هو بلا شك الفصام العربي المزمن نفسه يتجلى بألقه في المشهد اليمن .. بالنسبة لمحطتي «المنار» و»العالم» تم بث صور إحتفالات الشعب اليمني بإعلان «الإنقلاب الحوثي»، وتصدرت المفرقعات بطريقة فضائيات «الهشك بشك» المصرية نفسها ليلة إعلان الإنقلاب المصري.
في محطتي «الجزيرة» و»العربية» – لاحظوا الجرعة السياسية – رافقت الخبر عن الإعلان الدستوري الجديد مقاطع لتظاهرات حاشدة.. كمشاهد عربي توقف بحثه عن الحقيقة أخفقت مجددا في تشكيل إنطباع أو صورة.
ونصيحتي للمشاهد العربي المحتار مثلي بعد الآن الإلتزام بوصية صديقي الفلاح الفلسطيني، الذي تلقى العلم في أهم جامعات العالم، لكنه قرر الجلوس في منزله الريفي والعمل في الأرض، وألغى كل الفضائيات العربية وتوقف عن تشغيل الكومبيوتر ليكتشف أنه وخلال خمسة أشهر توقف فيها عن تلقي التضليل والكذب والفصام العربي نجح في تحقيق مردود مالي ضخم جدا من الأرض والأغنام.
البقرة والحليب
صديقي نفسه وهو مدمن سابق على قناة «المنار» أقسم بأن البقرة الوحيدة التي يملكها تنشطت بإدرار الحليب وإنجبت عجلين بعد سهرتين مع ثور الجار وتوقف بث الفضائيات في منزله.
الموقف واضح.. إذا أردتم إستقرارا نفسيا وعاطفيا وقدرا من السكينة وحليب أكثر من بقراتكم أقفلوا شاشات الأخبار العربية، وقد تواجهكم مشكلة واحدة فقط مقدور عليها، فزوجة صديقي حملت بطفله السابع لإن الرجل وجد وقتا للسعادة والتكاثر.
المشهد يذكرني بتلك الدعاية القديمة لزبدة «لورباك» وهي دعاية تبثها بين الحين والآخر فضائية السودان حتى الآن، حيث تعرض الشاشة بقرات هولنديات سعيدات جدا، ويتم تغذيتها بقدر من الموسيقى وصوت المذيع يقول «دلل بقرتك مع لورباك».. أنا أقول للمشاهد العربي «دلل بقراتك وتكاثر بمقاطعة الفضائيات.
عندما يمزح المقدسي
في الإعلام الرسمي الأردني المراد منع تكاثر الإبداع فلو لجأت السلطات لترك مؤسساتها المعتادة في مستوى الخمول والكسل الأزلي، وطلبت من مراهقين بـ»كشة شعر»، حسب تعبير زميل لي من «شباب الديجتال» إعداد سلسلة وثائقيات عن المعركة مع «داعش» لشاهدنا كأردنيين برامج ووصلات تعبوية تليق بمستوى التحدي وبمشاعر الشعب الأردني بعد «بشاعة» تنظيم «داعش»، بدلا من الوصلات البائسة المعلبة التي أمطر الشعب بها.
عموما فعلتها محطة «رؤيا» الفضائية وبذكاء وهي تستضيف منظر التيار السلفي الشيخ أبو محمد المقدسي بوصلة مكثفة تتبرأ من أفعال «داعش»، بل وتتنصل منها وتنتقدها بقسوة وهو وضع سيضع المقدسي، كما فهمنا من بعض السلفيين في موقع تهمة «الردة» التي تكال بالكوم هذه الأيام وتنافس تهمة العمالة لإسرائيل في الظهور والتداول.
المهم أن المقدسي وبعد ثلاثة أشهر في السجن بدا متوقدا ومتحمسا للقاء التلفزيوني حتى يفيض بما لديه من ملاحظات مقهورة على أداء وأفعال «داعش» بإسم الجهاد والجهاديين فليس من أجل ما يفعله هؤلاء نشر الرجل أحد عشر كتابا في تأصيل الجهاد والجهاديين.
قابلت الرجل لثلاث ساعات في جلسة خاصة، وبصراحة وبعيدا عن إجتهاداته أدهشتني قدراته في توثيق ما يقوله والدلالة عليه وبعمق وفي لحظة ما ردا على إستفسار مباشر مني شخصيا حول خلفيات ما يفعله الدواعش خصوصا عندما يتعلق الأمر بقطع الرؤوس تحدث الرجل بنظريته عن «حديثي العهد بالإسلام «، ووصف من يقطعون الرؤوس بأنهم سفهاء التنظيم، وقال بان العنف في «داعش» ناتج عن البعثيين الذين تحولوا للجهاد.
قد يختلف أحدنا مع هذا التحليل، لكن المقدسي شيخ المنظرين الجهاديين الأبرز في المنطقة العربية تقدم بـ»مزحة» أو «نكتة خاصة» للدلالة على نظرته بحداثة عهد الدواعش بالإسلام عندما قال لي مبتسما: هل راقبتم الصورة التي يحمل فيها أحدهم رأس إمراة كردية مقطوع؟ أضاف: كيف يستقيم الأمر.. في شرعنا «لمس» أي جزء من جسد المرأة حرام وصاحبنا «يلولح» برأس المرأة، وكأن الأمر لا شبهة فيه.. ألم أقل لكم أنهم حديثو عهد بالجهاد والإسلام.
مسلسل «داعش» الطويل
بعيدا عن ما تبثه الفضائيات بخصوص قضية الطيار الشهيد معاذ الكساسبة يمكنني القول مسبقا بان المؤامرة التي هدفت إلى زرع «الفتنة» بين النظام والشعب في الأردن بفيلم الحرق الشهير حققت مردودا عكسيا تماما، فقد «نفذت» الحكومة الأردنية وهي الآن تحظى بتفويض شعبي غير مسبوق ضرب «داعش»، ودم الشهيد الطيار الكساسبة وضع الشعب الأردني في حالة «توحد» تاريخية.
لا مجال إطلاقا اليوم لأي تعاطف من أي نوع في الشارع الأردني مع «إدعاءات داعش» ولا مجال للتفهم والخصومة إستحكمت بين الناس، وهذا التنظيم المجنون وتوقعاتي الشخصية والعلم عند الله أن يتولى الشعب الأردني في المزاج المرحلي بث الحلقة الأخيرة في مسلسل «داعش» الطويل، خلافا لإرادة واضع السيناريو والمخرج والممول.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
بسام البدارين
لو كانت داعش تحارب اسرائيل لصدقناهم
ولو كانت تحارب ايران أو أذنابها بالمنطقة لصدقناهم أيضا
ولكن أن تحاربنا وتذبحنا وتحرقنا فلا وألف لا خسؤوا وخسأ من يصدقهم
يجب القضاء على داعش فهي مخلب بظهرنا ينهش بنا ولأجل عدونا
لا عشنا ان عاشت داعش
ولا حول ولا قوة الا بالله
لو كانت داعش تحارب اسرائيل لصدقناهم
ولو كانت تحارب ايران أو أذنابها بالمنطقة لصدقناهم أيضا
ولكن أن تحاربنا وتذبحنا وتحرقنا فلا وألف لا خسؤوا وخسأ من يصدقهم
يجب القضاء على داعش فهي مخلب بظهرنا ينهش بنا ولأجل عدونا
لا عشنا ان عاشت داعش
ولا حول ولا قوة الا بالله
احسنت اخي بسام بهذا المقترح الرائع،فاني ومنذ سفوط بغداد لغيت الفضائيات عمﻻ بنصيحة
بنتي ابتي كفانا المامن هذه المناظر المقززة واﻻكاذيب الجارحة.يبدو ان السلفيين من امثال
المقدسي لم يجدوا ما ينشروا عليه غسيلهم المسخ والقذر سوى ذلك الحزب المظلوم
المقاوم والعنيد واللذي لقن اقوى جيوش العالم درسا قاسيا سوف يسطر في تاريخ اﻻمم
املي ان ﻻيسقط اﻻردن في فخ اللئام كما سقط العراق في حرب ايران
* لا شك فيه : الفضائيات العربية أحيانا للأسف الشديد تبث
( السم بالعسل ) وتخلط الأمور بطريقة عجيبة ولهذا عادة ما أكتفي
بسماع ( الموجز ) وأقلب المحطة .
* لا يمكن لأي شيخ عاقل لا ( المقدسي ) ولا غير المقدسي
تبرير أفعال ( داعش ) الإجرامية المشبوهة ( قاتلهم الله ) .
* نعم الآن : خسروا الشارع الأردني بالكامل والجميع يقف خلف
الدولة وخلف الجيش الأردني البطل وداعش الى زوال والى جهنم
وبئس المصير .
شكرا والشكر موصول للأخ الكاتب ( بسام ) .
احسنت يا استاذ كلام في الصميم.
اما موضوع مﻻمسة راس امرأة مقطوع ، تلك البريئة الشهيدة الكردية يتم اختزالذلك
العمل الشنيع من قبل المقدسي وبكل صﻻفة بانه ﻻيجوز المﻻمسة.ويحك يارجل شتان
بين الثرى والثريافالمﻻمسة هي من الذنوب التي تمحى بالوضوء واﻻستغفار اما قتل
نفس بريئة فهي من الكبائر والذى اخبرنا الله عزوجل ان زوال الكعبة اهون عند الله من
قتل نفس بريئة ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيهاوغضب الله عليه ولعنه
واعد له عذابا عظيما.سورةالنساء.
عزيزي بسام البدارين الإشكالية في الحروب هي التمويل أولا وأخيرا، فالإمارات أرسلت سرب الطائرات وغيرهم كذلك ولكن من سيمول تجهيز الطائرات بالوقود والذخيرة لاستخدامها في حرب الأردن؟
الملك عبدالله بن عبدالعزيز انتقل إلى رحمة الله، والملك سلمان وبقية دول الخليج خصوصا بعد تسريبات السيسي وموضوع التقارب ما بين الفكر الشيعي والفكر الصوفي على حساب ثقافة دول الخليج بوجود كل من ايران والكيان الصهيوني أغلق حنفية التمويل.
ما رأيكم دام فضلكم؟
ونعم الجليس ونعم النكت….