لندن- “القدس العربي”: قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن الرئيس جو بايدن يريد، متأخرا، أن يترك انطباعا جيدا لدى القادة الأفارقة في قمتة، التي سيعقدها في واشنطن، مشيرة إلى أن الصين وروسيا وتركيا والإمارات تتنافس في التأثير على القارة.
وقال معد التقرير ديكلان وولش إنه تم الاحتفاء بالقادة الأفارقة في روسيا بمنتجع على البحر حيث تم وضع مقاتلات عسكرية للبيع خارج قاعة القمة. وفي الصين تناول القادة الطعام مع الرئيس شي جينبنغ، وتلقوا استثمارات بقيمة 60 مليار دولار. وفي تركيا حصلوا على دعم لمقعد دائم في مجلس الأمن في الأمم المتحدة.
وسيحط القادة الأفريقيون رحالهم في واشنطن لحضور قمة أفريقية يوم الثلاثاء برئاسة بايدن، في آخر دفعة من دولة أجنبية للحصول على التأثير وتقوية العلاقات مع القارة السمراء، التي زاد تأثيرها بشكل كبير خلال العقد الماضي.
وطالما هيمنت الصين على التكالب الجيوسياسي والعسكري والاقتصادي، وانضمت إليها في السنوات الأخيرة روسيا وتركيا والإمارات. وظلت الولايات المتحدة في هذه المعركة التنافسية في الخلف، وهو تراجع تريد إدارة بايدن عكسه في القمة المرتقبة، والتي ستستمر 3 أيام وستشمل لقاءات بمستويات رفيعة ومبادرات جديدة وعقودا تجارية ومأدبة عشاء كبيرة في البيت الأبيض.
وتضيف الصحيفة أن القادة الأفريقيين تعودوا على الحفاوة من المهتمين الأجانب، وستكون واشنطن توقفا آخر فيما أصبح “سيركا دوليا” من القمم الأفريقية التي عقدت في الصين وتركيا وفرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي.
ومع هبوط الطائرات الرئاسية لأربعين رئيسا أفريقيا في واشنطن بات السؤال “ما الذي سيقدمه بايدن لهم وما يريدونه”.
وقالت موريثي موتيكا، مديرة أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، “من الناحية التقليدية نظرت الولايات المتحدة لأفريقيا كمشكلة بحاجة للحل”، إلا أن المتنافسين معها نظروا للقارة كمكان للفرص ولهذا السبب فهم متقدمون عليها و”ليس من الواضح إن كان هذا المؤتمر سيغير ذلك”.
موريثي موتيكا: من الناحية التقليدية نظرت الولايات المتحدة لأفريقيا كمشكلة بحاجة للحل، إلا أن المتنافسين معها نظروا للقارة كمكان للفرص ولهذا السبب فهم متقدمون عليها
ويقول أكبر دبلوماسي أفريقي إن القادة الأفارقة يريدون أن يُسمع صوتهم. ويعلق ماكي سال، الرئيس السنغالي السابق ورئيس الاتحاد الأفريقي حاليا، “عندما نتحدث، عادة لا يستمع إلينا وإن استمع إلينا في بعض الحالات فبدون اهتمام كاف”. وأضاف، في مقابلة أجريت معه في العاصمة السنغالية دكار، “ما نريده التغيير، وأن لا يقول أحد لنا لا، أو لا تعمل مع هذا أو ذاك. فقط اعملوا معنا، فنحن نريد العمل والتجارة مع الجميع”.
وتغير الكثير منذ قمة باراك أوباما عام 2014، فقد زادت التجارة الصينية مع القارة، ونمت بأرقام قياسية إلى 261 مليار دولار وكذلك الدين الأفريقي للصين.
وبالمقارنة، فقد تراجعت التجارة الأمريكية مع القارة إلى 64 مليار دولار، أي 1.1% من التجارة الأمريكية العالمية. وأصبحت روسيا أكبر مزود للسلاح للدول الأفريقية وقوة يحسب لها حساب في ساحات واسعة من القارة. إلى جانب مرتزقة فاغنر الذين تزودهم لدعم الأنظمة المهتزة مقابل التنقيب عن المعادن. وافتتحت تركيا العديد من السفارات في القارة وعقدت الشركات التركية عددا من العقود لبناء المطارات والمساجد والمستشفيات وملاعب الرياضة وحتى في محاور غير محتملة مثل الصومال. وبنت الإمارات موانئ على البحر الأحمر وقدمت أسلحة لأثيوبيا.
أصبحت روسيا أكبر مزود للسلاح للدول الأفريقية وقوة يحسب لها حساب في ساحات واسعة من القارة. إلى جانب مرتزقة فاغنر الذين تزودهم لدعم الأنظمة المهتزة مقابل التنقيب عن المعادن
وظلت المشاكل التي عرقلت النمو مثل الفقر والنزاعات وتهديد المجاعات والفساد قائمة، لكن القارة أصبح لديها نقاط قوة. ففي الوقت الذي تراجعت فيه معدلات الولادة في أماكن أخرى زادت في أفريقيا وستتضاعف المعدلات بحلول عام 2050، إذ سيشكل سكان القارة ربع سكان الكرة الأرضية، وستصبح القارة سوقا ضخمة محتملة لاحتياطات المعادن الضرورية لصناعة السيارات الكهربائية في المستقبل. وتعتبر الغابات الأفريقية من أكثر الأماكن المهمة لامتصاص الكربون في العالم. كما أن بصمات القارة الأفريقية الثقافية في توسع مستمر، مثل الإيقاع الموسيقي النيجيري المعروف حول العالم وكذلك صناعتها السينمائية “نوليوود”. وقطاع التكنولوجيا المزدهر في مناطق مثل كينيا والذي برز كقطاع للإبداع و”سوفت وير” الرخيص.
وغيرت مظاهر القوة النبرة في العلاقات بين القارة والدول الثرية. وفي زيارة لأوباما عام 2009، قال إنه حمل رسالة حب صعبة، أي دعم الولايات المتحدة للقارة في وقت تتحمل فيه دولها مسؤولية مشاكلها. وفي هذه الأيام يتحدث المسؤولون الأمريكيون عن الشراكة والقيم المشتركة. وقال وزير الخارجية انطوني بلينكن إن أفريقيا أصبحت “قوة جيوسياسة عظيمة”. وأضاف في جولة له في آب/أغسطس أن أفريقيا هي “واحدة شكلت ماضينا وتشكل حاضرنا وستشكل مستقبلنا”.
وما هو ليس واضحا إن كان الكلام سيتوافق مع الفعل. ففي سلسلة من الإحاطات قال المسؤولون الأمريكيون إن القمة ستشمل على إعلان مبادرات تجارية ودعم “للاقتصاد الرقمي” كما وسيعلن بايدن عن دعمه لانضمام الاتحاد الأفريقي لمجموعة الـ20، وتمثيل أوسع للقارة في المؤسسات الدولية، مثل صندوق النقد الدولي. وستكون هناك مبادرات للاستفادة من الشتات الأفريقي في دعم مشاريع تعليمية ومناخية وتعاون مع ناسا في برامج فضاء. ويتوقع دليل للمؤتمر، حصلت عليه الصحيفة، نموا في “اقتصاد الفضاء” في القارة بنسبة 30% بحلول 2024. وهي فرصة كي تساعد من خلالها أمريكا في حل مشاكل الأمن وتطوير التكنولوجيا والتغيرات المناخية والصيد غير الشرعي والتعدين.
ولا توجد أدلة على خطط لإعلان بايدن عن سياسة خاصة به أسوة بالإدارات السابقة. فجورج دبليو بوش أعلن عن برنامج لمواجهة الإيدز وهو ما كلف 100 مليار دولار وأنقذ حياة 25 مليون شخص. ودعم أوباما مبادرة “الطاقة الكهربائية” لـ60 مليون أفريقي. وفي القمة الحالية، فإن رؤية بايدن أوسع، إذ تقوم على بناء “شراكات في القرن الحادي والعشرين” حسب جاد ديفيرمونت، مدير أفريقيا في مجلس الأمن القومي. وقال إن العقد المقبل سيشكل النظام العالمي والأصوات الأفريقية مهمة للنقاش. وفي قمم أخرى يعود القادة الأفارقة باستثمارات صينية وأسلحة روسية وصفقات مسيرات تركية، ولهذا يرى المحللون ان الحديث عن الشراكات والتعاون من أمريكا قد لا يكون كافيا.
في قمم أخرى، يعود القادة الأفارقة باستثمارات صينية وأسلحة روسية وصفقات مسيرات تركية، ولهذا يرى المحللون أن الحديث عن الشراكات والتعاون من أمريكا قد لا يكون كافيا
وقالت ميشيل دي غافين، من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن “قادة أفريقيا لا يريدون أخذهم لتناول آيس كريم” بل يريدون “تخفيف الدين ويريدون التعويضات عن الخسائر، وإلغاء الملكية الفكرية”.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنهم سيحاول انتهاز القمة وإحياء قانون إنعاش النمو في أفريقيا، الذي أقرته إدارة بيل كلينتون.
وتحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات دبلوماسية واسعة مع القارة ولعبت دورا في حل الأزمة الأثيوبية، ولديها حضور في الصومال حيث تشارك في مواجهة حركة الشباب، وتدعم القارة بمليارات الدولارات وأكثر من الصين أو روسيا.
وفي ساحة مزدحمة بالمتنافسين يعرف قادة أفريقيا أن لديهم خيارا، الميل نحو قوة للاستثمارات وأخرى للسلاح، ولا يريدون اختيار طرف واحد. ففي الحرب في أوكرانيا، رفض عدد من قادة القارة دعم إدارة بايدن وحاولوا الحفاظ على علاقاتهم مع روسيا. ويقول مسؤولون إنهم قد يتجنبون ذكر الصين التي توصف بـ “فولدومرت” في روايات هاري بوتر.
أمريكا هي أمريكا الأمس و اليوم و غدا .. لن تعطي لافريقيا شيئا بل ستصدر لها كل أنواع الشرور
صدقت والله ✅
كل التحية و التقدير للرئيس الجزائري الذي رفض الحضور و كلف رئيس الحكومة لينوب عليه …صعب على بعض الرأساء الأفارقة فعل ذلك
قلنا لكم الجزائر ر دولة ذات سيادة و تفرض احترامها على الجميع ✅