نيويورك تايمز: لماذا لجأ بوتين بسرعة للتهديد النووي؟

رائد صالحة
حجم الخط
7

نيويورك- “القدس العربي”: قامت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعمل مثير للإعجاب للتحقق من جهود التضليل الروسي من خلال الكشف عن تقييمات المخابرات الأمريكية لنوايا موسكو وحشد الدعم السياسي الموحد للسيادة الأوكرانية، ولكنها لم تتحدث عن التهديد الروسي الضمني باستخدام الأسلحة النووية، حيث قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب الغزو أن “أي شخص يحاول الوقوف في طريقنا سيواجه عواقب مثل تلك التي لم نشاهدها في التاريخ، وأمر وزير دفاعه بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب، وفقا لملاحظات جوناثان ستيفنسون وستيفن سايمون في مقال نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.

 موقف الولايات المتحدة المتسم بضبط النفس قد يضر بموقفها في أماكن أخرى، وخاصة فيما يتعلق بحسابات إيران وإسرائيل فيما يتعلق بالقوة النووية

وبحسب ما ورد، قال بايدن مراراً إن الولايات المتحدة لن تتصرف بطريقة قد تجعل القوات الأمريكية أو قوات الناتو على احتكاك مع القوات الروسية، وأكد بأنه لن يخوض الحرب العالمية الثالثة في أوكرانيا.
وبالنسبة لستيفنسون و سايمون، فقد كان يجب على الولايات المتحدة أن تظهر القليل من الاحترام لمحاولة بوتين ممارسة التهديد بالأسلحة النووية، ليس فقط من أجل دعم أوكرانيا ولكن، ايضاً، من أجل ضمان الاستقرار الجيوسياسي العالمي في المستقبل، وقالا إن بوتين قدم إلى الاستراتيجيين موقفاً لم يواجهوه من قبل: رئيس مارق يستخدم التهديد النووي للغزو، مع الإشارة إلى أن هذا هو السبب الرئيسي لدول مثل إيران وكوريا الشمالية وكوريا الشمالية لبناء أو نشر أسلحة نووية.

 بوتين يخشى التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة، ولهذا جاء التهديد النووي

ويعتقد الكاتبان أن موقف الولايات المتحدة المتسم بضبط النفس قد يضر بموقفها في أماكن أخرى، وخاصة فيما يتعلق بحسابات إيران وإسرائيل فيما يتعلق بالقوة النووية، وأوضحا أن أمريكا طورت مع الحلفاء إطاراً للردع التقليدي والنووي في الستينيات من القرن الماضي، حيث ابتكر “هيرمان كان” نظرية “سلم تصعيد” التي تحدد مستويات معينة من التوسع العسكري، وكان المفتاح هو الحفاظ من خلال التفوق العسكري على القدرة على ردع العدو على كل مستوى.
وما يخشاه بوتين على الأرجح هو التفوق العسكري التقليدي للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في كل مستويات الحرب باستثناء المستوى النووي، ولهذا جاء تهديده النووي السابق لأوانه، والذي يحاول استبعاد خيارات حلف الناتو العسكرية المحدودة.

التهديد الروسي باستخدام الأسلحة النووية لا يتناسب مع “عقيدة موسكو” ولكنه يتناسب مع قدراتها

وبالنسبة لروسيا، هناك عدة شروط للاستخدام النووي، من بينها إطلاق صاروخ نووي ضد روسيا او القيام بهجوم فعلي أو وشيك على البنية التحتية للقوات النووية الرادعة أو أي عدوان خارجي يعرض وجود الدولة الروسية للخطر، وعندما أصدر التهديد النووي، أثار بوتين ضمناً مبدأ “التصعيد لنزع التصعيد” لاستباق الإجراءات التقليدية واسعة النطاق من قبل الناتو، والمبدأ لا يتناسب مع أي من السيناريوهات العقائدية المذكورة سابقاً ولكنه يتوافق مع قدرات موسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سالم:

    الدول تستخدم قدراتها العسكرية التي توفر لها الوصول إلى اهدافها، لو كان عند العراق قدرة نووية ما تم احتلالها وتشريد اهلها
    هذه حقيقة الحياة وقوانينها، إن لم تكن ذئبا اكلت الذئاب.

  2. يقول ميساء:

    لأن الرجل يعي ما يفعل،. وما يقول، اللهم انصر اخواننا في فلسطين واكسر اللهم شوكة المحتل اللعين كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا آمين آمين آمين يارب العالمين

    1. يقول Abbas Abduljawad:

      إن لم تكن ذئبا اكلتك الكلاب
      نحن العرب حاليا تاكل لحومنا الكلاب

  3. يقول باسم:

    الجبناء يلجأون الى التهديد النووي لانهم ضعفاء. ان كنتم رجال عظماء نفذوا تهديدكم واقضوا على البشرية.

  4. يقول Amjad zahid:

    لأنه يعرف رعبهم من السلاح النووي!! مجرد ذكره لهم سيجعلهم يفرون هاربين مذعورين!!! وبذلك يحصل على النتيجة بدون استعماله!!

  5. يقول عبد الكريم البيضاوي:

    ليس من لاشيء هناك لعبة قاتبة تسمى بـ : ” الروليت الروسي “.
    وهو أن يضع الشخص في مسدس رصاصة واحدة فقط والعادة أن المسدس يحوي 6 رصاصات فيقوم بتدوير أسطوانة االمسدس بدون أن يعلم أن الرصاصة الوحيدة هذه قد وضعت في بيت النار – كمال يقال – أم لا ؟ بعدها يضع المسدس على رأسه ويضغط على الزناد.
    اللعبة القاتلة ابتكرت في روسيا للمقامرة – حيث الاستيلاء على مال المتوفى – أو للعناد وإظهار الشجاعة. أرى الحال نفسه في تهديدات بوتين , أتعلق الأمر بالقوة النووية أو بضغوطات الغاز مقابل الروبل. كان على بايدن أن يلعب معه نفس اللعبة. بمعنى كالقول : ” تفضل واستعمل قوتك النووية , فإن فعلت فاعلم أن روسيا سوف لن تبق على الخارطة.”
    في مسألة الغاز والروبل فطن الأوروبيون للعبة , بوتين حدد يوم أمس باليوم الفاصل إما الروبل مقابل الغاز أو قطع الإمدادات. ألمانيا وفرنسا أجابتا ” إقطع , سوف لن ندفع بالروبل ” النتيجة كانت : لاشيء, الغاز لايزال يتدفق بصحبة مقولة العرب الشهيرة : ” سوف نرد في الوقت المناسب ” لارد ولا هم يحزنون. سياسة روسية عربية .

    1. يقول عبد الكريم البيضاوي:

      لعبة قاتلة.

إشترك في قائمتنا البريدية