شاحنتا مساعدات إنسانية لقطاع غزة أحرقتا أول أمس قرب معبر ترقوميا في قافلة سد المتظاهرون طريقها ونهبوها. كالمعتاد، لا أحد يتحمل المسؤولية. ألقت كل من الشرطة والجيش المسؤولية على الآخر. عندما يعارض وزير الأمن القومي بن غفير نقل المساعدات الإنسانية، فلا غرو أن تبدي الشرطة (القوية على عائلات المخطوفين وعلى المتظاهرين في كابلان) ضعفاً تجاه متظاهرين يسدون طريق الشاحنات إلى غزة، وينزلون حمولتها وينثرونها على الطريق، بل ويحرقونها.
نشطاء منظمة “الأمر 9″، هم من يمنعون الشاحنات من المرور. في الأسبوع الماضي، سد نشطاء المنظمة ومؤيدوهم طريق الشاحنات عند مدخل “متسبيه ريمون” على مدى ست ساعات إلى أن أخلتهم الشرطة.
مسؤول كبير في جهاز الأمن قال لـ “هآرتس”: “تغض الشرطة النظر عن شغب المخلين بالقانون ممن يفسدون المساعدات ويحرقونها مستخدمين معلومات داخلية يتلقونها عن حركة الشاحنات”.
وعلى حد قوله: “الشرطة تمتنع عن العناية بالأمر وتمنع أعمال الإخلال بالنظام، وحتى عندما يعملون شيئاً فإنهم يفعلونه بانعدام شهية واضح. ثمة إحساس بأنهم يحاولون إرضاء أحد ما محدد في الحكومة”.
إن ضعف الحكومة ورئيسها في ضوء الجناح اليميني المتطرف فيها، يعطي ريح إسناد لنشطاء اليمين المتطرف لتخريب المساعدات الإنسانية، وعملياً تخريب السياسة الإسرائيلية. هكذا تبدو دولة لا تؤدي مهامها: المستوى السياسي بتنسيق مع الإدارة الأمريكية يقرر إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية، وجهاز الأمن ينسق دخولها إلى غزة، لكن الشرطة تخفق في حماية ذلك وفي إيقاف المتظاهرين عن منع إسرائيل من تنفيذ سياستها أو ربما هذه ليست سياستها؟
هذا الضعف يعرض إسرائيل، عن حق، لتوبيخات دبلوماسية تضعف مكانتها في العالم. “صادم أن يكون هناك أناس يهاجمون ويسلبون وينهبون الشاحنات التي تصل من الأردن إلى غزة. نحن نتحدث مع الإسرائيليين في المستويات الأعلى في هذا الموضوع. هذا سلوك غير مقبول على الإطلاق”، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك سوليفان، وأضاف بأنهم يفحصون “أي أدوات في أيدينا” كي نرد على منع شاحنات المساعدات من الأردن من الوصول عبر إسرائيل إلى غزة من قبل نشطاء يمين؛ أي أن الولايات المتحدة تفحص كيف يمكن أن تنفذ عمل شرطة إسرائيل.
إن عدم قدرة إسرائيل على توفير معبر آمن لشاحنات المساعدات الإنسانية لمئات آلاف السكان في غزة هو دليل آخر على تبطل الحكومة ورئيسها نتنياهو. هذا يدهور إسرائيل سياسياً وأخلاقياً.
أسرة التحرير
هآرتس 15/5/2024