نيويورك تايمز: وضع المرأة السعودية تغير والمكاسب متفاوتة

إبراهيم درويش
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته كيت كيلي، قالت فيه إن تقدم المرأة السعودية لا يزال متفاوتا رغم ثقافة التغيير وفرص العمل الجديدة والتي تتراوح من العمل إلى الزي وارتداء عباءة ملونة والمساحات الاجتماعية، لكن هناك محددات لهذا التقدم.

وتقول الكاتبة إن خلود التي تعمل في محل ضيّق لبيع الملابس التقليدية، كان قوسا من الألوان بمثابة الوحي. ففي الماضي كانت المرأة السعودية ترتدي نفس الثوب الأسود أو العباية. ولكن خلود (21 عاما) تقول إن هناك عباءات ملونة ولكل المناسبات، الزفاف ولقاء الصديقات والمقاهي وزيارة الأقارب. وتضيف: “العباءات الملونة كانت غريبة لنا في الرياض، أمر غير عادي. خلال عام تغير كل هذا، وأصبحت عادية هذه الأيام”.

وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وعد من خلال رؤية 2030 بتغييرات وفرص جديدة للمرأة. وتم الإعلان عن الرؤية في الملصقات والأعلام خلال العاصمة الرياض، ويقصد منها تنويع الاقتصاد وجعله يعتمد بشكل أقل على النفط والتحول نحو صناعات جديدة بما فيها التكنولوجيا والأدوية والسياحة.

ومن أجل خلق فرص عمل للسعوديين وجذب مستثمرين دوليين إلى المملكة، قام الأمير محمد بتخفيف الثقافة المحافظة التي جعلت المرأة في بيتها، وأبعدت المستثمرين الأجانب. وتضاعف عدد النساء العاملات خارج بيوتهن خلال الخمس سنوات الماضية إلى 32% من 18%. وتعمل المرأة اليوم في مطار الملك خالد الدولي، ومديرات عملاء في البنوك ونادلات في المطاعم. وبالإضافة للتغير في مكان العمل، أصبحت الأماكن العامة أقل تشددا من ناحية الفصل بين الجنسين. وفي مقاهي الرياض مثل “أوفردوز” وشعارها “الكافيين هو مخدري المفضل” حيث يتناول الرجال والنساء القهوة معا.

كما يمكن للمرأة حضور مناسبات رياضية معينة في الملاعب والتي كانت ممنوعة منها قبل عدة سنوات. ولا يطلب منها الدخول من مكان آخر، مع أن بعض المؤسسات لا تزال تعمل بهذا النظام. ويمكن للمرأة التقدم بطلب الحصول على الجواز بنفسها والسفر بدون محرم.

لكن التقدم يظل متفاوتا في مستوياته. فلا يزال نظام الولاية في مكانه رغم الإصلاحات التي تم إدخالها عليه، وهذا يعني موافقة الأب للزواج أو الأبناء لاتخاذ قرارات مهمة. وسجنت ناشطة سعودية لثلاثة أعوام كانت تدعو لنفس التغييرات التي دعا إليها ولي العهد بما فيها قيادة السيارات. وأفرج عنها، ونشرت ورقة بحثية حول وضع المرأة في السعودية.

وتضيف الصحيفة أن القيود واضحة في ملابس المرأة بالرياض، فهي تعبّر عن تسامح أكثر من السنوات الماضية، لكنها ليست ليبرالية، وحتى النساء اللاتي لم يعدن يرتدين العباءة يحاولن الالتزام بالملابس ذات الأكمام الطويلة والياقات العالية والفتحات الضيقة. وربما استخدمت المرأة ما تحصل عليه من عملها لشراء الأحذية ذات الكعب الصغير والملابس التي تظهر أجزاء من الجسد من ماركة “زارا”، لكنها تلبس في أوضاع خاصة.

وتقول مروة (19 عاما) طالبة جامعية، والتي جاءت للتسوق في محل خلود: “ليست كما كانت، عليك أن تلبسي الحجاب وكل شيء. الآن لديك حرية في الاختيار ولكنها محدودة، لكنك لا تظهرين أجزاء من جسدك”.

ومهما تغيرت الأمور، فالثقافة لا تزال محافظة وحذرة من إغضاب السلطات. وقالت مروة إن التغيرات الثقافية الأخرى، مثل السماح للتجار بفتح محلاتهم أثناء الصلاة لاستيعاب حاجة التجار والمتسوقين خلقت مشاكل أخرى. فهناك بعض الناس الذي يريدون الصلاة مهما كان الأمر يشعرون بالانزعاج من فكرة استمرار العمل، وهذا “يعني أنك لا تحترم وقت الصلاة”.

وقالت صديقتها آلاء التي ارتدت تحت عباءتها بنطالا وحذاء رياضيا ورسمت على معصمها وشماً: “لا تثقي بأحد”. وبعد دقائق أغلق عدد من الرجال محلاتهم عندما سمعوا الأذان، ومضوا نحو غرفة الصلاة في الطابق العلوي من مركز التسوق. وفي الطابق السفلي، أخرجت نساء بالعباءة السوداء سجادات الصلاة وصلين عليها. وراقبت نساء أخريات أطفالهن وهم يلعبون على سيارات كهربائية.

وقال أبو عبد الله (52 عاما) إنه يرى منافع في المرونة بأوقات الصلاة والفرص للمرأة “خلال السفر لا نصلي” يقصد جماعةً، والنساء “لا يصلين سبعة أيام” بسبب عذر. وقالت ابنته نور (13 عاما) إنها مندهشة بالتغيرات وتريد الدراسة لكي تصبح طبيبة، لكن والدها لاحظ أن كل وظيفة تحلم بها المرأة قد لا تكون مناسبة “بعص الوظائف لا تناسب المرأة” مثل السباكة والبناء، ومن “الأفضل وضعها في المكان المناسب”.

وفي ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض، كان فريق نادي الشباب يلعب ضد فريق من خارج المدينة. وعندما أحرز الفريق هدفا وقف الرجال مهللين. وفي الجانب الآخر من الملعب المخصص للنساء، كانت نجيبة (34 عاما) تتابع المباراة مع صديقتين، وقالت إنها شاهدت الكثير من النساء السعوديات يعملن في المستشفى، وأن فكرة عمل المرأة في المجال الطبي باتت مقبولة للعائلات التي لم تكن تحبذ عمل المرأة في مناخ مختلط، و”باتت العائلة تقبل عمل البنت أو الزوجة في القطاع الصحي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية