هآرتس.. الانتخابات المقبلة: غانتس مؤقتاً وبن غفير إلى الأبد… وإسرائيل نحو “الكارثة المنتظرة” 

حجم الخط
0

لماذا نذهب إلى الانتخابات الآن، في وقت لا يطرح فيه أي سياسي سياسة تختلف عن السياسة التي يطرحها بيبي؟ ماذا يهم إذا كان 7 أكتوبر القادم سيجلب لنا سياسياً عقلانياً أو سياسياً مخادعاً؟ الانتخابات لن تنقلنا من منطقة راحتنا. نحن غارقون في القذارة حتى العنق، لكننا تعودنا. الحقيقة أنه لم يؤيد أي سياسي مبادرة إعادة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة والتطبيع مع السعودية ووقف القتال مقابل إطلاق سراح المخطوفين.

الانتخابات كعقاب لبيبي؟ حسناً، هذا مقبول. ولكننا لا نملك أي تعبير عن السيادة. لا تسمحوا لروح الدعاية السوفيتية في الاستوديوهات بأن تضللكم. خلافاً لغطرستهم وصلفهم، لم نعد نستطيع خداع العالم كله. لا نريد محاكمة مجرمي الحرب؟ “لاهاي” ستفعل ذلك. لن نعاقب مستوطنين منفلتي العقاب؟ الولايات المتحدة ستعاقبهم. أما قرار ترك المخطوفين يموتون فإنهم يتركونه في أيدينا. لا يملك سياسي الشجاعة لاقتراح طريق تختلف عن الطريق التي ستقودنا إلى الكارثة القادمة. الوحيد الذي جاء مع شيء ما هو إيتمار بن غفير. قد تحب طريقه وربما لا. ولكن حله سيخرجنا من دائرة المزيد من الحرب والمزيد من الدمار. معادلته منطقية: لا يوجد فلسطينيون، إذاً لا توجد مشكلات. كيف؟ ببساطة نطردهم، ندمرهم. هستيريا؟ صحيح، لكنها على الأقل ليست مراوحة في المكان لمن هو غير قادر على فعل أي شيء باستثناء الانفعال من “وحدتنا الرائعة”.

“وحدتنا” مثل “الهجرة الطوعية”؛ أمثلة على الخطاب الكاذب الجديد. أقوال فارغة تقال بتفاخر دون أن تقول شيئاً. ورجال الاحتياط، ملح الأرض، هم شركاء في هذا الخطاب. هم لا يطالبون بدولة جيدة، أكثر منطقية وعدالة، هم يردون مثل الأطفال الذين يسمعون من آبائهم عن الطلاق: لا نريد! عودا لتكونا معاً! الـ “معاً” غير ثابتة، بل متحركة. هي في الوسط، لكن الوسط يتحرك نحو اليمين. وأين اليمين؟ صحيح، في حضن إيتمار الدافئ.

ما الذي ينتظرنا في حضن إيتمار الدافئ؟ كل ما انتظرنا حتى 7 أكتوبر، أي عدم الأمل، وهم القوة، الهذيان عن الأخلاق والاحتضار الطويل على صيغة أوكرانيا أو فيتنام. كيف سنواجه ذلك؟ لن نواجه. تربينا على الإيمان بأسطورة القوة. الفشل المتكرر للقوة لا يزعجنا لضرب الرأس بالحائط مرة تلو الأخرى. من اختار طريقاً أخرى قُتل. إذا كان بن غفير ينتظرنا في نهاية الطريق، فلماذا ندخل إلى مستنقع الانتخابات الآن؟ لا توجد اقتراحات لسياسة تختلف عن سياسة بيبي، وهذه السياسة يطبقها بيبي بصورة أفضل من الجميع. إذاً فليبقَ. وماذا عن الفساد والشمبانيا؟ تعايشنا مع ذلك 15 سنة، فلنتعايش معها لفترة أطول بقليل. سيستغرق إيتمار المزيد من الوقت كي يتعود على السيجار وتتعود آيلاه على أجنحة الفنادق.

لكننا ما نزال غير ناضجين لقبول إيتمار. عملية النضوج سريعة، لكنها ليست بدرجة كبيرة، وفي نهاية المطاف، لقد مرت 47 سنة إلى حين قتلنا رئيس حكومة. العمليات لدينا تسبق التفكير: هل فكر أحد قبل خمس سنوات بأن شخصاً مجرماً سيكون في الحكومة؟ أو سيكون مسؤولاً عن الشرطة؟

بن غفير بقي بن غفير، نحن الذين تغيرنا. يمكننا الغضب والإنكار، لكن بن غفير ممثل أصيل للشعب، يتماهى مع توجهه ويقوده. الشعب يريد الوحدة؟ إذاً، ما الذي يريده إيتمار! بالتأكيد لم لا، وأنا أريد أن أكون ملكة إنجلترا.

ما الذي سنحصل عليه إذا ذهبنا الآن إلى الانتخابات؟ سنحصل على غانتس لفترة مؤقتة وعلى إيتمار إلى الأبد. وحتى ذلك الحين سيتحدث كثيراً عن الوحدة وسيفعل كل ما في استطاعته لتدميرها. سيرغب في الإثبات بأن الديمقراطية لا يمكنها السيطرة على الفوضى، وسيهتم بالتنفيذ. هل ستشتعل “المناطق” [الضفة الغربية]؟ هل سيحترق الشمال؟ هل سينهار الاقتصاد؟ ماذا في ذلك. هل سنصبح سينبذنا العالم؟ سنكون موحدين من الداخل. الضائقة توحد، والعزلة تربط.

بيبي يخاف منه، هو يتصارع معه على نفس خزان الناخبين، لكن بيبي انتهى. إيتمار يقوم بدور اليمين أفضل منه. الآن، حيث هو “من الهامش المتطرف”، من السهل الاستهزاء به. سنراكم وأنتم تستهزئون به عندما يصبح التيار الرئيسي. من ناحيته لتحترق الدولة، هو وبتسلئيل سيقيمانها من جديد. سيكونان رابين وبيرس المستقبل. سيتخاصمان، يتصالحان ويتخاصمان مرة أخرى، لكنهما سيقوداننا، يداً بيد معاً (!)، إلى خراب مجيد.

يوسي كلاين

هآرتس 8/2/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية