساة مصر او تراجيديا الطرفين المتصارعين فيها لا يعرفان ان هناك طرفا ثالثا ينتظر في الجناح الخلفي ويعرف انه لن يخسر من الفوضى’. هذا ما تكتبه صحيفة ‘الغارديان’ في افتتاحيتها والتي دعت فيها الى حكمة الشارع.
واشارت فيها الى ان لاشيء في قوانين الثورات ينص على ان بلدا تخلص قبل عامين من حكم ديكتاتوري يجب ان يتمتع بسلام واستقرار، فان لم نكن قد تعلمنا من مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي السابق ومرحلة التمييز العنصري في جنوب افريقيا الا شيئا واحدا وهو ان التحولات الديمقراطية ماهي الا مخلوق ضعيف وهش وعادة ما يكون فريسة للاقوى.
ومن هنا لم يكن الرئيس المصري محمد مرسي مبالغا عندما قال للصحيفة نفسها ان عامه الاول في الرئاسة ‘كان صعبا جدا’ وتوقع استمرار المشاكل. وتعتقد الصحيفة ان الايام المقبلة في مصر ستكون حاسمة، فقد ينجو الرئيس من الازمة او قد تدخل مصر نفقا مظلما على الطريقة الجزائرية ‘اي ‘الجزأرة’، وسيكون صراعا طويلا وعلى قاعدة واسعة ولن يفرق بين طائفة واخرى او بين المصريين ولن يحترم الحدود.
وتقول ان الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط التي لم يعد لامريكا واوربا فيه تأثير كبير يعتمد على مصر مستقرة.
وفي الوقت الذي يقف العالم فيه متفرجا اي الطريقين ستختاره مصر تشير الصحيفة الى اسباب الازمة الحالية التي تحمل فيها الرئيس وجماعته اي الاخوان المسؤولية وكذلك المعارضة وتقول ان المستفيد الوحيد من الوضع الحالي والفوضى هم بقايا النظام السابق الذين لم يخرجوا ابدا من المعادلة السياسية وينتظرون انتهاز فرصة تداعي الامن الوطني.
وترى ‘الغارديان’ ان بعض المشاكل هي من صنع الرئيس، فقد ارتكب الاخوان المسلمون خطأين استراتيجيين فادحين اديا الى اغلاق باب الحوار الذي بدأ اولا بين الطرفين في ميدان التحرير.
الخطأ الاول هو دفع جماعة الاخوان المسلمين باتجاه كتابة دستور مثقل بالمحتوى الديني من اجل الحفاظ على التحالف مع الحزب السلفي والذي بدل مواقعه بعد اشهر من المصادقة على الدستور، اما الخطأ الثاني فهو عندما اعطى الرئيس مرسي نفسه صلاحيات دستورية واسعة قال انها مؤقتة، وذلك في تشرين الثاني (نوفمبر) 2102 والتي تراجع عنها وندم عليها. وتقول الصحيفة ان هناك صحة في الاتهامات التي وجهت للرئيس من انه احدث ربكة في التفويض الانتخابي الذي حصل عليه ويدعوه كي يبقي على جميع الاطراف معا. ومهما كانت اخطاء الرئيس، فادحة كما هي، الا انها لا تعطي المعارضة عبورا مجانيا، او تعفيها من المسؤولية، فهي التي تشتكي من محاولات الاخوان المسلمين السيطرة على كل مفاصل الدولة رفضت وبشكل مستمر كل عروض الحكومة لتتولى المناصب الوزارية المهمة، كما انها ترفض المشاركة في الانتخابات وهي التي تحتكم الى العملية الديمقراطية لانها تخشى من الخسارة. وتقول المعارضة انها تخوض احتجاجات سلمية الا ان هذا غير صحيح ان النار اطلقت على التظاهرات المنافسة لها وأدت لقتلى وجرحى.
وتعتقد الصحيفة ان الوضع الحالي في مصر نابع من حقيقة انه عندما تسلم السيد مرسي السلطة فان اطراف اللعبة السياسية في مصر لم يعترفوا بشرعية بعضهم البعض، مع التأكيد ان هناك قلقا حول قانون الانتخابات المصري وامكانية حصول الغش فيه.

انتخابات نزيهة
والسؤال المطروح ان كان هذا القلق عظيما لدرجة انه يقوض شرعية انتخابات حرة ام لا. وتقول ‘الغارديان’ ان الانتخابات التي جرت في مرحلة ما بعد مبارك وحتى الان حكم عليها بالنزاهة، وبنفس السياق فمن الخطأ على المعارضة الادعاء انها لا تستطيع عمل اي شيء تجاه قوة الاخوان المسلمين التنظيمية على الارض، ويجب ان يكون جواب المعارضة على هذا الوضع ببناء قوتها من القاع للاعلى.
وما يهم الان هو الكيفية التي ستجري فيها الاحداث في الشوارع المصرية، فطرفا الازمة يعتقدان ان الطريقة الوحيدة لاظهار القوة هي حشد العدد الاكبر من المؤيدين والابقاء عليهم في الشارع، لكنهما لا يعرفان ان هناك طرفا ثالثا ينتظر ويعرف ان الاضطرابات الاهلية تمثل نصرا له، وهذا الطرف مكون من بقايا النظام السابق الذين لم يخرجوا ابدا من المعادلة ويحاولون انتهاز الفرصة للعودة.
ولا يخفى ان عملية الاطاحة برئيس منتخب وسط اضطرابات اهلية سيجبر الجيش على التدخل، وان عاد الجيش فانه سيبقى في السلطة لمدة اطول مع ان بعض المتفائلين يقولون ان عودة الجيش ستكون قصيرة وسيخرج من المعادلة بعد ان يعد للانتخابات.
وسيرى الاسلاميون في حرمانهم ورئيسهم من الحكم بعد ان تبنوا الطريق الديمقراطي فالمسألة لن تكون لها علاقة بالايديولوجيا بقدر ما ستكون مسألة حياة او موت، فما الذي سيمنعهم من التفكير ان الاعتقال والتعذيب ينتظرهم اي عودة لما عانوه تحت حكم مبارك؟ وما الذي سيمنع من تضخم صف المتطرفين في كلا الطرفين.

لم يحن بعد
ماذا على الرئيس ان يفعل، هذا ما تجيب عليه صحيفة ‘التايمز’ في افتتاحيتها ‘العودة الى ميدان التحرير’ وجاء فيها ان المعارضة المصرية الميؤوس منها منقسمة على كل القضايا، لكنها متفقة على قضية واحدة، فعشرات الالاف الذين تجمعوا في شوارع القاهرة والـ 22 مليونا الذين وقعوا على عريضة نظمتها جماعة اسمها ‘تمرد’، كلهم يتفقون على خيبة املهم بالرئيس محمد مرسي بعد عام له في المنصب، وهم محقون كما ترى الصحيفة لكن هذا لا يعني ان الوقت قد حان لرحيل الرئيس.
واشارت الصحيفة الى ما كتبه محمد البرادعي حيث قال ان الاخوان المسلمين ومحمد مرسي لم يعودوا قادرين على الحكم، وهذا الوضع كما تقول ينطبق على الكثير من الانظمة الديمقراطية في العالم، وقلة منها واجهت ما واجهه الرئيس مرسي من تحديات صعبة. مشيرة الى ان مرسي وصل للحكم وكان فيها الاقتصاد المصري يعيش على اجهزة التنفس الطبيعية، فيما كان يعيش نصف سكان القاهرة الـ 22 مليونا في حالة من الفقر المدقع، حيث كان يأمل الاسلاميون والجماعات المعارضة بحصول معجزة لحل هذا الوضع بعد 30 عاما من الحكم القمعي لمبارك.
وبعد عام على حكم مرسي لم تتحقق المعجزة بل وفشل الرئيس في تقديم الاحتياجات الاساسية للمواطنين.
وفي الوقت الذي تم فيه تفكيك اهم ملامح الدولة البوليسية في عهد مبارك، وخرج الجيش حتى الان من السياسة الا ان فراغا امنيا حصل وادى الى انتشار الجريمة وتضاعف السرقات اربعة اضعاف. وقد اثر هذا على تراجع السياحة واعداد السياح، كما لم يتعاف الاستثمار الخارجي، ولن يساعد قرار الخارجية الامريكية إجلاء الموظفين غير الاساسيين عن سفارتها في القاهرة الاقتصاد المصري.
وتقول ان الرئيس المصري قام بمحاولات يائسة لحل الازمة من خلال دعم الحاجيات الاساسية والوقود ولكنه اعتمد على الاحتياطي الاجنبي من العملة الصعبة، بدون ان يكون قادرا على توليد العملة من خلال صناعة القطن الراكدة والتي تشكل ثلث الصناعة المصرية. وتقول ان الرئيس المصري فشل ببناء علاقات عمل مع مؤسسة النقد الدولي مع ان مصر بحاجة الى المساعدة، وكما وخسر الثقة التي حصل عليها في القضاء والمؤسسات الاعلامية الخاصة.
وترى ان مشكلة مرسي نابعة من طريقة ادارته وفي جزء منها لسياساته ولانه كان بطيئا في اكتساب اللغة والحدس الديمقراطي مفضلا استفزاز معارضيه من طاولة القراءة واتخاذ القرارات من خلف الابواب المغلقة.
مشيرة الى ان واحدا من هذه القرارات تعيين 17 محافظا اسلاميا مما اكد مخاوف الليبراليين عن محاولات الاخوان بناء دولة دينية، وتشير الى ان محمد مرسي خسر 50 بالمئة من شعبيته منذ توليه السلطة.

يستحق الثناء
وقالت الصحيفة ان مرسي حاول منع الاحتجاجات التي بدأت الاحد بخطاب اعترف فيه بارتكاب اخطاء ولكنه انتقد الصحافيين والمعارضين، مشيرة انه لم يكن خطاب الامة الذي يحتاجه التاريخ. وتختم بالقول ان العالم كان ينتظر من مرسي ديمقراطية اسلامية كما هو حال طيب رجب اردوغان ومع انه لم يقدم واحدة بعد لكن مرسي يملك ثلاثة اشياء اولا انه رئيس شرعي منتخب، وسمح للمعارضة بالنمو والتعبير عن ارائها في الوقت الذي كانت فيه تسحق، وطلب ان يتم الحكم عليه من خلال صناديق الاقتراع لا تظاهرات الشوارع، ومهما كان مصيره تقول الصحيفة فعلى مرسي ان يتبنى التعددية السياسية التي تشمل كل المصريين لا الاخوان المسلمين فقط.
وكان الرئيس مرسي قد اكد في تصريحات خاصة لصحيفة ‘ الغارديان’ ان حقيقة تغيير رئيس انتخب دستوريا يعطي الذريعة للناس كي يطالبوا بتغيير الرئيس الجديد.
وتقول الصحيفة ان الرئيس يتهم باستخدام صلاحياته والدفع باتجاه دستور اسلامي الطابع، واستهدافه للصحافيين والناشطين وعدم قدرته على توفير الاحتياجات الضرورية.
ويقول المعارضون العلمانيون ان مرسي الذي كان مرشح الاجماع قام بعزل الناخبين من بين صفوفهم.
ونقلت عن رجل اعمال قوله ان الرئيس مرسي قد انتخب بطريقة ديمقراطية لكن ‘منذ توليه المنصب اصبح كل شيء موضع استقطاب، وفجأة وجدنا انفسنا امام نظام اسلامي مثل ايران، حيث يحتكم الرئيس في قراراته للاخوان المسلمين وليس لنا’.
ويقول معسكر الرئيس الذي تجمع حول مسجد رابعة العدوية في القاهرة ‘لقد اخترنا الرئيس والان يريدون التخلص منه بعد عام، مع انه يتصدى لثلاثين عاما من الفساد’ واعتبر القيادي في الاخوان المسلمين عصام العريان التجمعات الحاشدة بانه ‘محاولة انقلابية’.

رفض للرئيس
وترى صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ ان التظاهرات تمثل رفضا للرئيس مرسي ومستقبل مصر يعتمد على عدد من الاسئلة: هل سينجو الرئيس من هذا الحشد الهائل؟ هل ستحافظ جماعات المعارضة المنقسمة على نفسها على زخم الاحتجاجات؟ وهل سيقوم الجيش بالتدخل حالة توسعت دائرة العنف؟ واكد ان الجيش لن يسمح بان تدخل البلاد في نفق مظلم’ مشيرة الى ان حكم الجيش قد ادى الى احتجاجات من قبل منظمات حقوق الانسان، واكد مرسي في اللقاء انه لن تكون هناك ثورة ثانية.
وقال ان ‘لا مكان للحديث ضد الشرعية الدستورية، هناك مساحة للتظاهر ولان يقوم الناس بالتعبير عن ارائهم، وما يهم في كل هذا هو تبني وتطبيق الدستور’.
وكان مرسي قد عبر في لقاء مع ‘الغارديان’ عبر مرسي عن ثقته العالية من عدم تدخل الجيش. واتهم مرسي الاعلام بتضخيم قوة المعارضة وانها صورت التظاهرات وكأن البلاد كلها في حالة من العنف الذي حمل مسؤوليته للدولة العميقة وبقايا النظام السابق التي قامت بتنسيق العملية. وقال ان هؤلاء لديهم المال ‘وحصلوا على المال من الفساد، واستخدموا المال من اجل ارجاع النظام السابق للسلطة، ويدفعون المال الفاسد للبلطجية ومن هنا يحدث العنف’، ورفض الرئيس تسمية الدول التي تدعم بقايا النظام السابق، وان كانت السعودية او الامارات العربية المتحدة حيث قال ‘لا، انا اتحدث بعبارات عامة، كل ثورة ولها اعداؤها وهناك بعض الناس ممن يريدون عرقلة سير المصريين للديمقراطية، انا لا اقول ان هذا الوضع مقبول ولكننا نلاحظه في كل مكان’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد عبد الهادي:

    البرادعي حطم العراق بإيعاز من أسياده الذين وضعوه على وكالة الطاقة الذرية وها اليوم يريد تحطيم مصربالتنسيق مع رؤوس الفلول وبإيعاز من نفس الجهة. ويوم ينفلت الوضع في مصر فلن تستطيع السيطرة عليه جيوش الدنيا مجتمعة لا جيش مصر بمفرده. ويوم تنهار مصر فتلك بداية أفول عصر الرفاه الخليجي.

  2. يقول سید:

    انا آسف علی شعب مصر لانهم غیر صبورین ستمضی اربع سنوات وعندهم انتخابات واذاکان اخوان ما مناسب فعنهم حق التغییر حرام علیهم کل مره عندهم فوضی

  3. يقول ف. اللامي:

    ما بُني على باطِل، فهو باطِل يا سادة.
    أن تفعل المُستحيل لتصبح ظابطا في جيش جلالة الملك، ثم تنكث باليمين، فتعمل على تحجيم من أن أقسمت له بالولاء أولاً، ثم التخلص منه تماما، بنفيه، ومن بعده، كل من خالفك الرأي، لتنكث مرة أخرى برأس السلطة، محمد نجيب، فتزيحه أيضاً، وتجلس مكانه.
    تسلمت، والأحرار، إرث محمد علي، الإقتصادي، وهيبة العرش على إمتداد السودان، تسلمتم بلداً، كان القبرصي، واليوناني، والإيطالي عُمالاً فيه.
    ذهبت الهوانم، والأميرات، والأُمراء، والبشوات، والبهوات، وجاء مكانهم الأحرار، وحكم من يومها الجيش. ألا أيُها المستجير بالجيش، ما أنت إلا كالمُستجير من الرمضاء بالنارِ.

  4. يقول صقرقريش.عدنان:

    ان ما يحدثفي مصر الان هي مؤامرة من اطراف خارجية على راسها الكيان الصهيوني وامريكا وبعض دول الجوار العربي المتضررين من وجود حكم اسلامي مستقر في دولة عربية كمصر..هذه الاطراف الخارجية وجدت لها عملاء في الداخل المصري متضررين من وجود الاسلامين في الحكم نظرا لانه يهدد مصالحهم ويكشف تاريخهم القذر اذا استقر له الامر في الحكم..فتحالفوا مع بعضهم البعض لاسقاط الاسلاميين وابعادهم عن الحكم بشتى الوسائل انه حلف الشيطان الذي لا يريد لمصر ولا لشعب مصر الخير..يا شعب مصر الابي لا تكن اداة في ايدي هؤلاء العملاء لهدم مصر العظيمة

  5. يقول ابن الصحراء الجزائري:

    ما يحدث في مصر تتداخل فيه اطراف عديدة بما فيها الدول الحاقدة على حكم الااخوان على رأسها الامارت التي عملت على فعل المستحيل من اجل افشال تجربة الاسلاميين في مصر لكن هذا لا يعني عدم تواطؤ اطراف من الداخل على رأسهم فلول النظلم البائد وبعض البلطجية المستأجرين ,نعم الاخوان ارتكبوا اخطاء في تسيير الشأن العام منذ توليهم السلطة بسعيهم على الاستحواذ على كل مقاليد الحكم طريقة معالجة جبهة الانقاذ (المعارضة المصطنعة)لهذا المشكل بلغ ادنى درجات الوقاحة برفضها للدعوات المتكررة لرئيس مرسي للحوار ورفضها كل الحقائب الوزارية والمناسب السامية في الدولة العروضة عليها فاصبحت الديمقراطية حسب نظرهم (حلال علينا حرام عليهم ) فكان على هذه الجبهة ان تقبل بالذهاب الى الصندوق الانتخابي وهو كفيل بصناعة خريطة سياسية جديدة

إشترك في قائمتنا البريدية