لندن – “القدس العربي”: نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا الشهر الماضي بمناسبة سفر أول رجل إماراتي مع رحلة إلى الفضاء.
وفي مقال كتبه كينث تشانغ قال إن هزاع المنصوري هو أول إماراتي يسافر إلى الفضاء. وقال إن سفره هو جزء من طموح للدولة الخليجية لبناء برنامج فضاء في بلد لا تتجاوز مساحته ولاية مين.
وقلل التقرير من أهمية رحلة المنصوري، وقال إن مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي اشترى مقعدًا على الكبسولة الفضائية سويوز من وكالة الفضاء الروسية بالطريقة نفسها التي اشترى بها سائحو الفضاء الأثرياء رحلات إلى المحطة الفضائية. هذا هو السبب في أن وكالة ناسا تشير إلى السيد المنصوري باعتباره “مشاركًا في رحلات الفضاء” وليس رائد فضاء محترفًا.
وقال الكاتب إن الإمارات تتحدث عن إرسال سفينة فضاء في العام المقبل إلى المريخ، ويتحدث المسؤولون فيها عن استعمار الكوكب الأحمر في القرن المقبل. وتأمل الإمارات أن يؤدي برنامج الفضاء لتدريب وتهيئة المهندسين المحليين في مرحلة ما بعد النفط. وسافر هزاع المنصوري، وهو كابتن طائرة أف-16، من خلال محطة الفضاء الدولية، في كبسولة فضائية سويوز على متن سفينة فضاء روسية انطلقت من كازخستان. وعلى متن السفينة، كان جيسكا مير من وكالة ناسا الأمريكية وأوليغ سكربتوشتكا من روسيا. وبعد رحلة استمرت ست ساعات، هبطت في المحطة الفضائية في الساعة 3:42 مساء حسب التوقيت الشرقي. وقال المنصوري في مؤتمر صحافي: “سأحاول تذكر كل لحظة من لحظات الانطلاق”، و”ذلك لأنه مهم لي كي أشاركه مع كل شخص ومع بلدي وكل العالم العربي”. وبعد ساعات أرسل تغريدة عن رحلته قبل عودته في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) مع اثنين من زملائه مخلفين وراءهم خمسة في المحطة الدولية.
وعن السبب الذي قررت فيه الإمارات إرسال رجل إلى الفضاء، يقول الكاتب إن رحلة المنصوري قصد منها القيام بتجارب ورحلات إلى المحطة باللغة العربية، لكنها تشير إلى فرص جديدة للبلد الذي يتطلع لدخول سباق الفضاء، فهي ليست واحدة من الدول التي شاركت في المحطة الدولية، وقبل عامين لم يكن لديها أي رجل فضاء أيضا. ففي كانون الأول (ديسمبر) 2017، كتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة أن بلاده ترغب ببدء برنامج رحلات بشرية إلى الفضاء.
وبدون سفينة فضاء أو صاروخ، اشترى الشيخ آل مكتوم مقعدا في كبسولة سويوز من وكالة الفضاء الروسية، بنفس الطريقة التي اشترى فيها الأثرياء الراغبون برحلات إلى الفضاء، ولهذا السبب وصفت ناسا هزاع المنصوري “بمشارك في رحلة فضائية” وليس رجل فضاء محترفا. ولم يتم الكشف عن السعر الذي دفعته الإمارات للمقعد.
ومن بين 4.000 شخص تقدموا للحصول على المقعد في سويوز، اختار المركز المنصوري وبديله سلطان النيادي. والمنصوري في عمر الخامسة والثلاثين وهو أب لأربعة أطفال. وسافر الاثنان إلى روسيا لتلقي التدريبات بما فيها مهارات النجاة في حالة هبطت الكبسولة سويوز بعيدا عن المسار.
وكتب المنصوري تغريدات عن تجربته بالعربية وأحيانا بالإنكليزية. وقالت الصحيفة إن المنصوري قام بعدد من التجارب كانت تنتظره في محطة الفضاء، فشركة نانوراكس، ومقرها هيوستون، تعاونت مع مركز محمد بن راشد آل مكتوم في المنافسة واختارت 32 تجربة لطلاب إماراتيين يدرسون أثر الوزن على العناصر مثل الرمل والفولاذ والإسمنت وبياض البيض.
وأعلنت نانوراكس عن افتتاح مكتب لها في أبو ظبي الشهر الماضي. وقال جيفري مانبير، المدير التنفيذي للشركة، إن “الإماراتيين جادون للتحول إلى دولة ترسل إلى الفضاء”. وأشار إلى تعاونهم مع الجميع مثل روسيا والصين والولايات المتحدة ووكالات الفضاء الأوروربية.
وكشفت يوروكونسالت، وهي وكالة استشارات دولية متخصصة في سوق الفضاء، أن الإمارات أنفقت 383 مليون دولار في العام الماضي، وهو أقل مما أنفقته الولايات المتحدة 383 مليار دولار أو الهند 1.5 مليار دولار ولكنه أعلى مما أنفقته كندا. ووقعت فيرجين غالاكتيك اتفاق تفاهم في شهر آذار (مارس) مع الإمارات لإنشاء فرع لها هناك. وتخطط الإمارات في العام المقبل لإرسال أول مهمة لها إلى المريخ، سفينة الأمل، ومن خلال صاروخ ياباني، وذلك لحمل معدات لدراسة نقص الهيدروجين من الأجزاء العليا لطبقة المناخ في المريخ.
وتتعاون في رحلة الأمل مع جامعة كولورادو وأريزونا وكاليفورنيا بيركلي. يذكر أن أول عربي يسافر إلى الفضاء كان سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، نجل الملك الحالي للسعودية، حيث سافر مع مهمة ناسا عام 1985 وهو يترأس وكالة الفضاء السعودية. وسافر الطيار العسكري السوري أحمد فارس على متن مير الروسية عام 1987.