لندن – “القدس العربي”:
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الناخب الأمريكي لا يصوت من أجل انتخاب رئيس ولكن للبحث عن بداية جديدة. وقالت في افتتاحيتها إن التجربة الديمقراطية تعرضت لضربة ولكن هناك فرصة للتجدد.
وجاء فيها أن عافية الديمقراطية الأمريكية تعتمد على يوم الانتخابات. وأضافت: “في ساعة الأزمة تظهر قوة الديمقراطية. وكما قال مارتن لوثر كينغ جونيور في آخر خطاب له: لا نستطيع رؤية النجوم إلا إذا كان الليل حالكا”. وفي الوقت الذي يعمل فيه المسؤولون في الحزب الجمهوري لتثبيط الناخبين ومنع عد الأصوات في صناديق الاقتراع، رد المسؤولون في عدة ولايات بتسهيل عملية الاقتراع أكثر من ذي قبل.
وفي كاليفورنيا ونيفادا ونيوجرسي وفيرمونت إلى جانب واشنطن العاصمة أرسلت بطاقات التصويت بالبريد لكل الناخبين وانضمت إلى خمس ولايات أخرى فعلت هذا. وسهلت ولايات نيويورك وهامبشير وفيرجينيا من بين عدة ولايات قواعد التصويت بالاقتراع الغيابي. وفي منطقة هاريس، تكساس، المنطقة التي يسكن فيها عدد يزيد عن 26 ولاية، ظلت مراكز الاقتراع المبكرة مفتوحة طوال الليل.
ورغم احتفال الرئيس دونالد ترامب بأعمال العنف ضد من لم يدعموا إعادة انتخابه إلا أن الملايين من الأمريكيين استفادوا من الفرص الجديدة للتصويت. وفي تكساس وهاواي زاد عدد الذين صوتوا قبل يوم الانتخابات على عدد من صوتوا عام 2016. ورغم توسع انتشار فيروس كورونا إلا أن ملايين الأمريكيين يخططون لارتداء القناع والتصويت شخصيا يوم الثلاثاء. وسينتظرون الساعات الطويلة ردا على الواقع المثير للعار وممارسة حقهم الانتخابي واختيار الناس الذين سيخدمونهم في واشنطن والولاية والحكومة المحلية.
من خلال أعمال الأفراد الأمريكيين تتجدد الديمقراطية الأمريكية
ومن خلال أعمال الأفراد الأمريكيين تتجدد الديمقراطية الأمريكية. ويجب على المسؤولين في الولايات التأكد من عد أصوات هؤلاء الناس، فالعملية لن تنتهي يوم الثلاثاء، فبعض الولايات قد ترسل نتيجتها سريعا وأخرى قد تطلب تأخيرا لإكمال العد. ويمكن لترامب والمسؤولين الآخرين في الحزب الجمهوري المساعدة من خلال التخلي عن خططهم للتدخل. وتم إحباط محاولة للتخريب في يوم الإثنين عندما رفض قاض فدرالي طلبا من الجمهوريين في تكساس لإلغاء 127000 صوت في محطة للاقتراع من خلال السيارة في منطقة هاريس بتكساس والتي تضم هيوستن.
وقال المحامي بن غينسبرغ عن الحزب الجمهوري معارضا للطلب ومخالفا موقف الحزب: “ليس بعيدا، كان المبدأ الجوهري للحزب الجمهوري هو التعامل مع كل شخص له أهلية التصويت وعد صوته حتى لو لم يكن في صالح الحزب”. ويجب أن يكون هذا المبدأ الجوهري للحزبين في الأيام المقبلة. وسيلجأ الحزبان للمحاكم وعليها واجب فتح الفرصة القصوى لكل من يحق له التصويت. وعلى المرشحين واجب انتظار عد الأصوات، فقد اقترح ترامب أنه قد يعلن النصر قبل أن يتم الانتهاء من العد. ومزاعم كهذه ستكون غير مسؤولة في هذا الجو.
ولا يمكن لترامب الحصول على فرصة ثانية من خلال إعلان نفسه فائزا. وعندما يتم الكشف عن الرئيس وانتخاب 35 عضوا في مجلس الشيوخ و435 في مجلس النواب بالإضافة للمجالس والحكومات المحلية فقد بدأت الانتخابات. وقد يحتفل الفائز وحزبه إلا أن العملية الانتخابية تمت المبالغة في أهميتها. فما تم تحقيقه ليس الفرصة لتحقيق مجموعة من الوعود الانتخابية ولكن فرصة للحكم.
وتضيف أن الناخبين قدموا تنازلات في اختيار المرشحين الذين يجسدون بعضا من أولوياتهم وليس كلها. وعندما تمت الاختيارات وتحقق الفوز فعلى هؤلاء العمل والتنازل كما تنازل لهم الناخبون. وهذه الأمة تكافح لمواجهة سلسلة من التحديات قبل 2016 ولكنها زادت في سنوات ترامب الأربع، ولأنه فشل في فهم طبيعة عمل الرئيس، وحاول الحكم من خلال الأوامر ومحاصرة معارضيه لكي يجبرهم على الاستسلام. واليوم تحصل أمريكا على فرصتها بعد أربع سنوات للتصويت مرة أخرى. والتحدي الأكبر هو عقد انتخابات حرة ونزيهة ولكي نثبت لأنفسنا أكثر من أي شخص آخر أن الأمة لا تزال ملتزمة بالديمقراطية التمثيلية وحكم القانون. ولكن صناديق الاقتراع هي وسيلة لغاية، وعند الانتهاء من عد الأصوات على الذين تم اختيارهم إثبات جدارتهم بالحكم.
ليت العرب يستطيعون المشاركة في الانتخابات الأمريكية لاختيار من سيحكمهم