لندن – “القدس العربي” – إبراهيم درويش: تحت عنوان “ترامب يعطي الديكتاتوريين الضوء الأخضر”، كتبت ميشيل غولدبيرغ في صحيفة “نيويورك تايمز” عن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ( م ب س) للولايات المتحدة، والتي كانت بمثابة رحلة علاقات عامة، وجاءت بعد حادثة ريتز كارلتون الذي سجن فيه النخبة التجارية من رجال الأعمال والمسؤولين والأمراء فيما عرف بمكافحة الفساد.
وتم الاحتفاء بولي العهد الذي يعرف بأنه المحرك، والتقى مع بيل كلينتون وروبرت ميردوخ وأوبرا وينفري، والتقى بمدراء شركات التكنولوجيا في سيلكون فالي. واستثمر في مراكز البحث وشركات العلاقات العامة. وأصدر ناشر مجلات وصحف التابلويد ديفيد بيكرر، الذي كان لا يزال على علاقة مع الرئيس دونالد ترامب، عدداً خاصاً عن تاريخ السعودية تحت عنوان “مملكة السحر”، وكانت “ضربة معلم” كما قال أحد الديمقراطيين للكاتبة، ولمست المناطق الحساسة في المؤسسة الأمريكية.
وفي الوقت الذي كان يتحدث فيه عن تقوية دور المرأة ورفع الحظر عن قيادتها للسيارة كان بن سلمان يسجن الناشطات. وسمحت السعودية لشركة “إي أم سي” بفتح دور السينما لأول مرة لكنها كانت تسجن الصحافيين، وبالطبع قادت السعودية ولا تزال تقود تحالفاً عسكرياً في اليمن الذي أمطر حمم الموت على اليمنيين وشمل أهدافاً مدنية وتجويعاً وتعذيباً واغتصاباً.
وتعلق الكاتبة بأن ولي العهد السعودي قد يدفع للبرلة عندما يتعلق بالتجارة والأعمال وشركات التكنولوجيا مثل أوبر للحصول على موقف جيد من “نخبة دافوس”، و”لكنه طاغية يشعر بالجرأة من قلة احترام دونالد ترامب لحقوق الإنسان والسياسة الخارجية”.
مصير مجهول
وأشارت لما كتبه الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي الذي قرر الخروج لمنفى اختياري عام 2017 “لم تكن السعودية بهذه الدرجة من القمع، وهي لا تحتمل الآن”.
وتعلق أن مصيره لا يزال مجهولاً، حيث تقول مصادر تركية إنه قتل داخل القنصلية السعودية التي دخلها يوم الثلاثاء لمعاملة تتعلق بطلاقه ولم يخرج منها.
ونقلت عن سارة مورغان، مديرة “هيومان رايتس ووتش” قولها: إنه لو صحت التقارير فستكون عملية القتل صفيقة وغريبة. وقتلت السعودية أشخاصاً من قبل واعتقلت معارضين ولكن هذه المرة مختلفة. وليس غريباً تفكير السعودية أنها ستنجو منها، مشيرة للعلاقة القوية التي احتفظت بها الولايات المتحدة مع السعودية رغم سجل الأخيرة في مجال حقوق الإنسان والدعم التكتيكي للحرب في اليمن الذي بدأ في عهد باراك أوباما.
ولكن لم يكن هناك رئيس أمريكي مؤيد للسعودية مثل ترامب، ويرى الرئيس فيها حليفاً قوياً ضد إيران. ولكن هناك أكثر من هذا حيث يشعر بقرب من حياة البهرجة والترف التي يعيشها قادتها. ويرى صهره جارد كوشنر في بن سلمان شخصية مشابهة له، فبعد كل هذا فهما من جيل الألفية الجديدة ويقومان باتخاذ القرارات التي تغير العالم، كل هذا بسبب المحاباة العائلية.
وتقول إن تامارا كوفمان ويتس التي عملت كمساعدة لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في عهد أوباما وتكتب كتاباً عن علاقة ترامب المعقدة مع الديكتاتوريين.
وأخبرت الكاتبة أن العائلة السعودية المالكة تشعر بأنها ليست بحاجة لأن تعطي أي اهتمام لما يأتي من البيت الأبيض والولايات المتحدة نظراً لعلاقتها القوية مع عائلة ترامب، وإلى جانب هذا فلم تعد إدارة ترامب حتى تتظاهر بأنها تقف مع القيم الليبرالية على المستوى الدولي.
“افعلوا ما شئتم”
وحسب مورغان من “هيومان رايتس ووتش”، فالإدارة تقول لكل الحكومات: لا تقلقوا وافعلوا ما بدا لكم. ولهذا بدأت القيود على الوحشية بالتفكك على مستوى العالم، فعلى مدى يومين اعتقلت الصين مدير الشرطة الدولية (إنتربول)، وعثر على الصحافية البلغارية فيكتوريا مارينوفا مقتولة.
وتقول ويتس: إن الذين يحتاجون الحماية الدولية مثل المعارضين والصحافيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني وهم الفئات الأكثر عرضة للخطر كانوا يعملون على فرضية أن الحكومات الكبرى ستتدخل لحمايتهم ولكن ليس الآن.
وقالت إن السناتور المستقل عن ولاية فيرمونت ألقى محاضرة يوم الثلاثاء عن ظاهرة “محور الديكتاتورية الجديدة”، التي أعطت فرصة لظهور ترامب وزاد من وتيرتها. وعندما تحدثت معه يوم الاثنين، قالت الكاتبة إنه قارن احتمال مقتل خاشقجي باغتيال المنشقين الروس في إنكلترا، “ونعتقد أن هذا لم يكن ليحدث لولا دعم ترامب وكوشنر للحكومة المستبدة في السعودية”.
وأضافت “كان ساندرز قد تعاون مع السناتور المحافظ عن ولاية أوتا، مايك لي وتقدما بداية هذ العام بمشروع قرار لوقف الدعم الأمريكي للسعودية في اليمن، وفشلت المحاولة حيث صوت معظم الجمهوريين ضده 55- 44 صوتاً، وفي أعقاب اختفاء خاشقجي يخطط ساندرز تقديم القرار من جديد وقد يمرر لو بقي شيء في الحزب الجمهوري الذي زعم أنه يقف مع القيم الديمقراطية “مع إنني أشك بهذا”.
نيويورك تايمز مثلا هل تُخصص على صفحاتها رأي جريدة القدس العربي أو مقال سياسي ؟
حِسبة ترامب وحكومات الغرب خاطئة لأن صرف الأنظار عن الحكام العرب من أجل استمرار تدفق النفط وبقية الثروات يعتبر أكبر خطإ.
لما تقوم ديمقراطيات في البلاد العربية تتكامل الأدوار من خلال اتساع مجال التجارة العالمية والصناعة وكل يأخذ حقه دون نهب أو استنزاف.
المعارضون تقمعهم أمريكا بالسعودية وبالإمارات ليزداد ترامب ثراءا .