نيويورك تايمز: هل عارضت المخابرات تصريح كوشنر بسبب علاقاته الخارجية؟

إبراهم درويش
حجم الخط
0

لندن ـ “القدس العربي”:

وجهت صحيفة “نيويورك تايمز” أسئلة عن وإلى جارد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقالت في افتتاحية بهذا الشأن: “بالنسبة للرئيس ترامب، فزمن مراقبة الكونغرس تتشكل وتتحول إلى مسألة عالية، الرئيس وأبنائه الثلاثة، إيفانكا ودونالد جي أر وإريك وربما أصبحت العائلة كلها محلا للتحقيقات المتعددة. ولكن لن يتعرض أي واحد من أفراد قبيلة ترامب مثلما سيتعرض له صهره وكبير مستشاريه في البيت الأبيض جاردة كوشنر.

وكان هو من بين قائمة طويلة في “عالم ترامب” وأصدقائه ممن طلب منهم توفير وثائق إلى اللجنة القضائية في مجلس النواب التي تقوم بالنظر في تصرفات رئاسية شريرة.

 وجاء الطلب في وقت تزداد حدة النزاع بين كوشنر ولجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب. وهي اللجنة التي تقوم بالنظر في مزاعم تتحدث عن قيام ترامب بالضغط لحصول صهره على تصريح  أمني (عدم ممانعة) من الدرجة الأولى رغم معارضة مسؤولي الإستخبارات.

وتعلق الصحيفة أن البيت الأبيض سيتحدى الكونغرس في الحالتين متذرعا بالسلطات التنفيذية والتشريعية الممنوحة له. وأرسل مستشار البيت الأبيض القانوني بات سيبلون رسالة إلى رئيس لجنة الرقابة والإصلاح ألايجا كامينغز رافضا طلبه ومتحديا له إصدار مذكرات استدعاء. وكان رد كامينغز أنه سيتشاور مع زملائه في اللجنة وسيقرروا الخطوة التالية. وتعلق الصحيفة أن الإجراءات التي يقوم بها الديمقراطيون عن دور كوشنر المميز في بيت ترامب الأبيض أثار قلقا واسعا ذا ملمح خاص أكثر من كونه عن المحاسبة والكفاءة التي تربط عادة بمشكلة المحاباة العائلية.

 فعدم الإرتياح من اطلاع كوشنر على المعلومات السرية المهمة  يذهب أبعد من السياسة. فقد تردد المسؤولون الأمنيون في إدارة ترامب السماح لصهر الرئيس الحصول على المعلومات هذه، وفعل نفس الأمردونالد ماغان خلال عمله القصير كمستشار في البيت الأبيض.  وتجاوز الرئيس هذه النصيحة وأمر بمنح كوشنر التصريح الأمني في أيار (مايو). وترى الصحيفة أن الإعتراضات على التصريح ليس مجرد اعتراضات مرتجلة بل وقائمة على مراجعة وتفكير، فبعد  اتخاذ الرئيس قراره كتب ماغان الذي شعر بالقلق مذكرة داخلية فصل فيها اعتراضاته على منح كوشنر التصريح الأمني (عدم الممانعة) بما فيها اعتراضات سي آي إيه وكان واضحا في توصيته ضد أي تحرك باتجاه السماح له. وشعر جون كيلي، مدير طاقم البيت الأبيض بالحاجة لكي يكتب مذكرة يوضح إنه “أمر” من الرئيس لكي يعطي كوشنر ” عدم ممانعة أمنية”.

وتعلق الصحيفة إنه لو كان هذا صحيحا، فهذه نقطة اخرى قام فيها الرئيس بتضليل الرأي العام. ذلك أنه أكد في كانون الثاني (يناير) أنه لم يلعب أي دور في ترتيب حصول صهره على التصريح الأمني. وفعلت ابنته إيفانكا نفس الشيء نفسه حيث أكدت الشهر الماضي أن والدها “لا علاقة له فيما يتعلق بالتصريح الأمني لي أو لزوجي، صفر”. وتعلق الصحيفة أن هذه الأكاذيب هي مثيرة للقلق مثل حقيقة سخط المسؤولين في الإدارة والأمنيين لمنح كوشنر منفذا إلى أسرار الدولة المهمة. وتساءلت الصحيفة عن الأسباب الحقيقية التي جعلت سي آي إيه مترددة بمنح كوشنر منفذا إلى المعلومات السرية؟  ولماذا تواصل الوكالة حرمانه من الحصول على المعلومات السرية المصنفة؟ ولماذا طرح مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) أسئلة عن التأثير الأجنبي على كوشنر؟

 وكما جاء في تقرير “نيويورك تايمز” الشهر الماضي “لا يعرف مدى قلق المسؤولين الأمنيين من كوشنر. ولكن حجب تصريح عدم الممانعة عنه جاء بسبب الأسئلة التي طرحتها سي آي إيه وأف بي أي حول صلاته الأجنبية والتجارية خاصة المتعلقة بإسرائيل والإمارات العربية المتحدة وروسيا وذلك حسب عدة أشخاص مطلعين على الأحداث”. فيما زادت المعلومات غير الدقيقة التي قدمها كوشنر لمكتب التحقيقات الفدرالي بشأن تفاعله الأجنبي لقلق إضافي.

وبالإضافة لكل هذا فقد استهجن الكثيرون علاقته الخاصة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وهي علاقة استراتيجية مريحة عمل السعوديون بقوة على بنائها. وخوفا من تعرض كوشنر، الساذج في الشؤون الدبلوماسية الأجنبية للتلاعب على يد الأمير، قام كيلي بمحاولات للحد من اتصالات الرجلين وعمل على التأكد من وجود مسؤول من مجلس الأمن القومي أثناء المكالمات بينهما. ومع ذلك استمرت العلاقة بين كوشنر والامير وكبرت وصمدت أمام استنتاج الوكالات الأمنية الأمريكية من أن ولي العهد هو الذي أمر بقتل الصحافي جمال خاشقجي. ووسط رد الفعل الدولي الشاجبة للجريمة كان كوشنر من أشد المدافعين عن الأمير.

وتختم الصحيفة بالقول إن كوشنر ليس موظفا عادي في البيت الأبيض، فقد أوكلت إليه مهمة تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وهو المبعوث “النجم” الذي أرسله الرئيس إلى الحكومة السعودية. وبناء عليه، يحتاج الرأي العام لمعرفة السبب الذي جعل الوكالات الأمنية تشعر بالتوتر منه. وتقول إن وضع واحد من عائلة الرئيس على كرسي التحقيق الساخن أمر حساس. وسيشعر الناخبون بالغثيان وهم يراقبون زوجة الرئيس أو ابنته أو صهره يجيبون على أسئلة صعبة.  وهذا ليس مبررا لتجنبهم المحاسبة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية