نقلات جديدة على شطرنج الصراع الروسي ـ الأوكراني

حجم الخط
8

عيّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس أركان جيشه، فاليري غيراسيموف، قائدا جديدا لـ«العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وهو ما يمكن اعتباره تخفيضا غير مباشر لمرتبة سيرغي سوروفيكين، القائد السابق للقوات الجوية الروسية، الذي يحمل أيضا لقب «الجنرال أرماغيدون (يوم القيامة)»، بعد ثلاثة أشهر تقريبا من استلامه منصبه.
يمكن ربط هذه النقلة الأخيرة بالكارثة العسكرية التي حلّت بالجيش الروسي، بعد أن قصفت القوات الأوكرانية مركزا لتجمّع المجندين الروس في بلدة ماكيفكا باستخدام نظام صواريخ هيمارس الأمريكي الصنع، مما أدى، حسب مصادر متقاطعة، إلى مقتل المئات منهم، وقد اعترفت موسكو، في البداية بمقتل 63، ثم عدّلت الرقم إلى 97 قتيلا.
إضافة لذلك، يمثّل التغيير في هرمية القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا رغبة الرئيس بوتين في إحداث تغيير على رقعة الشطرنج الحربية، وهو ما يمكن أن نرى أثره في الصراع الدموي المحتدم شرق البلاد، والذي يشكّل الاستيلاء الروسي على سوليدار القريبة من باخموت، جزءا منه.
أكد الجيش الروسي، أخيرا، الاستيلاء على سوليدار، وتنازع مع مجموعة «فاغنر» (شركة المرتزقة العسكرية الخاصة)، نسبة هذا الإنجاز لنفسه، فيما أكدت كييف أن روسيا قصفت سوليدار 91 مرة بعد إعلان فاغنر السيطرة عليها، وأن المعارك ما تزال مستمرة. حسب «منظمة دراسة الحرب»، وهي مركز أبحاث أمريكي، فإن موسكو قد سيطرت فعلا على سوليدار، لكنها بالغت في أهمية سوليدار، وهي بلدة لا تزيد مساحتها عن 8,8 كيلومتر، وبالتالي فإن ما حصل لا يشكل تطورا مهما على الصعيد العملياتي ومن غير المحتمل أن يؤدي لمحاصرة مدينة باخموت.
السيطرة الروسية على سوليدار، على أي حال، هي نصر «تكتيكي» بهدف أكبر فإدارة بوتين تأمل استثمار الحدث سياسيا في دعم تردد بعض الدول الغربية بمدّ كييف بالأسلحة، كما هو حاصل في ألمانيا حاليا، حيث يواجه تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد معارضة من بعض الجهات الحكومية.
تعيين غيراسيموف، يعني أن القيادة الروسية تخطط لهجمات أكبر، وأن وجود قائد الأركان في أرض المعركة هو اعتراف بسوء التنسيق بين الأجنحة العسكرية المختلفة، كما أنه يعني إدراكا بأن «العملية الخاصة»، التي قتلت ما يقارب 114000 جندي، وتسببت بهزائم محرجة ومؤلمة لروسيا، تتجه لتصبح حربا خاسرة.
إحدى النقلات التي يلمّح الكرملين لاستخدامها على أمل تعديل النتائج، هو إشراك بيلاروسيا، التي تملك حدودا مع أوكرانيا، في الحرب الدائرة، وهو ما أشار إليه بيان لوزارة الخارجية الروسية، أمس الجمعة، بالقول إن المناورات العسكرية المشتركة التي ستبدأ خلال أيام بين البلدين هي لمنع خصوم روسيا المحتملين من «التصعيد والاستفزاز»، وأن أي محاولة للهجوم على بيلاروس «محكومة بالفشل»!
الخطط الأوكرانية والغربية في المقابل، ستركز على الاستفادة من الإنهاك الذي تعرضت له القوات الروسية بسبب تركيزها للموارد العسكرية في دونيتسك والدونباس على معركة باخموت، وكذلك الاستفادة من تراجع القدرات العسكرية لروسيا، ومع وصول إمدادات وآليات عسكرية غربية جديدة فإن معارك الربيع ستحمل إشارات للاتجاه الذي ستسلكه الحرب، وبالتالي، المفاوضات لإنهائها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    العسكر الفاسد هو المسيطر على كل الوضع بروسيا !
    وبوتين شبه العسكري هو واجهة لهذا العسكر ,
    فليس من المستحيل تغيير هذه الواجهة !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سامح //الأردن:

    *حرب عبثية مجنونة بلا هدف حقيقي.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في كل فاسد وظالم وقاتل.

  3. يقول تيسير خرما:

    دراسة جماعة (إني أريكم ما أرى) من فرعون وكسرى وقيصر مروراً بهتلر وستالين وصولاً لخامنئي وبوتين يظهر تشابههم بإخضاع نخبة أوصلته للحكم لرؤيته الفاسدة وتهميش من يأبى وتطهير جيش وأجهزة أمنية من معارضيه وتسليم موالين له مفاتيح الحكم ومصادر الثروة وإدارة شركات كبرى وإفقار غيرهم وإخضاع الرئاسات الدينية وقمع كل معارضة شعبية وتعديل قوانين وأنظمة وتعليمات لإدامة سلطته ثم ينطلق لإخضاع شعوب مجاورة وسلب ثرواتها ومنع تهديد خارجي له ثم يتطلع لإخضاع الكوكب لكن يكتشف بعد فوات أوان أن الله استدرجه لنهايته المظلمة

  4. يقول محي الدين احمد علي:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . علينا جميعا ان نرى حكمة الله سبحانه وتعالى وعلينا أيضا الصبر على البلاء والدعاء المستمر علي الظالم . مع شروق كل يوم جديد يراء المظلوم عظمة وعدل الخالق في الانتقام من الظالم ومن عظمة الخالق جمال وقوة و عظمة استدراك الظالم والظالم يعتقد انه من القوى التي تجعل الجميع يخافون قوته وهذا استدراك ويدخل في حرب لاستعراض قوته هذا أيضا استدراك وعندما يحاور البشر ينظر لهم نظرة احتقار واستكبار وهذا استدراك عندما يستدرك الله الظالم يسلط عليه نفسه فقط لا غير والله يعلم انه عنده نفس امارة بالسوء هذا بوتين الذي دمر سوريا وساهم في تشريد الشعب السوري بدون ذنب وبوتين من المخربين في المنطقة العربية والان هو في مستنقع اعماله هو وجيشه الذي كان يضرب الأطفال و الشباب و النساء والشيوخ كبار السن لرضاء غروره وشفط ما تبقى من خيرات الشعب السوري وأيضا لإرعاب الجميع وللأسف لم يرعب الا نفسه واصبح مثل الفار المذعور وهو وجيشه من سخط ربنا عليه وهو لا يعلم كل ما هو فيه عبارة عن قرص ودن بسيطة جدا جد من الخالق وعلى بوتين وكل من على شاكلته انتظار يوم الحساب البسيط على الأرض والباقي يوم العرض على رب كريم لا يظلم عنه احد . وشكرا

  5. يقول اكرم:

    سوليدار كانت بحكم الساقطة وروسيا ارتات التريث والاعلام الغربي كان يقول العكس وستسقط بعدها مدن ومناطق اخرى والخاسر هي الشعوب

  6. يقول آدم:

    روسيا لم تعد الاتحاد السوفيتي،، ولكنها تفكر بنفس العقلية وتمتلك كل قدراته الاستراتيجية وفلسفته,, نقل قائد الاركان الى الاقاليم الجديدة يعني ان روسيا تعلن عنها كجزء لا يتجزأ من الاراضي الروسية وسوف تقوم بالدفاع عنها عبر حرب شاملة,,, نقل قيادة الجيش الى هذه المناطق الجديدة لا يعني غير ان الحرب قد بدأت ،،وسوف تتوسع,,, سياسة الارض المحروقة التي تم اتباعها مؤخرا، لم تكن الا تمهيدا لهذه الخطوة، لتكون منصة الانطلاق لتدمير ما تبقى من المدن الاوكرانية وقطع ارجل الناتو عن الحدود والتخوم الروسية,,,,

  7. يقول ابو العلا البحطيطي:

    المُهم أن روسيا ولو ( تفوقت ) في حرب اوكرانيا فأٍنها في نهاية الامر ستكون دوله منبوذه دولياً ولن يكون باستطاعة جيرانها النظر اليها نظرةً وديه . هل هنالك ما يمنع روسيا من محاولة الاستيلاء على اراضً من كازاختستان او بولندا او دول البلطيق . لقد اوقعت سياسة بوتين روسيا في ورطه أشدُ بؤساً من ورطة صدام حسين في احتلاله للكويت

  8. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    تعيين رئيس هيئة الأركان الروسي كقائد للقوات القيصر الواهم في أوكرانيا، فقط لإبعاد الرجل من منصب قائد قيادة الأركان الروسي، ولكن الجديد هو إستمرار القيصر الواهم في أوهام

إشترك في قائمتنا البريدية