قلناها عشرات المرات على مدى العشر سنوات الماضية من عمر الثورة السورية: «إذا حلق جارك بل ذقنك». وهذا مثل شعبي بسيط ومعروف ومجرب على مدى قرون، وهو أنك لا تستطيع أن تعيش بخير إذا كان جارك ليس بخير. لكن الحاضنة الشعبية لابن البهرزي قرد القرداحة وهو الاسم الذي بات يستخدمه الكثير من السوريين لوصف رئيسهم، تلك الحاضنة يبدو أنها لم تسمع بالمثل الشعبي آنف الذكر، بل كانت تصفق للمجرم القاتل البهرزي وهو يمطر أطفال الغوطة وحلب وحمص ودرعا وإدلب ودير الزور والرقة بالقنابل الكيماوية والبراميل المتفجرة. لا بل إن أستاذة جامعية فاشية تمثل روح العصابة البهرزية الطائفية الحاكمة كانت ترقص وتغني وهي ترى الصواريخ الكيميائية تدك المناطق السورية المعارضة، وكانت هي وأمثالها من البهارزة الفاشيست يعتبرون أصوات المدافع والصواريخ والطائرات التي تحرق سوريا من أقصاها إلى أقصاها أنغاماً موسيقية رائعة كذلك الفاشي العراقي الذي كان يعتبر أصوات احتراق بغداد على أيدي الغزاة الأمريكيين أجمل من موسيقى بيتهوفن. ولا ننسى سكان العاصمة دمشق الذين كانوا يرقصون في الملاهي الليلية ويدخنون الشيشة في مطاعم دمشق القديمة ويأكلون الآيس كريم، بينما كان آلاف الأطفال يموتون اختناقاً بالغازات الكيمائية على بعد ضربة حجر في ريف دمشق. حرائق كيمائية في الغوطة ورقص ومجون في العاصمة.
ماذا جنيتم يا من صفقتم للقتلة والمجرمين الذين كانوا يحرقون بيوت جيرانكم وأشقائكم المزعومين في الوطن ويدفنونهم تحت الركام أو يدفعونهم إلى عرض البحار ليركبوا السفن والقوارب إلى أوروبا والدول المجاورة أو يتحولوا طعاماً للأسماك والحيتان في عرض المحيطات؟ لقد صدقتم كلمات ابن البهرزي «جرو الشام» (لم يبلغ من الحلم بعد لينال مرتبة الكلب) وهو يعدكم بـ«المجتمع المتجانس» الذي ستعيشون فيه معززين مكرمين بعد أن تتخلصوا من أخوتكم الذين صاحوا في وجه الطاغية وهم أكثر من ثلثي الشعب السوري. كل من صفق لـ«الهردبشت» الأندبوري طرطور الشام البهرزي وهو يتحدث عن تنظيف سوريا مما سماهم بالجراثيم والبكتريا هو مسؤول مثله عما وصل إليه حال سوريا والسوريين. ليتكم كنتم تعلمون أن تصفيقكم لنيرون سوريا كان مجرد مقبلات لما وصلتم إليه الآن من ذل وهوان وبؤس وفقر وأنتم تقضون الساعات على طوابير الجوع والعار كي يرمي لكم ابن البهرزي و«سنكوحته» جرجيرة الشام بفتات سرقاتهما. هل سمعتم الفنان الشبيح الركن وائل رمضان وهو يعترف بأنه حمار وابن ستين ألف حمار لأنه صفق للعصابة البهرزية ولم يركب البحر ليهرب من جحيم سوريا البهرزية مع الذين سبقوه؟ هل تسمعون أنين الشبيح العقيد بشار إسماعيل وهو يقول إنه صار يرقص أفضل من نجوى فؤاد وفيفي عبده بسبب البرد القارس وانعدام أبسط مستلزمات الحياة في ديار قرد القرداحة؟
سوريا بلد هجره معظم الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والحرفيين والمعلمين والفلاحين والصناعيين وأصحاب رؤوس الأموال ومعظم طاقاته البشرية الخلاقة التي يقوم عليها المجتمع؟
هل شاهدتم باسم ياخور وهو يجوب شوارع دمشق ويتباكى على الليرة السورية التي صارت برخص التراب ولم تعد الألف ليرة تشتري لحاملها عرنوس ذرة مسلوقاً؟ هل سمعتم المذيعة السورية باسمة زنبقة وهي تقول للاجئين السوريين الذين هربوا من الجحيم: «كنا نحزن عليكم، لكن ندعوكم الآن أن تحزنوا علينا، لأن وضعكم أفضل من وضعنا في سوريا الأسد بعشرات المرات؟» هل شاهدتم الأسير السوري ذياب قهموز من قرية الغجر العلوية في الجولان وهو يرفض الخروج من السجن الإسرائيلي ليعيش طليقاً في سوريا البهرزي «الأسد سابقا»؟ هل سمعتم منظمي المؤتمر الخاص بعودة اللاجئين بدمشق وهم يتهامسون فيما بينهم: « كيف تريدون للاجئين أن يعودوا؟ افتحوا لنا الحدود ولن تروا سورياً واحداً يبقى في سوريا الأسد؟» هل سمعتم ذلك السوري البائس في شوارع اللاذقية وهو يقول: «إن المواطن السوري الصامد هو الذي لا يمتلك ثمن تذكرة سفر للهروب إلى موزمبيق؟»
بصراحة وكي لا أكذب عليكم: لدي رغبة جامحة بأن أقول نعم لبشار البهرزي في تمثيلية الانتخابات البهرزية الرئاسية الكوميدية الخزعبلاتية القادمة. لماذا؟ لأنني أريده أن يجثم على صدوركم لفترة أطول كي تعلموا أن الله حق، وكي تدفعوا ثمن تصفيقكم للظلم والطغيان، وكي تبقوا تحت نعال البهارزة القتلة والمجرمين واللصوص الذين يتقاتلون الآن على ثروات سوريا بينما أنتم تموتون من الجوع والبرد. لا شك أنكم شاهدتم المعارك بين رامي مخلوف وأسماء البهرزي التي «كوّشت» على كل ثروات سوريا وصارت تتقاسم معكم حبة الأرز ورغيف الخبز عبر بطاقتها الذكية. سأقول نعم لبشار كي يجعل الكهرباء حلماً بعيد المنال لكل من صفق له وكي تعلموا أن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وأنكم لا تستطيعون العيش في بلد هجره معظم الأطباء والمهندسين ورجال الأعمال والحرفيين والمعلمين والفلاحين والصناعيين وأصحاب رؤوس الأموال ومعظم طاقاته البشرية الخلاقة التي يقوم عليها المجتمع؟ هل سمعتم نقيب أطباء سوريا الدكتور كمال عامر وهو يقول على شاشة التلفزيون السوري إن العديد من الأطباء السوريين هاجروا إلى الصومال لأن الوضع في الصومال أفضل من سوريا البهرزية بكثير؟
اصحوا أيها الحمقى. آن الأوان أن تعلموا يا من صفقتم للبهرزي إنه يدمركم الآن كما دمر بقية السوريين عبر اجراءات التجويع والإذلال والقهر والظلم والتمييز وانتهاك الأعراض والحرمات والسطو على الممتلكات ونهب الفقراء بحيث سيموتون بالعراء كالكلاب على يد من دفعوا أبناءهم للموت من أجله. ماذا تتوقعون يا من بقيتم تحت رحمته وبسطاره وبوطه البهرزي من خير وأمل؟ يقطع عنكم الكهرباء 22 ساعة في اليوم ويبقيكم كالخفافيش في الظلام ويبيع الكهرباء للبنان والأردن ويسرق ريعها هو وأسماء البهرزي ويضعها في حساباته في الخارج. هل هذا هو أملكم ومنقذكم ومن تعولون عليه في حياة حرة كريمة؟ إنه لا يفكر إلا بأفضل الطرق لإذلالكم وقتلكم على البطيء بعد أن حرقكم في ساحات القتال للدفاع عنه. وها هو اليوم يطالبكم أن تدفعوا له البدل بالدولار وإلا سيبيع أملاككم واملاك أجدادكم بالمزاد العلني إن تمنعتم ورفضتم الموت من أجله هو وسنكوحته البهرزية؟
واليوم، لم يبق سوى زهرة شباب أبنائكم الذين ربيتموهم «كل شبر بنذر» كما يُقال، وصرفتم «دم قلوبكم» عليهم كي يموتوا من أجل عرش هذا المعتوه التافه المعوق الذليل وليتاجر بأرواحهم في حروبهم الدونكيشوتية الخاسرة ويبتزكم بالدولارات إن لم تكونوا «خدماً وحشماً» في جيش الحرامية واللصوص والبطاطا المسلوقة المنهار. لقد بلغ السيل الزبى. وإذا رضيتم بهذا الواقع فلن أقول لكم سوى: يداك أوكتا وفوك نفخ،
ولا ندري، هل نقول: اللهم شماتة بكم؟ أم اللهم لا شماتة؟
كاتب واعلامي سوري
[email protected]
شكرا لك يا دكتور فيصل وللقدس العربي، حقا اجدها دعوة للجميع في هذا الوطن للتصالح. نعم، ماذا جنت الشماتة بأطفال ونساء تم التنكيل بهم، والرقص على سيمفونيات تراسانات الحلفاء وبراميل الروس التي كانت تحرق وتشوه أطفال العراق وسوريا لأولئك الحاقدين؟ اليس من الحماقة والجهل أن يحلم أحد بمكافأة من الحلفاء على تعاونه ضد أخوته بدويلة؟ ومن الحماقة أن يظن أحد أنه سينعم بحياة على أشلاء وعذاب المسلمين بينما يحرس مصالح اعداء الإسلام بسجن اطفال ونساء المسلمين في مخيمات في القيظ والزمهرير!
اغبطك يا أستاذ على بعد نظرك فلينتظر المصفقون والراقصون سنين أخرى لنرى ماذا سيجنون وماذا جنوا غير إطالة أمد المستعمر وتنفيذ أجنداته!
تحية وبعد، أتأسف لقراءة نص خطه المفتاحي وأفكاره الرئيسية قائمة على المسبات والشتيمة والشماتة… هو مقال لإنسان صحفي له باع في الصحافة !! تقرأ له آلاف المؤلفة من التواقين لمحتوى يحمل أفكار تنشل الجميع من وحل مستنقعات الشتائم، والمذلة التي ملّ سماعها المواطن السوري وتنقذ كرامته من وحل التشبيح المتبادل … ما هكذا تؤكل الكتف… وما هكذا نبني أوطان..
ولا هكذا تبنى الأوطان! فمن بين أطنان مكدسات الترقيع والتملق والزئبقة وأبواق سيمفونيات الهشك بشك والهرقلة رائع ان نرى وردة تنبت بين الحشائش والزجاجات وأكياس البلاستيك وعلب الكولا الفارغة وأعقاب السجائر وأكياس التشيبس!
تسلم هل الانامل
أليس بمقدور روسيا بوتين مساعدة الإقتصاد السوري ببعض ملايين الدولارات والقمح والمنتجات البترولية؟
لكن بوتين يريد إذلال البهرزي كما يقول المثل العربي: جوع كلبك يتبعك!! ولا حول ولا قوة الا بالله
أنظمة لايهمها ان جاع الشعب أو مرض ثم مات طالما بقي الكرسي لهم … الموالين هم جزء قليل ممن بقي في سوريا – اعطوني مثالا واحد عن نفع العقوبات مع هذه الشاكلة من الانظمة العاهرة والفاسدة .. اذا كان الامر كذلك فهذا تدمير للانسان و سحقه من قبل عصابات البهرزي وايران والعالم الخارجي … يعني كما قيل ما النا غيرك يالله !!!
كلام منقوش في الحجر ..
وكل كلمه جوهره .
الله يعين على كل ضالم اثيم
أضحكتني دكتور فيصل ، نعم أنا أدعو الله أن يديم آل بهرز فوق رؤوسهم ،لأن من ساند القاتل و أيد الاحتلال حتما هو إنسان غير سوي .
هل تأثر حافظ البهرزي بالعقوبات التي فرضت في الثمانينات و التسعينات وانتشر الفقر والمعاناة وسوء التعليم – في ايران وفنزويلا التضخم بالالاف وشعوبهم تشردت وفي كنتون البهرزي والدعم الصفوي اللامحدود بالسلاح لقتل المدنيين بالنقيض مع الدعم الاقتصادي … يا أخي من بقي في سوريا من كارهي بشار أكثر ممن غادرها .. هل تفيد العقوبات مع الانظمة العاهرة من هذا الشكل … لماذا تدمير و تحطيم من بقي .. بشار وايران والغرب وروسيا يتشاركون في تحطيم واذلال السوريين وليس بشار !!
احسنت يا دكتور، مقال يلخص واقع عربي محزن يقوم فيه جزء من ألشعب باهدار دم الجزء الاخر باسم الحفاظ على الاستقرار و الامن و الأمان في وطن وهمي يمتلك فيه الطاغية كل الشيء و لا يمتلك فيه المواطن اي شيء
اذا كانت سوريا الحبيبة في عز أيام العز والإستقرار والأمن والتنمية والإزدهار هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي يصحو شعبها على صوت بائع مياه الفيجة وحماره ذلك ان الدولة لا تستطيع توفير مياه صالحة للشرب لشعبها … واذا حملت كيسا من الفواكه كهدية لصديق او قريب قالوا لك تعجبا وتندرا وفرحا في نفس الوقت بسبب غلاء الفواكه ( شو حضرتك كاين في الصيدلية) فكيف هي حال هذا البلد الآن بعد كل هذا الخراب ؟ الله المستعان
أعتقد أن الله خاتم على قلوب هؤلاء والقى الغشاوة على سمعهم و أبصارهم. ولا حياة لمن تنادي. وهو يعلمون علم اليقين إن سيدهم البهرزي وسيد المقاومة ومن وراءهم ليسوا سوى بيادق لتدمير الشام وأهله من قبل قوى الاستكبار العالمي. إجترار الألم لا ينفع. أحداث التاريخ تتكرر ونلذغ مرات ومرات من نفس الجحر عندما اخترنا طريق عبد الناصر وأمثاله.
غدا ستصبح البصرة او الناصرية كبهرز اذا عرفنا ان احد ازلام بشار من تلك المدن وستكون المندائية او البهائية شتيمة كالكاكائية