نيويورك تايمز: أربع سنوات من هدايا ترامب لنتنياهو آخرها الجاسوس بولارد

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”:

لم تتوقف هدايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وآخرها السماح للجاسوس جوناثان بولارد بالهجرة إلى إسرائيل.

ويقول ديفيد هالبفنغر، مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” في إسرائيل، إن قرار الولايات المتحدة السماح للأمريكي الذي أُدين بالتجسس لصالح إسرائيل في الثمانينات من القرن الماضي بالهجرة إلى إسرائيل ينهي أهم فصل صارخ بين البلدين الحليفين. ولكنه توج أربعة أعوام من علاقة مثيرة للدهشة بين البلدين، والتي عامل فيها ترامب نتنياهو بسخاء منقطع النظير.

فقد تخلى ترامب عن التقاليد التي سار عليها أسلافه في الملف الإسرائيلي- الفلسطيني، متخذا موقفا متحيزا لإسرائيل في القدس والضفة الغربية وفي التعامل مع السلطة الوطنية، ومارس فريقه ضغوطا ضخمة على الجانب الفلسطيني للقبول بخطة سلام غير متوازنة. ورعى اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان حطمت نصف قرن من التضامن العربي مع القضية الفلسطينية. وتعاونت إسرائيل مع الولايات المتحدة لمواجهة إيران، وفي حملة ضد المنظمات الدولية التي اعتبرت معادية لإسرائيل. بالإضافة لهدايا أخرى ساعدته في ثلاث جولات انتخابية، أهمها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في آذار/ مارس 2019.

ففي موضوع القدس، بدد ترامب أحلام الفلسطينيين بعدما وعدهم بالصفقة النهائية، واعترف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ونقل إليها السفارة الامريكية من تل أبيب. وتخلى بهذا عن الموقف الأمريكي التقليدي الداعي لحل وضعية القدس عبر تسوية سلمية.

وظلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تؤجل نقل السفارة رغم دعوات الكونغرس المتكررة. وجاء بعد هذا الاستفزاز بمشاركة السفير الأمريكي ديفيد فريدمان وهو يحمل مطرقة ويفتح نفقا أركيولوجيا في القدس الشرقية حفرته جماعة تحاول تعزيز سيادة إسرائيل على القدس.

وأضاف وزير الخارجية مايك بومبيو بصمته عندما سمح للأمريكيين المولودين في القدس بوضع “إسرائيل” مكانا للميلاد بدلا من “القدس” وهي سياسة متعارف عليها لتجنب تعريف القدس كجزء من إسرائيل. هذا عن القدس، أما عن الفلسطينيين الذين كانوا يطمحون لجعل القدس الشرقية عاصمة لهم، فقد تم الضغط عليهم وإجبارهم على التخلي عن حق عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وهو طلب طالما رفضته إسرائيل.

وقامت إدارة ترامب بقطع الدعم عن وكالة “غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين- أونروا” والتي تقدم الدعم للفلسطينيين في الشرق الأوسط. كما قطعت 200 مليون دولار عن السلطة الفلسطينية و60 مليون دولار تقريبا لقوات الأمن الفلسطينية، و25 مليون دولار لمستشفيات القدس الشرقية، و10 ملايين دولار لدعم التعايش الإسرائيلي – الفلسطيني.

ثم أغلقت وزارة الخارجية الأمريكية بعثة منظمة التحرير في واشنطن، وبعد ذلك ألغت القنصلية الأمريكية في القدس التي كانت تتابع قضايا الفلسطينيين.

 ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد دعم فريدمان المعروف بتأييده للاستيطان في الضفة الغربية جهود من دعوا لضم الضفة الغربية بشكل دائم إلى إسرائيل، والتي كانت في مركز حملة إعادة نتنياهو. أما خطة ترامب للسلام فقد أعطت إسرائيل نسبة 30% من أراضي الضفة الغربية. وتم بعد ذلك التسويق للتطبيع مع الإمارات على أنه مقايضة لوقف الضم وبيعها مقاتلات “إف-35” مقابل ذلك.

إلا أن خطوات الإدارة المتعددة، ساعدت على تطبيع وضعيه الاستيطان المقام على أراضي الفلسطينيين. ودفع فريدمان باتجاه شطب وصف الأراضي المحتلة من بيانات وزارة الخارجية عن الضفة الغربية واستخدام الوصف الإسرائيلي للمنطقة “يهودا والسامرة” والذي يؤكد على الجذور التوراتية فيها.

وفي عام 2018، كسر السفير الأمريكي التقاليد الدبلوماسية وحضر مناسبة في مستوطنة أريئيل. وفي العام الماضي أعلن بومبيو عن اعتراف الولايات المتحدة بواقع الاستيطان الإسرائيلي وعدم مخالفته للقانون الدولي، وإلغاء المبدأ المعمول به منذ عام 1978 وهو أن الاستيطان لا يتوافق مع القانون الدولي.

ووقّع فريدمان مع نتنياهو في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر اتفاقيات تسمح بدعم مراكز البحث في الأراضي المحتلة بمنحٍ أمريكية. والمركز الوحيد هو جامعة أريئيل التي يمولها الثري شيلدون أديلسون أو ملك الكازينوهات، والذي دعم حملة ترامب الانتخابية وكذا حملات نتنياهو.

وفي يوم الخميس زار بومبيو نفسه مستوطنة قرب رام الله، وأعلن عن اعتبار الصادرات من مستوطنات الضفة مستحقة لماركة “صنع في إسرائيل” وليس كما كان سابقا: “صنع في الضفة”.

وفي مجال مواجهة إيران، وجد نتنياهو الذي تصادم عام 2015 مع باراك أوباما، أذناً صاغية لدى ترامب الذي خرج من الإنفاقية النووية عام 2018. وقدم بومبيو استراتيجية “أقصى ضغط” التي تتضمن 12 نقطة على إيران تنفيذها مقابل التحاور مع واشنطن، وهي نقطة تشبه ما كان يمكن أن يقدمه نتنياهو.

وفي مواجهة للتوسع الإيراني في الشرق الأوسط، قامت إسرائيل بشن غارات جوية على لبنان وسوريا والعراق. وتحالفت بتشجيع من واشنطن مع السعودية والإمارات.

وبعد مقتل الجنرال قاسم سليماني بداية العام بغارة أمريكية، تخلصت إسرائيل من أهم أعدائها. وفي تموز/ يوليو استُهدف مركز متقدم لأجهزة الطرد المركزي وصفته إيران بأنه جزء من حملة أمريكية- إسرائيلية متزايدة ضد برنامجها النووي.

وإلى جانب الهدايا المتعددة فقد وقفت أمريكا إلى جانب إسرائيل في حروبها الدبلوماسية، كما فعلت واشنطن عندما انسحبت من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لنقده المستمر لممارسات إسرائيل ضد الفلسطينيين. وهاجم البلدان المحكمة الجنائية الدولية ولم يوقعا على ميثاقها لأنها حققت بممارسات الجنود الأمريكيين في أفغانستان، وممارسات الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

ووصف بومبيو الجنائية الدولية بـ”المؤسسة المحطمة والفاسدة” وأعلن عقوبات ضد مسؤوليها. وقاربت إدارة ترامب بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية في الداخل والخارج. وبناء على هذا أعلن بومبيو عن تصنيف حركة المقاطعة ضد إسرائيل بأنها معادية للسامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابن كسيلة:

    و هل غير كل هذا من لب القضية شيئا….؟ لا ……و كأن شيئا لم يحصل في عقول أصحاب الأرض …و لا يضيع حق ورائها طالب

  2. يقول سامي _ الجزائر:

    ضف إلى ذلك إكتساح النواب الصهاينة اليهود الجمهوريون و الديمقراطيون للكونغرس الأمريكي يمجلسيه، مجلس الشيوخ و مجلس النواب مما يُمَكّن إسرائيل من تثبيت قبضتها على المؤسسات الأمريكية الحساسة و بسط سيطرته على القرارات السيادية و أولها وضع جيش أمريكا و مؤسساتها التشريعية و الدبلوماسية و الإقتصادية في خدمة دويلة إسرائيل و من ذلك الدفاع عنها و التستر على جرائمها في حق الشعب الفلسطيني وإعلان الحروب على الدول المعادية و المُقاومة للكيان الصهيوني المارق بالوكالة عنه.
    إن ما يحدث في أمريكا هو عملية قرصنة و اختطاف للسلطة على أعلى مُستوى بفعل تغلغل اليهود الصهاينة في كامل الأجهزة الرسمية الحساسة للدولة الأمريكية و منه إصدار قرارات رسمية تخدم مصالح إسرائيل و مشروعها الإستيطاني الكبير في المنطقة.

إشترك في قائمتنا البريدية