وما رميت إذْ رميت
سهما طائشا…
بل بشهب الله رميت
قذفا ماحقـا…
فتساقطت نيازك السّماء
كسفا حارقا…
ذات جناح أحمـر؛
وغرابيــب ســـود؛
كصقـــر أجـــــدل؛
خـــرّ على حبــارى
هابطـا صارخا…
فتهاوت في تابوت.
٭ ٭ ٭
لقد أبيت ثمّ أبيت…
وما قد أبيت…
فأرعبت وأدميت فأدميت…
قالوا لم تصب بها هدفـا؛
وقالوا كانت فتائل زوبعـة؛
وغبار مطرّد خيل ناهقة…
في ساحة خيط (*).
وقالوا ألعاب أطفال ملوّنـــة..
تراقصت هُزوا فوق كلّ بيت..
فإذا هي سهــام غــــزّة العزّة..
وإذا هي نيـازك الله سجيـل؛
أنـارت سماء القـدس والخليل؛
ومهد البيت (**).
فكانت للأقصى مجـد تسابيح…
وكانت للطوفان شرارة روح:
أحييــت بهـــا خبـــو فتيــلٍ…
فتيل الزيـــت.
٭ ٭ ٭
حقًّا لقد أبيت الخنوع..
ومــا قد أبيت الركوع؛
لله ربّ هذا البيـــت..
ثمّ أبيت عشرا؛
شفعا ووترا…
نفـــقـا عمقـا…
شفقـا أفقـا…
رغم كيد وتضليل؛
حتى نلت نصـرا
بعد صبر طويل…
فنلــت سمـــوا..
على إسرائيــــل.
وها لك ما أبيت.
وما قـــد أبيت…
*مطرّد خيل في ساحة خيط: اسم ساحة مسابقات للخيل كانت للدولة العباسيّة أيام الخليفة المعتصم في سامراء في القرن الثالث الهجريّ؛ ولا يزال؛ اسمها: ( خيـط المُطرّد). وكـنّا صغارا نتخذها ساحــة للعب كــرة القـدم.
**مهـد البيت: كناية لبيت لحم؛ حيث ولد السّيد المسيح ومهده؛ عليه السّلام.
شاعر وكاتب من العراق