لندن – “القدس العربي”:
قال ألان رابيبورت في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” إن السعودية تبنت الرياضة الغربية في محاولة لإعادة تأهيل صورتها الدولية. وقال إن النقاد اتهموا السعودية فيما صار يعرف بـ”التبييض الرياضي” في وقت لا تهتم فيها صناعة الترفيه الرياضي بحقوق الإنسان.
وقال إن السعودية بعد عام من جريمة مقتل الصحافي في “واشنطن بوست” جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، زادت من جهود تنويع الاقتصاد والنفقات المحلية وتلميع صورتها من خلال زيادة الفرص الثقافية المتركزة على الرياضة الغربية والترفيه.
وتحدث رابيبورت عن مباراة مصارعة نظمت في عيد الهالوين بين مصارعتين سعوديتين ورد الفعل المحلي عليها، فمباراة مصارعة لم تكن حدثا سهلا في ظل مملكة عرف عنها بالتشدد وفرض القيود على كيفية تصرف المرأة وما يجب عليها لبسه.
ورغم كون اللحظة بارزة إلا أنها أدت لجدل بين النقاد فيما إن كانت فعلا إشارة عن التقدم أم أن السعودية تقوم بتلميع ماضيها. ويقول فيليب ناصيف، مدير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “من المؤكد أن هذه عملية تبييض سياسي” و”في حالة السعودية، فهم معروفون باضطهاد المرأة والأقليات العرقية. وما هي أحسن حالة لتغيير الصورة من خلال مباراة مصارعة للنساء”.
النقاد اتهموا السعودية فيما صار يعرف بـ”التبييض الرياضي” في وقت لا تهتم فيها صناعة الترفيه الرياضي بحقوق الإنسان
ويقول الكاتب إن العلاقة بين الماركات الرياضية الدولية مثل دبليو دبليو إي والحكومة السعودية رمزي في وقت تحاول فيه البحث عن أسواق جديدة وتبحث السعودية عن طرق لوقف اعتماد اقتصادها على النفط فقط. إلا أن الدفع باتجاه التنويع يعاني من تعقيدات وردة فعل ومقاطعة وسط اتهامات بأنها تعمل على مساعدة مبادرة علاقات عامة للحكومة القمعية السعودية.
ويقول الكاتب إن السعودية جعلت من الرياضة أولوية في عام 2016 كجزء من رؤية 2030. ومن أجل وضع الأسس عملت ريما بنت البندر آل سعود السفيرة الحالية في الولايات المتحدة مع شركة علاقات أمريكية لكي ترتب لقاءات مع اتحاد كرة السلة الوطني واتحاد كرة القدم ومجلس التزلج العالمي وفورميولا وان لمناقشة نقل المناسبات الرياضية الدولية إلى المملكة. ثم تبع ذلك تدفق المال. ففي تموز (يوليو) أعلنت هيئة الرياضة العامة عن استثمارات بـ650 مليون دولار لتطوير الرياضة المحلية وجذب المناسبات الدولية.
وفي كلمة له أمام مؤتمر للاستثمار بالرياض في تشرين الأول (أكتوبر)، تحدث الأمير تركي بن تركي الفيصل، رئيس الهيئة العامة للرياضة، عن الكيفية التي سيتم فيها تحويل المملكة إلى مركز للرياضة ودور ذلك في زيادة النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة. وقال: “جزء كبير من التغيير داخل المملكة هو الرياضة وتنمية قطاع الرياضة”. وتعتبر المصارعة واحدة من الرياضات التي يتابعها السعوديون. وفي هذا الشهر سيلتقي الملاكم البريطاني أنتوني جوشوا مع المكسيكي أندي رويز جونيور على ملعب تم بناؤه خصيصا لهذه المناسبة في بلدة الدرعية قرب الرياض، فيما أطلق عليها “صدام على الكثبان”، وستقام مباراة سباق الخيل تقدم أغلى جائزة 20 مليون دولار، ومباراة غولف للسيدات يخطط لها في آذار (مارس).
وقال مدير اتحاد الغولف السعودي ماجد السرور: “نحن نخوض حالة تغير كبيرة وتخفيف الصورة”. ويقول الكاتب إن التوسع في مجال الرياضة هو جزء من محاولة ولي العهد محمد بن سلمان لجذب الاستثمارات الخارجية وزيادة الإمكانيات المالية للمملكة التي يشكل الشباب فيها الغالبية، فثلثا السكان وعددهم 22 مليون نسمة هم تحت سن الثلاثين.
ويعلق الكاتب بأن السعودية هي ملكية تحكم حسب الشريعة. وبعد تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد عام 2017 قام بحملة لإقناع العالم أن السعودية تتغير ثقافيا وقدم سلسلة من الإصلاحات لتحسين الصورة. ففي عام ونصف افتتحت دور السينما بعد إغلاق دام 35 عاما ومنحت المرأة حق قيادة السيارة وتم تخفيف قوانين الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة. وفي نهاية تشرين الأول (أكتوبر) أعلن عن أسبوع الموضة في الرياض. ومثل الشركات الدولية يقوم الشباب في السعودية بالتكيف مع التغير ويعيدون النظر في طموحاتهم.
والتقى الكاتب مع محمد الحمدان الذي قدم أشرطة فيديو على “يوتيوب” أصبحت مشهورة بين المتابعين، ولديه الآن 7 ملايين متابع وحصل على عقود للتمثيل في دعايات لمكدونالدز وبيبسي اللتين تعملان في المملكة. وقال: “كل شيء جديد علينا وعلى البلد”. ويقول الحمدان إن المؤثرين السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي يلتزمون الحذر عندما يتعلق الأمر بالمحرمات الاجتماعية ويتجنبون صناعة أشرطة فيديو تضعهم في مواجهة مع الحكومة التي تقوم بتكميم الأفواه. ويرى نقاد المملكة أن تبنيها الرياضة والترفيه هو مجرد تلهية لحرف النظر عن سجلها القاتم في مجال حقوق الإنسان.
يرى نقاد المملكة أن تبنيها الرياضة والترفيه هو مجرد تلهية لحرف النظر عن سجلها القاتم في مجال حقوق الإنسان.
وتقول الباحثة السعودية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا هالة الدوسري: “أنظر لهذا أنه محاولة من الحكومة للحصول على المال أكثر منها جهود حقيقية لمنح الحريات للمواطنين”. وكانت المخابرات المركزية الأمريكية قد توصلت في العام الماضي إلى أن ولي العهد مسؤول عن جريمة قتل الصحافي خاشقجي. ومنذ ذلك الوقت تعاونت المملكة مع شركات العلاقات الدولية لإعادة تأهيل صورتها، وقال الأمير إنه مسؤول بشكل كامل لكنه لم يأمر بالجريمة. ويقول المراقبون الدوليون إن انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة. وشجبت منظمة أمنستي إنترناشونال المملكة لاعتقال واحتجاز ناشطي المجتمع المدني وانتقدت الحكومة السعودية بتغليف محاكمات المتهمين بقتل خاشقجي بالسرية وللإعدامات الجماعية للشيعة في نيسان (إبريل) العام الماضي.
ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا الشهر الماضي عن المعتقلات السعوديات رغم التقدم في مجال حقوق المرأة بالمملكة. ولا تزال الظروف صعبة للصحافيين في السعودية. وقالت منظمة القسط السعودية يوم الإثنين الماضي إن السلطات اعتقلت ثمانية من المدونين والصحافيين من خمس مدن بالسعودية الشهر الماضي وداهمت بيوتهم وصادرت الكمبيوترات الشخصية والهواتف الذكية. وفي بيان للمنظمة قالت: “إنهم يحاولون التغطية على انتهاكاتهم من خلال عقد مناسبات رياضية ضخمة ويتم دعم المظاهر الكبيرة هذه عبر رجال الأعمال والسياسيين والرياضيين من أنحاء العالم”.
وبالنسبة للرياضيين ونجوم الترفيه الدوليين فالتعاون مع السعودية يظل محفوفا بالمخاطر. وواجه لاعبا التنس المعروفان نوفاك دكوفوبيتش ورفائيل نادال انتقادات واسعة لقبولهما لعب مباراة في جدة السعودية قبل أن يلغيا المشاركة بحجة الإصابة. وفي تموز (يوليو) انسحبت مغنية الراب نيكي ميناج من المشاركة في مهرجان للموسيقى بعد انتقادها طريقة معاملة المرأة والمثليين في المملكة. وبالنسبة للشركات الكبرى فمقاطعة السعودية أصعب. فقد تعرضت نتفلكس لضغوط لكي تسحب حلقة أعدها حسن منهاج انتقد فيها السعودية ومحمد بن سلمان. وقال مدير الشركة ريد هيستينغز إن شركته ليست في مهمة “قول الحقيقة للسلطة”.
وتعرضت فورميولا إي لانتقادات عن سبب اختيارها السعودية لكي تفتح موسمها في السعودية بعد أسابيع من مقتل خاشقجي. وعادت المناسبة الشهر الماضي جالبة معها آلاف المعجبين والفنانين من بريطانيا والنرويج. وقال أليخاندرو عجاج مدير فورميولا إي إن “السعودية تمر بمرحلة تغيير وأعتقد أننا بحاجة لكي ندعم التغيير”. وقال في مقابلة معه بالرياض: “الرياضة هي أمر محايد وتجلب الناس معا”.
وقدم إرني إليس بطل الغولف من جنوب إفريقيا الذي يساعد السعودية كي توجد نفسها كوجهة لمباريات الغولف الدولية نفس المنطق حيث عبر عن أمله بأن تساعد الغولف السعودية بنفس الطريقة التي ساعدت مباريات الرغبي جنوب إفريقيا في ظل نيلسون مانديلا. وقال: “أتفهم القلق من المجتمع الدولي ولكن عليك أن تبدأ من نقطة ما”.
وحصل انتقال الرياضات الدولية بسهولة، فقد عقدت دبليو دبليو إي أولى مبارياتها عام 2014 ووقعت مع السعودية عقدا لمدة 10 سنوات بمبلغ نصف مليار دولار على ما قيل. وأثار العقد ردة فعل من المعجبين على منصات التواصل الذين اعتبروا ما أخذته مالا ملوثا بالدماء واستبعاد المرأة. واعتبرت الشركة أن التقدم بالمناسبات كان صعبا بعد مقتل خاشقجي لكن القرار تجاري في النهاية.
ينشر المواطن الشريف ويسجن العلمآء وحتي النسآء ثم يلعب دور الرياضي ….
والله لو نزل الملك سلمان شخصياً, ولعب بجانب ميسى فى برشلونة, ما استطاع أن يضع نقطة بيضاء واحدة على الصورة الحالكة السواد التى رسمها بنفسه, والتى بدأت بتنصيب العيل الطائش الموتور السفاح ابنه ولياً للعهد!! … فعلاً, بعض البشر عباقرة فى تدمير أنفسهم وبلادهم
للبقاء في الحكم هؤلاء جاهزون إلى كل التنازلات….
والله لو وضعوهم في قالب ذهب مابيضوا صورتهم ….
تاريخهم اسود حافل بالاجرام