نيويورك- “القدس العربي”:
حاول الرئيس الأمريكي مراراً تفسير ردوده الفاترة على قضية مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي وعدم معاقبة السعودية، وولي عهدها، محمد بن سلمان، بسبب أن “الأمر وقع في تركيا، وهو ليس مواطنا أمريكياً” على حد تعبيره، ولكن ماذا لو كان هناك بالفعل سجناء يحملون الجنسية الأمريكية في المعتقلات السعودية، كيف ستكون ردة فعل ترامب إذا اختفت حجته المرفوضة؟
قصة المعتقل وليد فتحي تحمل الإجابة على “أكاذيب” ترامب وتبريراته الواهية على حد تعبير صحيفة “نيويورك تايمز” التي تناولت القصة بعناية، فالرجل يحمل الجنسية الأمريكية إضافة إلى جنسية بلاده، ولكنه ما زال معتقلا في السجون السعودية دون تهمة واضحة، أما إدارة ترامب الحريصة على حقوق المواطنين فلم تتدخل وكأن المعتقل لا يحمل الجنسية الأمريكية.
اعتقلت السلطات السعودية الطبيب وليد فتحي في نوفمبر/ تشرين الثاني، احتجزته في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض مع عشرات من الأمراء ورجال الأعمال والوزراء السابقين ولكنهم خرجوا بينما نُقل الطبيب فتحي إلى سجن دائم.
واتضح فيما بعد، وفقا للعديد من المحللين، أن الاعتقال لم يكن بسبب تهمة محددة، وإنما لأنه لم يكن ينسجم مع واقع المملكة الجديدة التي يؤسس لها ولي العهد، محمد بن سلمان، وقد تساءلت ” نيويورك تايمز” قبل أيام، لماذا لا يطالب ترامب السلطات السعودية بالإفراج عن هذا المواطن الأمريكي؟
وقال الكاتبان ديفيد كيركباتريك وبن هابرد، إن ترامب أوضح في بياناته الأخيرة بشأن السعودية على خلفية قضية مقتل خاشقجي أنه يضع مسائل حقوق الإنسان في الخارج في مرتبة متأخرة عن اهتمامات أمريكية أخرى، مثل العقود العسكرية السعودية وأسعار النفط، على الرغم من تفاخره بمعاركه من أجل إطلاق سراح أمريكيين محتجزين في الخارج، مثل القس أندرو برونسون، الذي فرضت الإدارة الأمريكية من أجله عقوبات على تركيا حتى تطلق سراحه.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أن الدكتور وليد فتحي أمضى بعضا من سنوات حياته المفعمة بالنشاط في الولايات المتحدة، حيث حصل على شهادته من جامعة جورج واشنطن، ثم أكمل دراسته العليا وتدريبه في جامعة هارفارد.
وكان فتحي مواطنا أمريكيا نموذجيا، وكان اسمه مسجلا في قوائم الناخبين بولاية ماساتشوستس، ولكن ذلك لم يشفع له في السعودية، فقد انتزعه رجال الأمن من بين أهله في جوف الليل لتحتجزه السلطات عدة أسابيع في “ريتز كارلتون” قبل زجه في سجن الحاي، دون محاكمة أو اتهام رسمي.
فتحي لم يكن معارضا، ولم يكن يتحدث في أمور السياسة ولكنه طبيب لامع وإداري ناجح، وتم تكريم إنجازاته العلمية في أكثر من مناسبة ولكن ذلك لم يمنع من اعتقاله.
وتعاطف كثيرون مع فتحي، ومن بينهم الصحافي المغدور، جمال خاشقجي، الذي كتب تغريدة على تويتر جاء فيها: “ما الذي أصابنا؟ كيف يعتقل شخص كالدكتور وليد فتحي وما مبررات ذلك؟ وبالطبع الجميع في عجز وحيرة”.
الجواب واضح کوضوح الشمس وسط النهار. الرجل عربی و ربما مسلم او مسیحی و هل ترید من ترامپ فرعون العصر ان یدوخ راسه بشخص عربی؟