لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعده كل من إدوارد يونغ ولارا جيكس تناولا فيه المعوقات التي تواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في بناء تحالف دولي ضد روسيا.
فهو يواجه مقاومة من دول في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية التي تواصل علاقاتها مع روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين. وقال بايدن قبل الغزو الروسي لأوكرانيا إن التحالف الدولي ضد روسيا حدث سريعا بدرجة تعجب فيها لاحقا بالقول “الهدف والوحدة التي وجدناها كانت تأخذ سنوات لكي ننجزها”، ولكن الإدارة الأمريكية تشعر وبعد أربعة أشهر من النزاع بخيبة أمل، وأن التحالف الذي يمتد من أمريكا الشمالية إلى أوروبا وشرق آسيا ليس كاف لكسر الجمود الذي يلوح بالأفق في أوكرانيا.
وعليه تقوم الإدارة الأمريكية مندفعة بحس من الحاجة الماسة بالتغزل ودفع الدول التي ترى واشنطن أنها محايدة من النزاع، بمن فيها الهند والبرازيل وإسرائيل ودول الخليج لكي تنضم إلى حملة العقوبات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية لزيادة عزلة روسيا والدفع بنتيجة حاسمة للحرب. وحتى هذا الوقت لم تظهر إلا قلة من الدول، هذا إن كان هناك، استعدادا للتعاون رغم شراكتها مع الولايات المتحدة في أمور أخرى.
ويقوم بايدن هذا الصيف بمقامرة كبرى وزيارة للسعودية رغم انتقاده لها، والتقى يوم الخميس مع الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو في أثناء قمة الأمريكيتين بلوس انجلس. وزار بولسونارو موسكو قبل اسبوع من الغزو الروسي وأعلن عن “تضامنه” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي لوس انجلس قام بولسونارو بخطوة وقائية لمواجهة أي كمين له من الرئيس بايدن بشأن روسيا قائلا إن البرازيل منفتحة للمساعدة في إنهاء الحرب “لكن عليها الحذر في ضوء اعتمادنا على لاعبين أجانب بعينهم”. وأضاف “لدي بلد مسؤول عن إدارته”.
ويعترف المسؤولون الأمريكيون بالصعوبات التي يواجهونها مع الدول التي تحاول الموازنة بين مصالحها الخاصة ومحاولات أمريكا وأوروبا عزل روسيا. وقالت سامنثا باور، مديرة وكالة التنمية الدولية الأمريكية “واحدة من المشاكل الكبرى التي نواجهها اليوم هي من يريدون الجلوس على الحياد”.
وأضافت في خطاب القته حول الجهود التي قامت بها الوكالة لتعزيز حرية التعبير والانتخابات النزيهة في دول العالم أنها تأمل بأن تدفع المذابح التي ارتكبتها موسكو في أوكرانيا الدول المحايدة لكي تنضم إلى التحالف “في ضوء اهتمامنا بالمصلحة الجمعية بقواعد الطريق التي نريد جميعا تطبيقها ولا نحب استخدامها ضد المواطنين”.
وشجبت روسيا وحلفاءها، بخاصة الصين الجهود الأمريكية لتوسيع التحالف الذي يضم إلى جانب الدول الأوروبية وكندا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزلندا. وقال المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف “في العالم الحديث، من المستحيل عزل دولة كبيرة مثل روسيا”.
وفي بيجين قال المتحدث باسم الخارجية الصينية جاو ليجيان إن الولايات المتحدة “أجبرت الدول على اختيار طرف في النزاع بين روسيا وأوكرانيا وهددت بطريقة تعسفية بفرض عقوبات من طرف واحد وصلاحية قضائية طويلة الأمد”، وعلق قائلا “ألا يعتبر هذا دبلوماسية إكراه”.
وهبطت قيمة الروبل الروسي بعد الغزو مباشرة لكنها ارتفعت الآن نظرا لتدفق العملة الصعبة على الخزينة الروسية بسبب مبيعات الطاقة الروسية لدول أخرى بمن فيها الصين والهند والبرازيل وتايلاند وفنزويلا.
وبالنسبة لعدة دول فقرار الانضمام للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يعني حياة أم موت في وقت حذرت فيه واشنطن الدول الإفريقية التي تواجه مجاعات من شراء القمح التي تزعم واشنطن أن روسيا سرقته من أوكرانيا، في وقت ارتفعت فيه أسعار الحبوب وتهدد الملايين بالمجاعات.
ويقول البرفسور، مايكل جون ويليامز، استاذ العلاقات الدولية بجامعة سيراكوز والمستشار السابق لمنظمة الناتو “القوة الاستراتيجية المتوسطة والرئيسية مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا تحاول وبشكل دائم التحرك بحذر على الطريق الحاد، وتحاول الحفاظ على استقلاليتها الاستراتيجية ولا يتوقع أنها ستقف إلى جانب الولايات المتحدة”.
وأضاف ويليامز “تعتقد الولايات المتحدة أن الحرب هذه سيتم تحقيق النصر بها في الغرب” أما “الكرملين فيرى أنه سيتم الانتصار بها في الشرق وعالم الجنوب”. ففي التصويت الذي جرى بالأمم المتحدة لشجب القرار الروسي بالغزو، امتنعت 35 دولة عن التصويت، ومعظمها من الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وهو ما أدى إلى قلق المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم، ولاحظوا أن 141 دولة من بين 193 دولة شجبت الغزو. وصوتت خمس دول بمن فيها روسيا ضد القرار. وصوتت البرازيل، ضد روسيا وشدد بولسونارو على أهمية التوصل لتسوية عبر التفاوض. ولكن بلده يواصل استيراد الأسمدة من روسيا وبيلاروسيا حليفة موسكو.
وامتنعت الهند وجنوب أفريقيا عن التصويت في الأمم المتحدة. وتقيم الهند شراكة استراتيجية طويلة مع روسيا وتعتمد عليها في النفط والأسلحة والأسمدة. ولم تنجح محاولات الولايات المتحدة إقناع الهند بالتخلي عن روسيا.
ويقول المسؤولون الهنود إن الواردات من روسيا ليست كبيرة. وفي أثناء زيارة لواشنطن في نيسان/ إبريل نفى سوبرامانيام جيشنكار، استبعد الموضوع قائلا “ما نستورده في شهر أقل ما تستورده أوروبا في يوم واحد” و”لهذا يمكن أن تفكروا بهذا الأمر”. ولكن أوروبا تقوم بتخفيض وارداتها من روسيا عبر فرض حظر جزئي على النفط الروسي. أما الهند فهي تجري محادثات مع موسكو من أجل زيادة مشترياتها من النفط الخام.
وتعود علاقات جنوب أفريقيا مع روسيا إلى زمن الحرب الباردة، عندما دعم الاتحاد السوفييتي الحركة المعادية للفصل العنصري. والعلاقة التجارية بين البلدين هي متواضعة، لكنها مثل بقية الدول الأخرى تشك في الاستعمار الغربي والولايات المتحدة. واتهم رئيس جنوب أفريقيا سيرل رامفوسا الناتو بأنه استفز روسيا لغزو أوكرانيا ودعا لإحياء الجهود الدبلوماسية.
وفي مكالمة معه أجراها بايدن في نيسان/ إبريل حثه على “القبول بالرد الدولي الواضح والموحد ضد العدوان الروسي” حسب البيان الصحافي للبيت الأبيض.
وبعد شهر أشار رامفوسا متحسرا للأثر الذي تركته الحرب في أوكرانيا على الدول “المتفرجة” والتي قال إنها “ستعاني من العقوبات التي فرضت ضد روسيا”.
وتعتبر البرازيل والهند وجنوب أفريقيا إلى جانب الصين وروسيا أعضاء في مجموعة اقتصادية تمثل ثلث الاقتصاد العالمي. وفي اجتماع افتراضي عقد الشهر الماضي وشارك فيه وزراء خارجية المجموعة، عرضت روسيا بناء محطات تكرير بترول للنفط الروسي وتوسيع عضوية المجموعة. واتهمت دول امتنعت عن التصويت مثل باكستان ويوغندا وفيتنام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بمنعه أي فرصة للحل الدبلوماسي من خلال تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا. وتدافع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن السلاح والمعلومات الأمنية المقدمة إلى أوكرانيا هي للدفاع ضد الهجوم الروسي.
وتضم جهود الإدارة الأمريكية لتعبئة الدول المتفرجة محاولات لإقناع السعودية والإمارات العربية المتحدة الدعم من الهامش من خلال زيادة معدلات انتاج النفط بشكل يخفض من أسعاره ويساعد دول أوروبا على مقاطعة النفط الروسي. وشعر المسؤولون الأمريكيون بخيبة أمل من حيادية البلدين الخليجيين اللذين يشتريان الأسلحة الأمريكية ويضغطان على واشنطن من أجل سياسات ضد منافستهما إيران.
وعبرت إسرائيل التي تشتري السلاح الأمريكي وأقرب حليف لواشنطن في الشرق الأوسط عن دعم أوكرانيا لكنها قاومت محاولات دفعها لفرض عقوبات أو توجيه انتقاد لروسيا.
الموت الذي يطوف على مدن أوكرانيا والتدمير الذي لحق بأوكرانيا حرب تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة. هذا الخلل المرعب في العلاقة بين روسيا واوكرانيا يجب أن ينتهي، فالصمت عن هذا العدوان وعدم محاسبة روسيا عار.
اصبح العالم رهن المصالح فقط اما المبادئ فقد بتم تركها عندما لا توافق المصالح، وهذا مافعله الغرب للسنوات الاخيرة وما يفعله اليوم بقية دول العالم
As they say what goes around turn around
ليس كاف – والصحيح
ليس كافيا
أفشل رئيس للولايات المتحدة الأمريكية على الإطلاق، مهازله على الهواء مباشرة وما خفي أعظم وأدهى لو تعلمون هههههه
والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين
عهد الهيمنة و النفاق ولى بلا رجعة..
غزو روسيا لأوكرانيا أثبت استحالة دمج روسيا بنظام عالمي فعادت أوروبا لحضن حماية أمريكية بريطانية وفقدت إيران وفنزويلا وشمال كوريا راعيها بسقوط روسيا بمستنقع أوكرانيا ولم يعد أمامهم إلا خضوع غير مشروط للعالم الحر، وبالتوازي استعاد الوطن العربي تموضع إستراتيجي بحيازته أهم ممرات تجارة دولية بري وبحري وجوي وأهم ممرات كوابل اتصالات دولية وأكبر احتياطات وإنتاج نفط وغاز وهي أهم مواد استراتيجية لتسيير إقتصاد العالم الحر والبديل الوحيد لروسيا وبالتالي عودة تنافس شديد بين دول عظمى على كسب ود كل دولة عربية.
سقوط روسيا بمستنقع أوكرانيا مفيد للصين فلديها فائض 3 تريليون وتستورد كل منتج روسي يحظره العالم الحر بسعر بخس وبالمقابل لدى روسيا فائض أراضي ( 17 مليون كيلومتر مربع بعدد سكان 144 مليون) وتعاني الصين من نقص أراضي (10 مليون كيلومتر مربع أي نصف مساحة روسيا بعدد سكان 1.4 مليار أي 10 أضعاف سكان روسيا) فبإمكان الصين استغلال التموضع الاستراتيجي لتوسع مساحتها بتنازل روسيا عن 7 مليون كيلومتر مربع بشرقها للصين لتكسب حليف أبدي وبغير ذلك تطبق عقوبات العالم الحر على روسيا وتستمر بمراكمة فوائض تجارية تريليونية