لندن-“القدس العربي”:
قالت صحيفة “نيويورك تايمز” في افتتاحيتها إن الضغوط الأمريكية الأخيرة على إيران قد تزيد من الوضع سوءًا. وقالت إن الرئيس دونالد ترامب لم يخف رغبته بعزل إيران الفقيرة. فبعد خروجه من الإتفاقية النووية العام الماضي التي تفاوضت عليها إدارة الرئيس باراك أوباما وخمس دول أخرى شن ترامب حملة “الضغط الأقصى” من أجل تغيير سلوك إيران وربما قيادتها. وزاد ترامب من الضغوط هذه الأسبوع الماضي عندما أوقف الإعفاءات التي سمحت لثماني دول باستيراد النفط الإيراني. وعملت معظم هذه الدول على تقليل استيرادها للنفط الإيراني إلا أن ترامب يطالبها بالتوقف تماما أو مواجهة العقوبات الأمريكية. وقالت تركيا يوم الخميس إنها لم تجد مزوداً جديداً لها. وترى الصحيفة أن الهدف الذي يدفع به مستشار الأمن القومي جون بولتون يبدو واضحاً: خنق اقتصاد إيران الذي يعتمد على النفط وتهيئة الظروف لتغييرالنظام. ومع أن السعودية وعدت بزيادة الإنتاج وتعويض النفط الإيراني لكن هذا لا يمنع من مخاطر زيادة أسعاره. وترك الضغط الذي مارسه ترامب على ما يبدو أثره على الاقتصاد الذي دخل حسب صندوق النقد الدولي مرحلة الركود. فيما وصل التضخم إلى 40% . وبحسب التوقعات فسيتراجع نمو الاقتصاد الإيراني هذا العام بنسبة 6%. وتشير الصحيفة إلى أن وقف الاعفاءات على استيراد النفط الإيراني هو آخر تحول في المواقف الأمريكية ففي الشهر الماضي وضعت وزارة الخارجية الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية مما يفتح الباب أمام حظر السفر والعقوبات على الهيئات والشركات التي تتعامل معه. وهذه أول مرة تضع فيها واشنطن مؤسسة تابعة لدولة على قائمة الإرهاب. وتعلق الصحيفة أن الحرس الثوري وبلا شك منظمة خبيثة فهو ومنذ إنشائه عام 1979 لاعب مهم في حماية الثورة ولعب دوراً مهماً في العنف والمغامرات الإيرانية في العراق ولبنان وسوريا واليمن. وهو متجذر في الحياة الإيرانية ويقوم بفرض القوانين الإسلامية وقمع المعارضين ويتسيد الحياة الاقتصادية من ناحية إدارته مشاريع بناء وشركات هندسية وتصنيع سيارات.
وترى الصحيفة أن تفاصيل السياسة لم يتم التفكير بها جيداً وهي نتاج رغبة دفع بها ترامب قبل الإنتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان/إبريل ودعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفكرت إدارة جورج دبليو بوش والرئيس أوباما بتصنيف الحرس الثوري وتراجعا أمام تحذيرات البنتاغون التي قالت إن قراراً من هذا سيضر بالقوات الأمريكية في الخارج ولكن ترامب رفض النصيحة. وردت إيران بتنصنيف القوات الأمريكية في الشرق الأوسط كجيش إرهابي. وتفكر إدارة ترامب بمعاقبة الشركات الصينية والروسية والأوروبية التي تعمل مع إيران على تحويل برنامجها للسلاح النووي للأغراض السلمية ومشاريع طاقة. وبحسب موقع “بلومبيرغ” فقد سمح بالعمل على 3 مواقع لمدة 90 يوماً وبعدها ستقرر الإدارة في نهاية الفترة. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب نشاطات فلا تزال إيران ملتزمة بشروط اتفاقية عام 2015 والتي تضع قيوداً على برامج إيران النووية. إلا أن حملة الضغوط تقوي من معسكر المتشددين وهناك إشارات عن خروج طهران من الإتفاقية. وتختم “نيويورك تايمز” إن إدارة ترامب تلعب لعبة خطيرة مع إيران مما يفتح المجال أمام سوء حساب من أي طرف. وتقول إن الأعداء يمكنهم العثور على طرق للحديث وفتح قنوات اتصال تجنباً للمواجهة.