نهاية العراق

حجم الخط
1

هذا هو عنوان آخر عدد صدر من مجلة «تايم» الامريكية في 30 يونيو/حزيران 2014 والتي تعتبر إلى حد ما معبرة عن وجهة نظر الحكومة الامريكية حيث نشرت مقالا من 8 صفحات للكاتب ميشيل كولي وجُعل عنوانُ المقال غلافاً للمجلة التي رُسم عليها خارطة العراق محترقة الحدود ونيران مشتعلة من جانب الحدود السورية ،ومن غير المتعارف عليه ان يعطى مقال كل هذا الحجم الا اذا كانت له من الاهمية اشياء كثيرة.
تحدث المقال عن تقسيم العراق مرفقا باحصائيات سكانية عرقية ودينية وطائفية تشمل ايران وتركيا والعراق وسوريا ثم يقسم العراق إلى ثلاث دول هي دولة كردستان التي تشمل كردستان العراق وسوريا وتضم كركوك ،ودولة سنية تمتد من الموصل شمالا إلى الكويت جنوبا لتشمل بغداد و كل مناطق الحدود العراقية مع سوريا والاردن والسعودية ،ودولة اصغر للشيعة في وسط العراق لكن الغريب انها تشمل اراضي مهمة من الساحل الكويتي لتترك الكويت كصحراء بتقسيماته هذه
واستعرض الكاتب نتائج اجتياح مايسمى بداعش ومسلحين سُنة للموصل والكثير من المناطق الشمالية للعراق مشيرا للجرائم التي ارتكبت هناك وانها بداية للتقسيم القادم ليختم مقاله بانها .
لم تكن هذه المرة الاولى التي يشار فيها إلى موضوع التقسيم المطروح لمستقبل العراق في دوائر استخباراتية وسياسية غربية لاسيما في امريكا واسرائيل وبريطانيا الا ان الملفت هنا ظهور هذا المقال متزامناً مع اجتياح الموصل المتبوع بتصريحات الكرد الانفصالية ومطالبة سُنية باقامة اقليم على استحياء من ذكر اقامة دولة.
فالمتابع لما حدث يجد ان هناك عملية كبيرة قد تم تدبيرها منذ فترة لتطبيقها على ارض الواقع بالاتفاق مع اطراف عراقية.
وهنا اود التذكير بما قاله كيسنجر عام 2006 حينما رأى ان العراق ينتظره مصير يوغسلافيا في التقسيم ،لقد تم تقديم دراسات وافية من مختلف المعاهد والباحثين حول تقسيم العراق ،واذكر بعض منهم كالاستاذ القانوني آلان توبول الذي قال ما المانع من اضافة ثلاث دول للعالم والباحث القانوني انتربرايزجون/معهد امريكان والاستاذ القانوني بيركلي/جامعة كاليفورنيا اضافة لجون بايدن نائب الرئيس الامريكي
وعلى ضوء الاحداث التي جرت وتجري فان المشروع يحتمل انه بدء جولته الاخيرة فعلياً فبدايته لا نستطيع تعيينها بالضبط فقد تكمن منذ اسقاط نظام صدام حسين فالامر جزء من ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد او الكبير فالمنطقة استحقت التغيير الجيوسياسي خصوصا بعد حرب تموز 2006 على لبنان فقد كتب الكولونيل السابق في الاستخبارات الامريكية رالف بيترز في كتابه
Never Quit The Fight.
كتب عن تغيير واقع الشرق الاوسط الكبير من تقسيم دول ودمج بعضها وانشاء اخرى معللا نظريته بجدلية الحدود الموضوعة عشوائياً في القرن التاسع عشر بنسيح بريطاني فرنسي ، ولاختلاف القوميات والاعراق والديانات وتداخل الاقليات تنشئ نزاعات وصراعات مستمرة نتيجة التطرف عقائدياً كان او قومياً ، لذا فمن الافضل تغيير الشرق.
ان مشروع التقسيم في العراق والمنطقة ، لاريب يصب بمصلحة الكيان الصهيوني وامريكا اللتين انتهجتا نظرية فرق تسد والشروع بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ لاضعاف المنطقة وتسهيل السيطرة على مقدراتها وكذلك للاقتراب اكثر من الحلم : اسرائيل من الفرات إلى النيل
ان هذا المشروع لا يتحقق بمجرد عرضه على اطرافه المعنية الذين سترتفع لديهم حمية الاوطان وبيارق الوحدة لذا فلكل مشروع ادواته فحينما يُرى الموت سيرضى الجميع بالحمى وهذا ما قامت به ادوات التقسيم من تقتيل ودمار وعنف ورعب وبث روح الياْس والحقد والكراهية بصناعة الفتنة التي هي اشد من القتل لتفتيت المجتمعات تمهيداً لقبولها بالخلاص باي واقع جديد مفروض.
لقد كشفت الاحداث الاخيرة زيف ادعاءات الذين رفعوا شعارات القومية والوحدة الوطنية حينما مهدوا ويسروا وصفقوا لخطوات التقسيم تحت حجج واهية تخفي اطماعهم الشخصية بتحقيق احلام سلطوية ولو على صخرة او ارض جرداء متاجرين بوطنهم وشعبهم فثورة لاسترجاع الحقوق لا تكون بالخيانة وببيع الاوطان.
فهل سيكون للشعب العراقي القول الفصل في اتحاده بوجه اشرس اعصار يضرب وحدته ام اننا سنشهد ؟
محمد الجبوري
اعلامي- ستوكهولم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الشاويش:

    * مقالة محمد الجبوري وماسلطت الضوء عليه هامة صحيح ان الذين يقرؤون جيدا قد لا يكون هذا الكلام جديدا عليهم ابدا ، لكنه كلام مضيء وهام وشجاع ولكن في رايي اخطا الكاتب في النتيجة التي بناها ، فالذين يخجون للمطالبة بحقوقهم وحماية اعراضهم هم عامة الناس لهم قيادات سياسية قد تكون على شاكلتهم وقد تدين التقسيم ليس علنا فقط بل ايضا سرا ،ولكن اصرار من هم على قمةالهرم السياسي على ظلمهم انتهاج سياسات امنية قاسية تجعل الموالي معاديا والمحايد منحازا لا لانه يوافق بالضرورة على برنامج المعارضة بل لانه يرى ان كل شيء سوى هذه السلطات القاتلة والظالمة والطائفية خير منها ولا يمللك احد حق تحميل مسؤولية قيادة الوضع نحو التقسيم الا لمن كان على راس السلطة السياسية وفشل رغم تمتعه بهذه السلطة في توحيد المتنافر وتقريب المتعارض وتخفيف الظلم ما سيقود المنطقة الى التقسيم هو الظلم وليس الثورة عليه يا استاذ جبوري .
    وزارة المستضعفين ، عاصفة الثار ، ام ذر الغفارية جريحة فلسطينة منشقة عن المنظمة التكفيرية التي تنفذ مشروعا للتقسيم في لبنان (دولة البقاع الشمالي )وسوريا ( دولة العلويين الساحلية ) ،وتدعم نفس الممارسة في اليمن ( الحزبدرب قيادات الحوثيين ) ، وتدعي معارضته في العراق ، تللك المنظمة التي تطلق على نفسها اسم حزب ( الله ) . تعالى الله عن دعم القتلة والمستبدين وحراسة الحجر وحرق البشر بالميغ والصواريخ علوا كبيرا

إشترك في قائمتنا البريدية