لندن – “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا قالت فيه إن جماعة موالية لإيران تقوم بنشر الأخبار الزائفة على الإنترنت. وأشارت في البداية إلى علي الأحمد وقالت إنه من الناقدين المعروفين للحكومة السعودية حيث تلقى العام الماضي تغريدة من امرأة مصرية تعيش في لندن وزعمت أنها هي الأخرى معارضة سعودية.
ولكن الأحمد المقيم في واشنطن شك بالمرأة التي عرفت نفسها باسم منى إي رحمن، وقال “صورتها تبدو مصطنعة مثل عارضة أزياء”. ولاحظ أن لغتها العربية ليست قوية وبدا من رسالتها أنها كانت تستخدم لوحة مفاتيح فارسية.
وبعد ذلك أرسلت إليه مقالا يبدو أنه مأخوذ من مركز بيلفر للعلوم والشؤون الدولية في جامعة هارفارد ويتحدث عن آخر التطورات في السياسة الإسرائيلة. ويحمل المقال شعار المركز واسم جامعة هارفارد لكن العنوان البريدي وإن بدا أنه للمركز كان خطأ. وجاء في المقال أن وزير الدفاع الإسرائيلي عزل من منصبه بعد اكتشاف أنه عميل روسي. وتقول الصحيفة إن ما وصل إلى الأحمد هو ما وصفه تقرير جديد من “سيتزن لاب” بجامعة تورنتو عملية تأثير إيرانية يستخدم فيها مواقع انترنت ومنابر التواصل الإجتماعي لنشر مقالات مزيفة ومهاجمة أعداء إيران. وبحسب التقرير فلدى العملية بعد إبداعي آخر، فعندما يقوم الإعلام الرئيس بالتقاط المقالة أو الخبر المفبرك تقوم بحذفه بدرجة لا يمكن لأحد متابعته. وتقول غابرييل ليم، الزميلة في “سيتزن لاب” إن “القصص المزيفة المحذوفة حققت نوعا من الإهتمام الإعلامي” وأضافت “جعلوا من الصعوبة بمكان على المستخدمين التعرف على ما يجري عندما قاموا بإخفاء المصدر الأصلي لعملية التضليل”. ووصفت ليم العملية الموالية لإيران بأنها “خط تجميع واسع للتضليل”، مشيرا إلى أنها تعمل منذ عام 2016. وقالت: “لقد نشروا قصصا كاذبة ووضعوها على مواقع تم استنساخها. وبعد ذلك قاموا بتكبيرها وحملوها بالنقد المعروف لإسرائيل والولايات المتحدة والسعودية”. واعترافا بالدور الذي لعبته العملية أطلق “سيتزن لاب” على تقريره اسم “ذبابة مايو التي لا تنتهي” وهي ذبابة تقوم بغمر المحاصيل في الصيف بمجموعات كبيرة. ولكن المركز الكندي ليس متأكدا إن كانت الحكومة الإيرانية هي التي مولت العملية. ولكنه لاحظ كيف قامت شركتي فيسبوك وتويتر بإزالة مئات الحسابات المرتبطة بالعملية في آب (أغسطس).
وقالت شركة فيسبوك إن هذه الحسابات لها علاقة بالإعلام المرتبط بالدولة الإيرانية. وقال إيتين مانيير من “سيتزن لاب” الذي شارك في التقرير إن مقالات العملية المؤيدة لإيران غالبا من عكست مواقف الحكومة في طهران. ويقول راز زيميت، الخبير بشؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي، التابعة لجامعة تل أبيب والضابط السابق في الإستخبارات الإسرائيلية إن إيران تحولت للعمليات الألكترونية وحملات التأثير بسبب ضعفها العسكري. وأضاف أن عملية تصعب ملاحقتها يسمح لها بأن “تحافظ على الغموض الذي يجنبها المواجهة المفتوحة مع أعدائها المتفوقين عليها عسكريا”. ومن خلال إنشاء مواقع يمكن التخلص منها بسهولة فقد استخدمت العملية أساليب تشبه عمليات التصيد وانتحال مواقع الآخرين. حيث يتم خلق مواقع بأسماء مؤسسات معروفة. فمثلا انتخلت العملية موقعا باسم “ذا غارديان” وآخر باسم “ذا أتلانتك”. ولفتت العملية المؤيدة لإيران نظر الباحثين في نيسان (إبريل) 2017 عندما قام مستخدمون في “ريديت” بملاحظة مقال عن البريكسيت والذي بدا أنه مأخوذ من صحيفة إندبندنت البريطانية ولكنه جاء من موقع باسم الصحيفة وإن بتغيير في العنوان. وعندما حاول المستخدمون العودة لنفس المقال في العنوان المرفق لم يستطيعوا بعدما تم حذف المقال المزيف. وحدد “سيتزن لاب” 73 موقعا قامت المجموعة بخلقها و 135 مقالا بديل و 11 هوية مزيفة مثل منى إي رحمن وعادة ما تم استخدامها كمؤلفين للمقالات المزيفة.
وقام صحافيون بالكشف عن زيف مقالات معينة والتي اعتقدوا أنها جزء من حملة تضليل روسية. إلا أن العملية في مجملها لم يكشف عن علاقتها بالمصالح الإيرانية. وبحسب سيتزن لاب فالمجموعة لا تزال ناشطة مع أن ملامح واسعة من عمليتها أوقفت. ويقول جون سكوت ريلتون، الباحث في سيتزن لاب ” على السطح لا يبدو أنهم خلقوا حملات إعلانية واسعة”، إلا آن المقالات المفبركة عن المسؤولين الإسرائيليين نالت إعجاب مسؤول استخبارات إسرائيلي سابق وقال إن المقالات “تظهر فهما لعالم الإنترنت”.
يتخذ مؤيدو إيران من السويد خصة والدول الاسكندنافية عموما منصة لهذه الأفعال الالكترونية.