هآرتس.. تلميذة عربية ابنة 12 عاماً تضامنت مع أطفال غزة.. فردت المنظومة: “سنحرق قريتكم”

حجم الخط
0

تخيلوا عشرات التلاميذ من أرجاء المدارس يتجمعون حول طفلة عربية ابنة 12 من الصف السابع وينشدون بصراخ “فلتحرق قريتكم”. هكذا حصل في المدرسة الشاملة “زيلبرمان” في بئر السبع في الأسبوع الماضي، وذلك لأن الطفلة تجرأت على أن تعبر عن التضامن مع أطفال غزة في نقاش داخل الصف. وماذا فعلت المدرسة رداً على ذلك؟ جمدتها. ووزارة التعليم؟ أيدت التجميد. وأهالي التلاميذ في المدرسة؟ طالبوا في مجموعات “الواتساب” بطردها من التعليم. والبلدية؟ بالفعل، اقترح نائب رئيس البلدية سحب المواطنة من كل أبناء عائلتها.

روت التلميذة لـ “هآرتس” أنها قالت في نقاش صفيّ إن أطفالاً صغاراً يعانون الجوع ويموتون في القطاع. مع نهاية الدرس، بدأ تلاميذ الصف يهاجمونها ويتهمونها بتأييد حماس، بشتمها والإنشاد لها “فلتحرق قريتكم”. ثقافة الفتك راسخة جداً: أشرطة تسجيل من المدرسة نشرت عبر الشبكات، وردود الفعل التحريضية على العنف فعلت فعلها. والد الطفلة روى بأن: “بسرعة شديدة، بدأ التلاميذ يتجمعون حولها” وبأن “المعلمة ببساطة، رحلت وتركت الطفلة تتدبر أمرها وحدها أمام التلاميذ إلى أن وصلت معلمة أخرى، لاحظت الوضع وأخذتها إلى المديرة. أما المديرة، من جهتها، فاستدعت الأب وأبلغته أن ابنته ستجمد لبضعة أيام “إلى حين معرفة أين تهب الرياح” وإلى حين حماية ابنته من الاعتداءات. فقرر الأب إبقاء ابنته الثانية في البيت أيضاً خوفاً من التنكيل بها. وعلى حد قوله، “وفعل مثلي أيضاً تلاميذ عرب آخرون في المدرسة”. وجاء من وزارة التعليم أنه تقرر إبعاد التلميذة عن المدرسة بسبب سلوكها، بل وإنهاء الاستيضاح في قضيتها، ولمنع الاحتكاك مع التلاميذ الآخرين.

الحدث في المدرسة الشاملة “زيلبرلمان” دليل آخر على سياقات مقلقة في المجتمع والدولة، والحرب في السنة الأخيرة ساهمت في تسريعها. كل الحلقات في سلسلة الأحداث، وكل المشاركين – راشدين، وأطفالاً، وجهات خاصة ومؤسساتية، وتربويين، وبلديين، وقُطريين – كلهم مصابون. طفلة ابنة 12 أعربت عن رأيها في نقاش صفيّ، تركت لزعرنة جماعية، وعندما تدخل الراشدون وجدوا أن إبعادها وتجميدها قرار صواب.

لقد فشلت المدرسة فشلاً ذريعاً في حماية الطفلة، وفي قرار التجميد إنما تساند سلوك التلاميذ الأزعر وتساند تربيهم على قيم الملاحقة السياسية، والمقاطعة، والتفوق اليهودي (الذي يسمح للتلاميذ اليهود في ضوئه أن يقولوا كل شيء عن العرب، ومحظور على العرب التعبير السياسي)، والزعرنة الجماعية والفتك.

في دولة سليمة النظام، فإن عنوان إصلاح هذا الظلم هو وزير التعليم وزير التعليم. في إسرائيل هو يوآف كيش، ملاحق سياسياً، وجزء من حكومة عنصرية وقومجية. نأمل بأن يصحو أحد ما في وزارة التعليم أو البلدية أو المدرسة ويجد سبيلاً للدفاع عن التلميذة.

أسرة التحرير

هآرتس 25/9/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية