نيويورك تايمز: بعد تبرئة ترامب انتقلت المعركة للحملات الانتخابية وأصبح مصيره بيد الناخبين

حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

تحت عنوان “انتهى التصويت وليبدأ السباق” نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تحليلا لوقائع تصويت مجلس الشيوخ الذي برأ ليلة الأربعاء ساحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع، ليصبح أول رئيس أمريكي يخوض الانتخابات الرئاسية بعد محاكمته في الكونغرس.

ورغم حصول الديمقراطيين على صوت واحد قرر الوقوف معهم في المحاكمة، وهو السناتور ميت رومني، الذي تحدى الجمهوريين، إلا أنهم أكدوا استمرار تحقيقاتهم في إساءة ترامب استخدام السلطة ومحاولته الضغط على دولة أجنبية لكي تبحث عن مواد مغرضة ضد منافس سياسي له. وقال إن ترامب تعامل مع قرار المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون كتبرئة، حيث عادت المعركة من جديد إلى مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون والحملات الإنتخابية وبالضرورة الناخب الأمريكي الذي سيقرر مصير الرئيس الحالي في نهاية العام.

وقال بيتر بيكر كاتب التقرير إنه عندما ستكتب كتب التاريخ حول هذا اليوم، فسيتعاملون معه كذروة معركة سياسية ضخمة كانت بمثابة امتحان للديمقراطية الأمريكية ومنح انتصارا لرئيس غاضب ومهاجم لا يرحم لمنافسيه، ولكن كتب التاريخ لن ترى في ذلك اليوم نهاية للكفاح بل بداية له. ومنح تصويت الكونغرس ليلة الأربعاء الرئيس لحظة انتصار وحسّاً بالبراءة وزخما، ولكن ليس النهاية التي كان يريدها، فالرئيس الذي تعهد بجلب القوات الأمريكية من الخارج وإنهاء تورط أمريكا في حروب لا نهائية، لا يزال نفسه غارقا في حروب لا تنتهي داخل البلاد، ولن يتم حلها إلا في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

وبدلا من محاولة رأب الجراح كما فعل كلينتون بعد محاكمة مجلس الشيوخ له عام 1999 قال ترامب بعد دقائق من القرار النهائي إنه سيبدأ الهجوم. وقرر الانتظار بناء على نصيحة مساعديه إلى يوم الخميس لكن حسابه على تويتر كان مشغولا بالطنين “نصر على المحاكمة الزائفة” لكن الطرف الثاني المهزوم لم يعلن استسلامه.

وشعر الديمقراطيون بالرضا من جلبهم سناتور يوتا، رومني إلى جانبهم، حيث أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وممثل نيويورك جيرود نادلر، إنه سيواصل التحقيق وسيرسل عريضة قضائية يطالب فيها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بتقديم شهادة أمام المجلس.

وسيكون موضوع أوكرانيا والطريقة التي حاول فيها ترامب الضغط عليها نقطة أساسية في الحملات الانتخابية بعد انتهاء الديمقراطيين من عمليات انتخاب مرشحهم الرئاسي الذي سيواجه ترامب في المعركة النهائية.

وقال النائب الديمقراطي عن نيوجيرسي توم مالينوسكي: “إنها استفتاء حول ما إذا كنا جمهورية دستورية” و”نستطيع النجاة بسهولة أربعة سنوات من هذا” مشيرا إلى أن المشهد سيتغير لو أعيد انتخابه مرة ثانية.

وقال السناتور ليندزي غراهام عن ساوث كارولينا، وأحد المقربين من ترامب، إن المعركة لم تنته بالتصويت، ولكنها تحولت إلى الحملات الانتخابية “الطريقة الوحيدة لنهاية كل هذا هي إعادة انتخاب الرئيس من جديد” و” سينتخب”. وبالنسبة لترامب فالوضع مناسب، حيث ظل طوال التصويت مشغولا بنشر تغريدات دعم له، بعدما مزقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي خطاب حالة الاتحاد (بدون ذكر أنه رفض مصافحتها).

وبعد التصويت هاجم رومني ونشر تغريدة فيها فيديو يسخر فيه منه. وقال جاك ماكدونال، المدير السابق لفندق وكازينو بلازا في اتلانتك سيتي التي كان يملكها ترامب: “سيفتح التصويت اليوم فيضانا أمام ترامب لملاحقة من خطأّوه” و”ستتوسع القائمة السوداء التي يحملها معه وستبدأ محاولات مضايقة من وردت أسماؤهم فيها. ولن يخشى كما لم يخش أحدا عندما لاحق أعداءه”.

فالمصالحة والاعتراف بالأخطاء ليست من طبيعة ترامب كما تقول غويندا بلير، كاتبة سيرة عائلة ترامب. وأشارت إلى معلم ترامب، ري كوهين الذي نصحه “لا تقل أبدا أنك أخطأت وأعلن دائما النصر وكرر هذا في وجه الناس. ولو اتهموك بشيء فارمه عليهم، وضاعف الاتهام مرات ومرات”.

وفي الوقت الذي قالت فيه السناتورة الجمهورية عن مين سوزان كولينز، إن ترامب تعلم من أخطاء محاكمته، وسيعيد النظر في أسلوبه، إلا أن الكثيرين ممن يعرفون الرئيس يشككون في هذا. وقالت شيرلي آن ورشو من كلية غيتيسبرغ: “أشك أنه سيتأدب بمحاكمة أو إدانة” بل وعلى خلاف ما قالته سوزان كولينز، سيشعر ترامب أن لديه موسما مفتوحا لعمل ما يريد، ولن يقف أحد امامه خلال الأشهر الثمانية المتبقية على رئاسته.

وتشير التبرئة إلى سيطرة ترامب التامة على حزبه والتي لم تكن متاحة عندما وصل إلى السلطة. وهذا دليل على نجاحه في بناء قاعدة ولاء باستثناء رومني، ومنح الجمهوريين خيارا بينه وبين نقاده فاختاروه.

وبالنسبة لترامب فالمحاكمة هي آخر فصل في محاولة حرمانه من انتصاره الذي بدأ عام 2016، فهو يتعامل مع هذه التطورات عبر هذا المنظور. فمن التحقيق في التدخل الروسي إلى تحقيقات الكونغرس في سجله الضريبي ومحاكمة عدد من مساعديه في الحملة الانتخابية، كلها تصب في هذا الإطار. ولكن حلفاءه يعرفون أن حسابات الحزب لدعمه تقوم على قدرته على الفوز في ولاية ثانية، ولهذا لم يذكر المحاكمة في خطاب حالة الاتحاد والذي ركز فيه على إنجازاته الاقتصادية والهجرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية