هآرتس.. “المطبخ العالمي” مؤكداً أكاذيب إسرائيل: هذا ما تفعلونه بالفلسطينيين يومياً

حجم الخط
0

الحادثة التي قتل فيها سبعة من عاملي منظمة الإغاثة الدولية “المطبخ العالمي المركزي”، وبينهم مواطنون من أستراليا وبولندا وبريطانيا وفلسطينيين ذوي جنسية مزدوجة، إثر غارة إسرائيلية جوية في دير البلح في قطاع غزة لا يمكنها أن تنتهي بـتحقيق معمق وشفاف للجيش الإسرائيلي”، كما وعد رئيس الأركان هرتسي هليفي. ولن يكفي رد واهن من رئيس الوزراء نتنياهو الذي أشار إلى أن “هذا يحصل في الحرب، سنفحص هذا حتى النهاية، نتواصل مع الحكومات وسنفعل كل شيء كي لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى”.

يدور الحديث عن حدث مقلق على نحو خاص، إذ إن المنظمة نسقت تحركاتها مع الجيش الإسرائيلي، لذا فالحديث لا يدور عن خطأ في التشخيص. فحسب مصادر أمنية، كانت على المركبات إشارات واضحة على أنها تعود لمنظمة الإغاثة – على سقوفها وفي الجوانب أيضاً. تحركت السيارات على محور أقر مسبقاً مع الجيش الإسرائيلي، وتم تنسيق سفرها مع الجيش أيضاً. ومع ذلك، تشخيص رجل مسلح على الشاحنة والاشتباه بأنه مخرب كان يكفي لغرفة عمليات الوحدة المسؤولة عن حراسة المحور الذي سافرت فيه القافلة لأجل إطلاق ثلاثة صواريخ على المركبات.

يدور الحديث عن عملية هدامة وعديمة المنطق. إسرائيل ملزمة بالسماح لمنظمات الإغاثة، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة، لتوزيع المساعدات بأمان. وإن لم تستطع ضمان هذا، فعليها أن تنقل المهمة على الفور إلى جهات دولية وتحديد مسارات آمنة لا يدخل الجيش الإسرائيلي إليها لا من البر ولا من الجو.

لا يمكن قطع هذه الحادثة عن الخفة التي يقتل فيها الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في غزة مثلما انكشف هذا الأسبوع في التحقيق الذي نشرته ينيف كوفوفيتس في “هآرتس”. ويتبين من التحقيق شك كبير حول صدق قول الجيش الإسرائيلي بوجود 9 آلاف مخرب على الأقل من أصل 32 ألف قتيل فلسطيني في الحرب. قادة كثيرون في الخدمة الدائمة وفي الاحتياط يشرحون بأن تعريف هذه المسألة خاضع لتفسيرات واسعة. ضابط في الاحتياط خدم في القطاع قال إن “المخرب، بالإجمال، هو كل واحد قتله الجيش الإسرائيلي داخل المجال القتالي للوحدة العسكرية”. ويتبين من التحقيق أنهم لا يسألون ما الذي فعله لتحديد من هو المخرب – المهم هو إذا كان دخل إلى “منطقة الإبادة” التي قررها القادة هناك. “في اللحظة التي يدخل فيها الناس، وأساساً الرجال الراشدين، إلى منطقة الإبادة”، يقول الضابط في الاحتياط: “الأمر العسكري هو إطلاق النار، لأجل القتل أيضاً، حتى لو كان المشبوه ليس مسلحاً”.

نستنتج أنه ليس هناك ما يكفي من الحذر قبل فتح النار – الحدث الذي جرى بين يومي الثلاثاء والأربعاء، والتحقيق المقلق بالنسبة لعدد القتلى والجرحى في غزة، وبالطبع الجوع والدمار الهائلين… يجب أن تحدد نهاية الحرب. حان الوقت للتوقف.

أسرة التحرير

 هآرتس 3/4/2024

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية