هآرتس: باسم الأب.. إلى متى تسكت إسرائيل عن استخدام نتنياهو لـ “كلابه الإعلامية”؟

حجم الخط
0

إن مناكفة شخصيات عامة من خلال الإساءة لأبناء عائلاتهم هي ضربة من تحت الحزام. فالعائلة لا يختارها أحد، وينبغي احترام التمييز بين الخاص والعام. غير أنه في حالة عائلة نتنياهو، داس أبناء العائلة أنفسهم بفظاظة على التمييز بين الخاص والعام وأصبحوا أدوات سياسية في خدمة أبي العائلة. منذ زمن ما تحولت الطبيعة السيئة التي يتصف بها يائير نتنياهو، ابن رئيس الوزراء، من مشكلة عائلية إلى وطنية. أبوه نتنياهو هو الذي حوله إلى مشكلة وطنية، حين بدأ نقل من خلاله رسائل سياسية قذرة، وبعد ذلك يتنكر لها بحجة بائسة في أنها لا تمثل موقفه. هي حيلة باتت مبتذلة ومعروفة.
علينا ألا نمر بصمت على “البوست” الذي نشره يئير نتنياهو يوم الإثنين، وهو بوست ايرز تدمور الذي هاجم جبهوياً رئيس الأركان هرتسي هليفي. ويجب أن نرى أنه موقف يمثل الأب قبل أن يمثل الابن. فـ”البوست” نفسه كتبه تدمور (من مؤسسي “إذا شئتم” رقم 46 في قائمة الليكود)، وأنه شطب بعد أقل من ساعة.
مرت الرسالة في السطر الأخير. آلة السم التي يعد يئير نتنياهو برغياً مركزياً فيها تمكنت من إطلاق لوثها العام. فهم جيش البيبيين على الفور الهدف الجديد وأي ذخيرة ينبغي استخدامها ضده. والدليل تهجمات النائبة تالي غوتليف والوزير دافيد إمسالم على رئيس الأركان، التي هي بمثابة قص – لصق المضمون الذي نشره الابن باسم أبيه. علينا تجنب الفخ، بالتركيز فقط على الابن “العاق”. صحيح أن الأب ساند رئيس الأركان وضباط الجيش أمس أخيراً في بيان مشترك أصدره مع وزير الدفاع، لكن تنكر لا قيمة له. فالأب نتنياهو هو العنوان، هو الأصل. حين أراد لابنه أن يسكت سكت. أما الآن فقد أعيد إلى الاستخدام كي يهدد رئيس الأركان. وهكذا أيضاً إمسالم وغوتليف وكل الدمى الأخرى التي يستخدمها نتنياهو مباشرة أو بشكل غير مباشر.
خيراً فعل وزير الدفاع يوآف غالنت عندما ساند رئيس الأركان فوراً في ضوء هجمة نتنياهو وابنه الخطرة. لكن هذا لا يكفي: ما لم يقم جمهور واسع بما يكفي وما دام يقدم يداً لتفكيك دولة إسرائيل، سيتواصل الوضع في التدهور. أعضاء الائتلاف الذين يسكتون في الوقت الذي يدق فيه نتنياهو طبول الحرب الأهلية، ويتجاهل التهديدات الأمنية، ويحرض الجمهور ضد قادة جهاز الأمن ويطلق عليهم كلاب الهجوم الإعلامية خاصته، فلن يتمكنوا من تنظيف أيديهم. كلهم مذنبون.
أسرة التحرير
هآرتس 16/8/2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية