لندن- “القدس العربي”: تحت عنوان “خطورة البلطجة ضد إلهان عمر” كتب ماشا غاسين في مجلة “نيويوركر” وبدأ بالحديث أن “البلطجة تفعل فعلها، ويتم تحديد الضحية قبل بدء البلطجة، وعادة ما يكون هو الولد الذي لا يحبه أحد، الشخص الغريب والذي لا تتسامح معه الجماعة الكبيرة. الولد الأعزل المعزول. وعندما تبدأ البلطجة لا يهتم بقية الأطفال، وحتى من اعتقد الطفل الضحية أنهم أصدقاؤه”.
ويضيف الكاتب أن العنف السياسي يعمل بنفس الطريقة. ففي الدول الحديثة التي يحكمها المستبدون أو من يريد أن يكون منهم ديكتاتورا يتم توزيع العنف السياسي وتفويضه. وأول أسلحته هو السخرية والنبذ. وعندما يتم تهميش الشخص ويفقد مصداقيته بين حلفائه يصبح العنف السياسي الخيار المحتمل.
ويقول الكاتب “شاهدت في روسيا هذا يحدث عدة مرات مع الناس الذين أعرفهم وقفوا وحيدين محاصرين قبل قتلهم”. مشيرا لعضو البرلمان غالينا ستارفيوتوفا التي كانت مرة وزيرة في حكومة بوريس يالتسين وصورت في الإعلام الروسي نهاية التسعينات من القرن الماضي بأنها غير مهمة وأفكارها قديمة. وأطلق النار عليها في شقتها بتشرين الثاني (نوفمبر) 1998.
ونفس الشيء حصل للصحافية آنا بولتيكوفوسكايا والتي وصفتها الصحافة الرئيسية بالمتحزبة ولا تحمل تقاريرها مصداقية. وقتلت عندما كانت في مصعد بالبناية التي تعيش فيها في تشرين الأول (أكتوبر) 2006. أما السياسي بوريس نيمستوف الذي نظر إليه كخليفة محتمل ليلستين كرجل من الماضي رغم شبابه حتى عندما اشتكى أن النظام لا يفهم لغة المحتجين وقتل وهو يمشي على جسر وسط موسكو في شباط (فبراير) 2015.
وفي الحالات السابقة لم يكن للأشخاص الذين أرتكبوا الجريمة علاقة بالكرملين واندفعوا لارتكاب الجريمة بحس غامض من الولاء له. وبعد وفاتهم تحولوا إلى مثل وأيقونات. والأمريكيون الذين عرفوا عنهم يتخيلون أنهم حصلوا على درجة من التبجيل. وهم بالتأكيد يستحقون هذا مع أنهم شعروا بالهجران في نهاية حياتهم خاصة ممن كان يجب أن يكونوا حلفاؤهم السياسيين. فقد كانوا أشخاصا صعبين بأفكار غير مريحة ولهذا فالوقوف معهم في مناخ سياسي معاد كان عملا صعبا.
ولو حذفنا هذا الجزء من القصة لتوصلنا إلى نتيجة عن العنف السياسي المعاصر وهي أن البلاطجة لا يلاحقون الأقوياء. ففي روسيا، لا يزال الناشط في مجال مكافحة الفساد اليكسي نافلني حيا وحرا نسبيا لأن الحكومة تعرف أنه يتمتع بدعم الألاف الذين سيقومون بالتظاهر لو اعتقل وربما قاموا بثورة لو قتل. وحياته بهذه المثابة تعتمد على هذا الدعم.
ويقول الكاتب إن الأمريكيين يراقبون في الأشهر الأخيرة عملية استهداف ظهر سياسية. وهي النائبة الديمقراطية إلهان عمر عن ولاية مينسوتا. لأنها تجرأت وقالت من بين أشياء أن الحكومة الأمريكية والممثلين المنتخبين يدعمون نظام تمييز عنصري في إسرائيل- فلسطين وأن الحقوق المدنية للمسلمين عادة ما يتم الدوس عليها من كيانات تضم الحكومة، وهما موقفان لا يرتاح لهما الكثير من الأمريكيين ولا أحد يجادل في صحتهما. ورغم أن طريقة عرضهما من النائبة تتسم بالجرأة ولا تأخذ أحيانا السياق بعين الإعتبار مما يجعلها الهدف الذي لا يمكن الإتفاق معه ويمكن للحلفاء التخلي عنه.
ولم يبدأ الجدل أولا في شباط (فبراير) بتغريدة عمر، حيث قدم ماثيو يغلاسيس تقريرا في فوكس فكك فيه القصة، بل عندما قال كيفن ماكارثي، رئيس الجمهوريين إنه سيقوم باتخاذ فعل ضد النائبة الجديدة وزميلتها الجديدة أيضا رشيدة طليب، أول مسلمتين تنتخبان للكونغرس.
وبدأ كيفن ماكارثي كمدير “لوكالة التلغراف اليهودية” للأخبار يريد معاقبة النائبتين لدعمهما حركة المقاطعة ضد إسرائيل. وردت عمر بتغريدتها المعروفة “إنها عن البينجامينات (الدولارات) عزيزي” وعندما طلب منها التوضيح أشارت إلى لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية (إيباك) التي تمارس تأثيرا قويا على النواب المنتخبين في القضايا المتعلقة بإسرائيل.
وتم استخدام التغريدة كمثال عن معاداة السامية. وشجبت رموز الحزب الديمقراطي بمن فيهم تشيلسي كلينتون التغريدة وأصدرت زعيمة مجلس النواب وغيرها من النواب الديمقراطيين بيانات حول معاداة السامية. وكان ردا غير متناسب ليظهر أن عمر وحيدة.
وحذفت النائبة التغريدة ثم اعتذرت، وبعد شهر تحدثت أثناء كلمة في مكتبة بواشنطن قائلة إنها تريد الحديث عن”التأثير السياسي في هذا البلد والذي يرى أنه من المقبول للناس الدفع باتجاه الولاء لدولة أجنبية” تعني إسرائيل.
وشجب الإعلام في واشنطن وكل الطيف السياسي تعليقاتها واعتبرت معاداة للسامية باستثناء جوردان ويزمان في “سليت” الذي وإن شجب طريقة كلامها قائلا إن لديها وجهة نظر معقولة. وقضى الديمقراطيون وسط هذا وهم يناقشون قرار حول معاداة السامية قبل أن يقرروا توسيعه ليشمل الجماعات الأخرى المضطهدة.
أما المناسبة الثالثة التي علقت فيها عمر فقد كانت أثناء كلمة أمام مجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) وتحدثت فيها عن أثر 9/11 عن الحريات المدنية للمسلمين في أمريكا. والتقط موقع يميني في استراليا ووضع كلام النائبة خارج السياق وكأنها تحاول التقليل من أهمية الهجمات. وزاد الرئيس دونالد ترامب من الهجمة عندما كتب تغريدة مع صور عن الهجمات وقال “لن ننسى”.
ويعلق الكاتب أن لا حاجة للكثير من التفكير بشأن تغريدة ترامب وأنها “دعوة للعدوان”. وردت بيلوسي مطالبة الرئيس بحذف تغريدته وطلبت من أمن الكونغرس تقديم الحراسة والأمن لعمر لاعتقادها أن التأثير عليها حقيقي.
وما هو غائب من كلام بيلوسي أو تغريدات زملائها هو التضامن مع النائبة أو دعم مواقفها. فقد طالبت بيلوسي بالحماية ولكنها لم تقدم الدعم. ولا أحد من النواب الديمقراطيين قرر الوقوف مع عمر والدفاع عنها.
ويقول الكاتب إن عمر هي شخصية صعبة، وهي ليست تلك السياسية غير المجربة ولا تعرف لغة واشنطن، فهي ترفض التعلم. ولا تريد كلاجئة لعب دور المهاجرة الجيدة. واعتذرت لتعثرها في تغريدة معاداة السامية ولكن تريدها تبدو أكثر من كونها عثرة. وربما لا تعتقد عمر أنه من الضروري أن تراقب ما تقول عندما تتحدث عن قضايا ملحة مثل العنف ضد الفلسطينيين. وهو ما يجعل من معضلتها خطيرة.
التركيز على إلهام عمر سببه الرئيسى حجابها …..و يجوز لها دفع الضرر عنها بخلعه خاصة أن ما قالوه لها منذ الطفولة أن الله هو من يريدها متحجبة مغالطة كبرى يتحمل وزرها المسؤول عن ذالك …..الحجاب عادة و ليس عبادة ….