لندن – “القدس العربي”:
نشر موقع مجلة “نيوزويك” تقريرا أعده توم أوكونور قال فيه إن جارات دولة قطر تقوم بعقد اتفاقيات دبلوماسية مع إسرائيل لكنها “لا تزال ملتزمة” بمبادرة السلام العربية.
وفي مقابلة مع مبعوث قطر في واشنطن قال إن بلاده لا تزال تدعم المبادرة العربية التي قدمت قبل 18 عاما والتي تشترط التطبيع بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وجاءت المقابلة عشية توقيع كل من البحرين والإمارات اتفاقية مع إسرائيل في البيت الأبيض.
وقال مشعل بن حمد آل ثاني إن الدوحة “لا تزال تؤمن بحل عادل للقضية الفلسطينية بناء على المبادرة العربية وحل الدولتين بطريقة تؤدي للاستقرار والأمن في المنطقة”. وتمت المصادقة على المبادرة العربية من قبل الجامعة العربية عام 2002 ودعت إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من سوريا ولبنان وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
اختارت البحرين والإمارات التطبيع قبل التوصل إلى هذا الحل عبر اتفاقين متتاليين
واختارت البحرين والإمارات التطبيع قبل التوصل إلى هذا الحل عبر اتفاقين متتاليين توسطت فيهما إدارة دونالد ترامب الذي دعا بقية الدول العربية والإسلامية لاتباع الخطوات. وقال آل ثاني: “تعترف قطر والولايات المتحدة بأن التسوية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين مهمة لاستقرار الشرق الأوسط” و”نواصل لعب دور فاعل للتوصل إلى حل سلمي”. وكان اتفاق الإمارات الشهر الماضي هو الأول منذ عقدين حيث أصبحت ثالث دولة عربية توقع اتفاقية مع إسرائيل بعد الأردن 1994، ومصر 1979. وتبعتها البحرين كي تكون الرابعة. وأقامت موريتانيا علاقات عام 1999 ولكنها قطعتها وسط الحرب الإسرائيلية على غزة. وتم التوصل لاتفاق الإمارات- إسرائيل على خلفية أصوات الغارات الإسرائيلية على غزة والصواريخ التي أطلقت منه. وبعد أسابيع أعلنت حماس عن اتفاق لوقف دوامة التصعيد وتوسطت به قطر.
وقال آل ثاني: “طالما آمنت قطر بالوساطة وخفض التوتر كوسائل لحل النزاعات” و”على مدى العقدين الماضيين حاولت قطر تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وأبعد منها وليس فقط في غزة ولكن لبنان وأفغانستان والسودان”.
وأكد آل ثاني أهمية دور صانع السلام الذي تقوم به بلاده، وتواصل القيام به خاصة في غزة. وقال: “قدمت قطر لفلسطين وقطاع غزة الدعم الحيوي للتأكد من تنمية مستقرة وسلمية في غزة ولسكانها وعبر عدد من البرامج”. وكان ترامب قد تعهد بزيادة الناتج المحلي العام لسكان القطاع الذي تعاني بنيته التحتية من تدهور مقابل الموافقة على خطته التي اعترفت بالقدس كعاصمة لإسرائيل، إلا أن الفلسطينيين رفضوا خطته جملة وتفصيلا.
وانتقد المسؤولون الفلسطينيون اتفاقيات الإمارات والبحرين والتي تمت خارج المبادرة العربية واعتبروها “خيانة للأقصى”. وفي بيان من القيادة الفلسطينية دعت “الدول العربية الشقيقة الالتزام بالمبادرة العربية عام 2002” و”ندعو المجتمع الدولي الالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية”. ولم ترد السفارة الإسرائيلية في واشنطن للتعليق إلا أن ليور هيات، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، عبر عن أمله بلحاق دول عربية أخرى الإمارات والبحرين.
وعبر العالم العربي، حسب المجلة، عن انفتاح لاستراتيجية ترامب. فقد تحدث مجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين وقطر والإمارات والسعودية وعمان عن ترحيبه بالتطورات ولكنه لم يصادق عليها. وتقول المجلة إن اللهجة المعادية لإسرائيل من الدول الحليفة لأمريكا قد خفت في السنوات الأخيرة بعد زيادة مخاوفها من التهديد الإيراني. ولكن الجهود هذه تعقدت بسبب الحصار الذي قادته السعودية على قطر في حزيران/يونيو 2017. ولا يزال الحصار قائما وفرضه رباعي مكون بالإضافة للسعودية من الإمارات والبحرين ومصر.
قال آل ثاني إن الحصار لم يمنع بلاده من مواصلة سياساتها وتحالفاتها
وقال آل ثاني إن الحصار لم يمنع بلاده من مواصلة سياساتها وتحالفاتها. وقال: “لم يكن الحصار غير عادل فقط ولكنه غير فعال”. و”في هذه السنوات الثلاث قمنا ببناء تحالفات جيوسياسية قوية وطورنا العلاقات الاقتصادية خاصة مع الولايات المتحدة”. ولم يتردد في الثناء على إدارة ترامب: “نحن ممتنون للحكومة الأمريكية التي عملت معنا خلال السنوات الثلاث الماضية لإنهاء الحصار الظالم المفروض على قطر”. و”نقدر دعوة الرئيس الأمريكي الأخيرة للسعودية والإمارات إنهاء الحصار ضد قطر. ويعرف حلفاؤنا الأمريكيون أن الحصار يترك آثارا عكسية ويؤدي إلى خلق عدم الاستقرار بالمنطقة”.
وتحاول الولايات المتحدة التي تحتفظ بأكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط ومقرها قطر لاستثمار الاتفاقيات الأخيرة بين إسرائيل ودول الخليج والدفع باتجاه إنهاء الأزمة الخليجية- الخليجية. واستقبل وزير الخارجية مايك بومبيو وفدا قطريا رفيع المستوى لمناقشة عدد من القضايا. وقال بومبيو: “ستنضم غدا الإمارات وإسرائيل إلى الرئيس ترامب في البيت الأبيض لتوقيع اتفاق تاريخي وتطبيع العلاقات. ونتوقع أن دولا أخرى في الشرق الأوسط ستطبع العلاقات مع إسرائيل”.
وأثنى على دور قطر في التوسط بمحادثات السلام بين الأطراف الأفغانية وفي لبنان وغزة وسوريا. وقال إنه يبحث وبنشاط عن طرق لإنهاء الحصار المفروض على حدودها و”مواصلة التركيز على هذا العمل وإغلاق الباب أمام التدخل الإيراني المتزايد، وحان الوقت لإيجاد حل للصدع الخليجي” و”تتطلع إدارة ترامب لحل هذا الخلاف وإعادة فتح المجال الجوي والحدود البرية المغلقة حاليا مع بقية دول الخليج. وأتطلع لتحقيق تقدم على هذا الموضوع”.
……..ما معنى أن “وعد” رفع الحصار متوفر الآن فقط …وبإلحاح….أم أن الصهاينة, وهم من دفعوا أدوات الحصار للتحرك سنة 2017, يريدون جر قطر إلى مستنقع “التآمر والتطبيع”؟