“نيويورك تايمز”: قوات أمريكية تقاتل مع القوات التونسية تنظيم “القاعدة”

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

لندن-“القدس العربي”:
تحت عنوان “الولايات المتحدة وتونس تقاتلان المتشددين معاً ولكن لا تسأل عن الأمر”، هو تقرير أعده كل من ليليا بليز وإريك شميدت وكارلوتا غال في صحيفة “نيويورك تايمز” وبدأ الصحافيون تقريرهم بالإشارة للمعركة التي خاضها جنود المارينز قبل عامين ضد عناصر القاعدة على الحدود التونسية مع الجزائر وجرح في المعركة جندي تونسي وآخر من المارينز، وحصل عنصران من المارينز على جائزة الشجاعة نظراً لدورهما في المعركة.

سعت القوات الأمريكية للتواجد وبهدوء على الأراضي التونسية وخلال السنوات الماضية. ويقوم حوالي 150 أمريكيًا بتدريب ونصح الضباط التونسيين في أكبر عملية مكافحة إرهاب على القارة الإفريقية.

لكن التفاصيل عن المعركة التي حصلت في شباط (فبراير) 2017 لا تزال غير واضحة لأن للحساسية التي تشعر بها الحكومة التونسية جراء وجود قوات مارينز على أراضيها. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن المعركة جرت في دولة “مضيفة” في شمال أفريقيا. ورفضت الحكومة التونسية تأكيد أن شيئاً وقع على الإطلاق. ففي العام الماضي عندما ظهرت تقارير عن معركة في الموقع الخاص “تاسك أند بيربوز” والذي يركز على شؤون المحاربين السابقين نفت وزارة الدفاع التونسية المعلومات الواردة في التقرير. وقالت إن “وجود القوات الأمريكية في تونس هو من أجل التعاون والتدريب وليس المشاركة في عمليات”. وفي الحقيقة وسعت القوات الأمريكية حضورها وبهدوء على الأراضي التونسية وخلال السنوات الماضية. ويقوم حوالي 150 أمريكيًا بتدريب ونصح الضباط التونسيين في أكبر عملية مكافحة إرهاب على القارة الإفريقية حسب مسؤولين أمريكيين. إلا أن المعركة التي أكدها مسؤولون أمريكيون وخبراء أمن هي مثال واضح عن المخاطر التي تواجهها القوات الأمريكية وهي تحاول مساعدة حلفائها في شمال أفريقيا ضد جماعات القاعدة وتلك المتحالفة معها.

العمليات العسكرية بعدد من الدول الافريقية لا يتم الحديث عنها خوفاً من تعريض القوات الأمريكية للخطر ولرفض القوى السياسية في شمال أفريقيا للتدخل الغربي في المنطقة.

وتشير الصحيفة إلى أن مشاركة أمريكا في عدد واسع من العمليات العسكرية بعدد من الدول الافريقية لا يتم الحديث عنها خوفاً من تعريض القوات الأمريكية للخطر ولرفض القوى السياسية في شمال أفريقيا للتدخل الغربي في المنطقة. ويظل التعاون مهمًا في وقت تخفف فيه البنتاغون من عملياتها في القارة، خاصة غربها وتحول جهدها لمواجهة الخطر النابع من الصين وروسيا. وفي شهادة له في شباط (فبراير) أمام الكونغرس، قال الجنرال توماس جي ووولدهاوسر، قائد القيادة المركزية الأفريقية: ” تونس هي واحدة من أكثر الشركاء كفاءة واستعداداً”. ومن بين الفرقة المكونة من 150 جندياً شاركت قوات مارينز ومن قوات العمليات الخاصة في معركة عام 2017. وتقوم طائرات استطلاع بعمليات تجسس من القاعدة الجوية خارج مدينة بنزرت لملاحقة والكشف عن أي مجموعة تحاول الدخول إلى البلاد من ليبيا أو أي منطقة أخرى. وطلبت الولايات المتحدة السماح لها القيام بطلعات من القواعد الجنوبية في البلاد حيث الجو أفضل إلا أن التونسيين أكدوا على أهمية سرية التعاون. وهناك مظاهر أخرى من زيادة التعاون بين واشنطن وتونس من خلال السترات الواقية والبنادق والمناظير الليلية وطائرات الاستطلاع والزوارق البحرية للمراقبة واللاسلكي والمعدات للكشف عن المتفجرات. ووصلت قيمة الدعم الأمريكي لتونس في 2017 إلى 119 مليون دولار أي بزيادة نسبية عن 12 مليوناً في عام 2012. وتعد تونس التي ولدت فيها انتفاضات الربيع العربي وأطاحت بنظام زين العابدين بن علي، قصة نجاح وحيدة من الثورات الأخرى إلا أن البلد يعاني للسيطرة ومنع القاعدة والجماعات المتشددة الأخرى والتي استغلت الوضع وحاولت بناء شبكات لها داخل تونس. وبدا الوضع من خلال الهجوم على السفارة الأمريكية في تونس عام 2012 وبعد ثلاثة أيام من قتل متشددين في ليبيا السفير الأمريكي هناك وقتل معه أربعة جنود أمريكيين. وفي عام 2013 اندلعت أعمال شغب واغتيال شخصيتين سياسيتين على يد أتباع القاعدة. وأنشأت جماعة أنصار الشريعة، فرع القاعدة حضور لها في جبال القصرين القريبة من الحدود الجزائرية حيث جرت المعركة في عام 2017. ثم زادت الهجمات ضد الشرطة وفي عام 2015 جرت مذبحتين الأولى في متحف باردو في تونس والثانية في منتجع في مدينة سوسة الساحلية. وقتل في الأولى 22 شخصاً والثانية 39 شخصاً معظمهم سياح. وفي آذار (مارس) 2016 شن الجهاديون هجوماً على بلدة بن قردان على الحدود مع ليبيا. وبحسب دبلوماسيين ومسؤولين تونسيين فقد نجحت السلطات ومنذ 2015 بتفكيك شبكات الجهاديين إلا أن المخاطر لا تزال قائمة. ويقول مات هيربرت مدير “ماهربال” وهي شركة استشارات استراتيجية تونسية “لم تعد خلايا الجهاديين قادرة على جذب تعاطف السكان”، ولهذا لجأت لترويعهم.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2018 قامت انتحارية بمهاجمة شارع الحبيب بورقيبة، وأدت لجرح 20 شخصاً. إلا أن الحادث أثار مخاوف الحكومة التي استثمرت في مكافحة الإرهاب. ورغم تحسن القدرات اللوجيستية إلا أن البلاد لا تزال تعاني من صعوبة في التحكم بحدودها الطويلة مع ليبيا والجزائر والتي تستخدمها الشبكات الجهادية. وتذكر المعركة في عام 2017 على تصميم الجماعات الجهادية وسط الجهود الأمريكية – التونسية المشتركة. وكانت عناصر المارينز في مهمة مشتركة مع القوات التونسية في منطقة القصرين عندما دخلت في معركة حامية ضد مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وتم الحظر على نشر معلومات عن العملية لحماية القوات وللحساسيات السياسية. وفي مقابلة مع كمال عكروت، مسؤول الأمن القومي التونسي لم ينف أو يؤكد المعركة. وقال “لدينا تعاون مكثف مع الامريكيين وكذا مع الدول الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول تونس الفتاة:

    نحن نتعاون مع أصدقائنا من العالم الحر الذين نتقاسم معهم القيم الإنسانية و الحرية و الديمقراطية….لسحق آخر جيوب الإرهاب و الخراب و إنهاء المجرمون القتلة المتشبعون بفكر التوحش….الذين ذبحوا اخيرا مواطن و فخخوا جثته لقتل من يعثر عليه ….اى وحوش هذه التى لازم نتعاون مع الشيطان نفسه و ليس فقط مع دول ديمقراطية مثل الدول الغربية لانهائهم فى جحورهم ….

إشترك في قائمتنا البريدية