عواصم ـ وكالات: ذكرت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ امس الاثنين أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.أي.ايه) أرسلت ملايين الدولارات نقدا إلى مكتب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على مدار أكثر من عقد.
ونقلت الصحيفة عن مستشارين حاليين، وسابقين، للرئيس الأفغاني قولهم ملايين الدولارت تدفقت على مكتب كرزاي من ‘سي آي آيه’ على سبيل ‘المجاملة’.
ونقلت الصحيفة عن خليل رومان الذي عمل نائبا لرئيس مكتب كرزاي من عام 2002 إلى 2005 القول: ‘كنا نطلق عليها الأموال السرية، حيث جاءت سرا، وذهبت سرا’.
وذكرت الصحيفة أن الوكالة رفضت التعليق على هذه الأنباء، غير أنه من المعروف منذ فترة طويلة بأنها تدعم بعض أقارب كرزاي ومساعدين مقربين منه.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي، لم تكشف عن هويته :’إن أكبر مصدر للفساد في أفغانستان كان الولايات المتحدة’.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تقدم أموالا نقدية للرئيس الأفغاني، ولكن الأخير اعترف في السنوات الأخيرة أن إيران تقدم حقائب ممتلئة بالأموال النقدية بانتظام إلى أحد كبار مساعديه.
من جهة اخرى انتقد السفير الفرنسي المنتهية ولايته في كابول برنار باجوليه الجدول الزمني للعملية الانتقالية في افغانستان بشقيها السياسي والعسكري والمقرر ان تنتهي في 2014، وذلك في آخر خطاب له قبل عودته الى باريس حيث سيتسلم منصبه الجديد على رأس الاستخبارات الفرنسية.
وقال باجوليه في خطاب وداعي القاه في سفارته بكابول الثلاثاء وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه الأحد ‘انا ما زلت لا استطيع ان أفهم كيف ان المجتمع الدولي والحكومة الافغانية وصلا الى هذا الوضع حيث كل شيء يجب ان يحصل في 2014: الانتخابات، رئيس جديد، العملية الانتقالية الاقتصادية والعسكرية، وكل هذا في وقت لم تبدأ فيه فعليا بعد مفاوضات عملية السلام’.
وباجوليه (63 عاما) الذي عينه الرئيس فرنسوا هولاند في 10 نيسان/ابريل مديرا عاما لجهاز الامن الخارجي ‘دي جي اس ايه’ (جهاز الاستخبارات)، قصد في خطابه بالدرجة الاولى الانسحاب المقرر للقسم الاكبر من قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان بحلول نهاية 2014، اي في نفس السنة التي سينتخب فيها الافغان خلفا لرئيسهم حميد كرزاي.
واضاف المدير الجديد للاستخبارات الفرنسية ان تنظيم القاعدة ‘تم اضعافه كثيرا، ولكن بلا شك هذا الامر لم يتم بفضل وجودنا العسكري في افغانستان بقدر ما تم بفضل الخسائر التي مني بها التنظيم في الجانب الاخر من الحدود، ولا سيما مع تصفية بن لادن في ايار/مايو 2011’، في اشارة الى باكستان المتهمة بانها توفر قاعدة خلفية لمتمردي طالبان وحلفائهم في تنظيم القاعدة.
واعتبر باجوليه ان المفاوضات التي جرت في شانتيي بفرنسا في كانون الاول/ديسمبر ‘اظهرت ان غالبية الافغان يريدون السلام، بمن فيهم قسم من طالبان’، مؤكدا انه ‘يتعين على الجميع اغتنام الفرصة (…) ووضع مصالحهم الشخصية جانيا’.
واضاف ان احد ابرز التحديات التي تواجه كابول حاليا هي مكافحة الفساد الناجم بالدرجة الاولى عن ‘فقدان قسم كبير من النخبة ايمانها بمستقبل بلدها’.
واكد السفير المغادر ان ‘افغانستان تسير بسرعة نحو استعادة سيادتها في المجال الامني ولكن لا يمكن السيادة لن تكون فعلية طالما ان افغانستان تعتمد ماليا’ على المجتمع الدولي، مشددا على وجوب ان تزيد الحكومة عائداتها الجمركية التي ‘تتراجع’ حاليا بسبب ‘تعرض جزء منها للاختلاس’، وكذلك ايضا عائداتها الضريبية عبر ‘تحديث نظامها الضريبي’.