لندن – “القدس العربي”:
نشر موقع الصحيفة الشعبية “نيويورك بوست” مقالا لجوناثان شانزر من “مؤسسةا لدفاع عن الديمقراطية” تنبأ فيه بالاتفاقية القادمة بين إسرائيل والدول العربية، وقال إن التطبيع القادم سيكون مع السودان. فهذا البلد الذي كان كما يقول ملجأ للإرهاب يتحدث وبشكل مفتوح عن علاقات مع الدولة اليهودية.
وقال شانزر إن هناك فرصة لإنجاز سلام بين السودان وإسرائيل في حالة أعطته واشنطن الدفعة المناسبة. وسيكون لو تحقق إنجازا آخر بعد تطبيع كل من الإمارات والبحرين العلاقات مع إسرائيل في حفلة رعاها الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض الأسبوع الماضي.
وقال الكاتب إن فريق ترامب حريص على تطبيق “لعبة الدومينو”، فالسودان هو احتمال مثل عُمان والمغرب والسعودية التي تعتبر من الدول التي تفكر بشكل مفتوح فتح علاقات مع العدو.
وأضاف أن المفتاح الرئيسي في تحقيق اتفاقيات تطبيع جديدة هو الزخم. فلو خطى السودان الخطوة باتجاه التطبيع، فإن بقية الدول العربية سترى سريعا أن نظاما إقليميا جديدا في طور التشكل، نظام تكون فيه إسرائيل مع بقية الأنظمة في مواجهة إيران والجماعات الإسلامية المتطرفة.
ولكن هناك انتصار يجب تحقيقه أيضا، فمنذ انقلاب عام 1989 تحول السودان ونظامه الأيديولوجي إلى مركز للجماعات المتطرفة ودولة راعية للإرهاب. وظل أسامة بن لادن زعيم القاعدة في السودان حتى منتصف التسعينات من القرن الماضي، كما استقبل النظام قادة حماس وحزب الله وغيرهما من الجماعات الجهادية الأخرى.
وقال الصحافي ريتشارد كوكيت ساخرا إن السودان “هو دافوس الصحراء للإرهابيين”. وبعد هجمات 9/11 بدأ السودان بالتعاون مع الولايات المتحدة، وقدم لها معلومات عن الجماعات الجهادية، ولكن النظام حول دعمه إلى الإرهاب الشيعي.
واستخدمت إيران السودان كنقطة عبور للسلاح إلى مناطق النزاع في أفريقيا. ووصل معظم السلاح الإيراني الذي بنى ترسانة حماس بتهريبه عبر السودان. وكان هذا واضحا في الغارة الإسرائيلية عام 2012 التي دمرت مخزن للمقذوفات الصاروخية خارج العاصمة الخرطوم.
ووضع السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993 وبقي فيها، حيث أطاحت ثورة شعبية بالرئيس عمر حسن البشير.
والنظام الجديد وإن لم يكن تاما، إلا أنه تعديل جيد للنظام الماضي. فهو نظام براغماتي ويتجنب الدوافع الأيديولوجية للنظام السابق، كما فصل الدين عن السياسة ومنع الختان الفرعوني.
ولا يزال البلد على قائمة الإرهاب الأمريكية رغم أنه لا يجب أن يكون السودان على القائمة، و”لدى إدارة ترامب فرصة رائعة، فرفع العقوبات، سيرسل رسالة مهمة وهي أن واشنطن حققت انتصارا مهما ضد الإرهاب. وسنكون واضحين للشعوب التي تعاني في الشرق الأوسط أننا نكافئ من يستعيدون بلادهم من الديكتاتوريات الدينية”.
والتقى قادة السودان ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في الإمارات بالدبلوماسيين الأمريكيين، وطلبوا معونة بـ3 مليارات دولارا، وشطب بلدهم عن قائمة الدول الراعية للإرهاب مقابل التطبيع مع إسرائيل.
وتشير التقارير القادمة من أبو ظبي إلى أن التقدم كان بطيئا. فإدارة ترامب مترددة في تقديم هذا المبلغ، ويريد بعض المشرعين محاسبة السودان على ماضيها وتعويض عائلات الضحايا الأمريكيين في تفجيرات كينيا وتنزانيا عام 1998 حيث يوجد حكم قانوني، بالإضافة لعائلات ضحايا 9/11 ولا يوجد حكم قانوني لدعم هذا الزعم.
ولا يستطيع السودان دفع المال الآن، خاصة أن اقتصاده منهار، ولا يمكنه توفير المواد الطبية للمصابين بكوفيد-19. وعلى واشنطن التحرك بسرعة والعثور على تسوية، فلم يعد السودان يدعم الإرهاب، وهو يريد اتفاقا.
فقد التقى البرهان، رئيسَ الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا في شباط/ فبراير، وهناك “انتصار دبلوماسي بالانتظار”. ولو لم يكن هذا حافزا جيدا، فالسودان هو من أكبر الشركاء التجاريين للصين. وعلى واشنطن انتهاز الفرصة وإخراجه من مدار تأثير بكين.
ويخلص الكاتب للقول: “سيكون هذا انتصارا في ظل تنافس القوى على التأثير في أفريقيا وغيرها… ومنافع الاتفاق مع السودان واضحة، فالفرص لا تتكرر مرة ثانية. وعليك التحرك يا سيادة الرئيس (ترامب)”.
تطبيع السودان مع الكيان الصهيوني ابتزاز واضح من طرف امريكا و الامارات للسودان مقابل رفعه من قائمة الارهاب و الحصول على المال!!! ولكن ماذا عن الشعب السوداني؟ هل سيقبل بهذا التطبيع؟ لماذا في العالم العربي يتم دائما الغاء الشعوب من المعادلات الاقليمية وكأنها قطيع من الاغنام تتبع اهواء الحاكم المفروض عليها؟
ولما لا والعسكر هم من يحكمون السودان؟!العسكر الذين قفزوا إلي الحكم في بلادنا,منذ مطلع الخمسينات,علي ظهر الدبابات بدعوي تحرير البلاد من الإستعمار هم أول من فرطوا في فلسطين ويواصل خلفاءهم تنفيذ مخطط بيع الأوطان بكل خسه وإنحطاط.
هناك محاور و اعدادات كبري تجري..محور السعودية الامارات و معهم حلفائهم من الدول العربية و ايضا امريكا و اسرائيل ضد محور ايران و معها تركيا و حزب الله و الاحزاب الشبيهة في العراق و سوريا و معهم روسيا و الصين من طرف خفي..ربما تكون بداية لحرب عالمية ثالثة الله اعلم..