هآرتس.. لنتنياهو: لم يبق أمام دولتنا سوى الذهاب إلى تسوية إقليمية

حجم الخط
0

نتنياهو يتعافى. يمكن الاختلاف حول هذا الأمر لمدى بعيد، لكن هذه هي صورة الوضع الآن. حسب رأيي، من أجل النضال ضد خطره المتزايد، يجب الاعتراف بالحقائق التي هي أمامنا الآن بعد تصفية حسن نصر الله. علينا ألا ننسى قول نتنياهو إن من لا يفهم بالقوة فسيفهم بمزيد من القوة. وهكذا فهم حزب الله ذلك بالصورة الأكثر قسوة.
الإضرار الكبير بقوة حزب الله العسكرية تعتبر إنجازاً يجب عدم التعامل معه بتشكك. الحزب عدو أيديولوجي يريد محو إسرائيل. حسن نصر الله نفسه كان ممثل هذا التهديد عندما وقف على رأس منظمة عسكرية، التي لم نتمكن من هزيمتها. مسموح لنتنياهو التصفيق للأيام العشرة الفظيعة إزاء التنظيم ومواطني إسرائيل الذين يمكنهم تنفس الصعداء.
لكن ونحن في طريقنا لهزيمة أعدائنا من الإسلاميين المتعصبين والذين لا يتأثرون بتغيير مؤقت في ميزان القوى، علينا ألا نوهم أنفسنا بأنه من السهل علينا التصرف كمن يشاهدون سراباً – واحة في الصحراء تضمن الهدوء والأمان، وكلما اقتربنا منها تبتعد.
لا سراب في الأمور السياسية. نتنياهو عزز قوته البرلمانية عند انضمام جدعون ساعر للحكومة المتعفنة. ولكن ليس في هذا أي تعزيز سياسي، لأن المقاعد المعدومة التي يجنيها ساعر بسلوكه المتعرج لن تشكل أي إسهام حقيقي.
الاستطلاعات التي نشرت بعد النجاح العسكري تشير إلى أن الليكود، كحزب، يزيد من قوته على حساب الشركاء المتطرفين، سموتريتش وبن غفير. هذا ليس غريباً، لأن ماي غولان وشلومو كرعي يمثلانهم خير تمثيل في الليكود.
مصير الـ 101 مخطوف ليس فقط صراعاً مع قيادة منغلقة القلب تجاه عائلات المخطوفين، بل صراع بين روح إسرائيل الأخلاقية وروح الإيمان التي تبحث عن دعم في أوساط الذين يعملون على المس بالقيم الأساسية التي مكنتنا من العيش معاً.
إن ما يحدث في الساحة العسكرية سيؤثر على الوضع في الساحة السياسية. واضح أن الإدارة الأمريكية تخشى الحرب الشاملة؛ فهي لا تريدها في الأوقات العادية، وبالأحرى في فترة الانتخابات. لا يظهر الآن أي فائز واحد في الانتخابات القريبة هناك، ولكن إذا خان نتنياهو كلمة الإدارة الأمريكية، فربما يشبهه ترامب بنمر من ورق يدفع بالولايات المتحدة إلى الحرب الشاملة.
من يُشبَّه بنمر من ورق أمام الولايات المتحدة يجد نفسه أمام إدارة ستحاسب إسرائيل على كل الأكاذيب أثناء فترة الحرب. وفوز ترامب لا يبشر باستعداد الإدارة الأمريكية لاتخاذ قرارات عسكرية. الولايات المتحدة الدولة العظمى الوحيدة التي تقف إلى جانب إسرائيل، لا بديل آخر. لذا، عليها أن تعتبر التعاون معها مصلحة عليا لدولة إسرائيل.

لن يغير أي إنجاز سياسي من وضعنا الآن؛ فالوضع الاقتصادي يحتاج إلى وزير مالية حقيقي وليس وزير مالية يؤمن بأن اليسار العالمي أعلن الحرب علينا، وأن شركة التصنيف الائتماني “موديز” هي ممثلته المباشرة.
لم يبق لنا إلا الأمل بتسوية إقليمية مع الدول العربية المعتدلة وعلى رأسها السعودية. هذا لا يعتبر أملاً عبثياً، بل يحتاج إلى تغيير شامل في موقف إسرائيل حول القضية الفلسطينية.
عوزي برعام
هآرتس 2/10/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية