بعد تسعة أشهر على عودته إلى رئاسة الحكومة، سيلتقي نتنياهو اليوم للمرة الأولى منذ ولايته الحالية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن. سيعقد اللقاء على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، والمواضيع الأساسية التي يتوقع أن يناقشاها هي الاتصالات من أجل اتفاق أمريكي – سعودي – إسرائيلي، والتوتر في الساحة الفلسطينية، ومعارضة الإدارة الأمريكية للتشريع الذي تدفع به حكومة نتنياهو قدماً ضد الجهاز القضائي في إسرائيل. ثمة ساعة مخصصة للقاء بين الزعيمين تضمنها الجدول الزمني الذي نشره مكتب نتنياهو.
بايدن ونتنياهو يعرفان بعضهما منذ عشرات السنين. وفي السابق، اعتبر أحدهما الآخر في مناسبات مختلفة أصدقاء، لكن الرئيس وجه في الأشهر الأخيرة وفي عدة مناسبات انتقاداً شديداً لحكومة نتنياهو الحالية. واعتبر بايدن الحكومة أكثر الحكومات تطرفاً التي عمل أمامها في إسرائيل، ودعا نتنياهو لوقف قوانين الانقلاب النظام، وعدم المضي بتغييرات دستورية لا تحظى بدعم الجمهور. وقال في آذار بأن نتنياهو لن يدعى إلى البيت الأبيض في المدى القريب.
في تموز، تحدث الرئيسان هاتفياً، ثم أعلن مكتب نتنياهو بأن بايدن دعاه إلى الولايات المتحدة. جهات رفيعة في الحكومة قالت لاحقاً إن بايدن دعا نتنياهو إلى البيت الأبيض، ولكن الإدارة الأمريكية لم توافق إلا على عقد لقاء بينهما في الولايات المتحدة. وتردد البيت الأبيض هل يدعون نتنياهو لزيارة رسمية لواشنطن، وهي الخطوة التي تعكس العلاقات الوثيقة بين الدولتين، أم الاكتفاء بلقاء في الجمعية العمومية التي تعد أقل رمزية في مجال الدبلوماسية. وتقرر في نهاية المطاف اتخاذ هذا الخيار، على خلفية الخوف من مظاهرات واسعة لإسرائيليين ويهود أمريكيين، الذين يعارضون الانقلاب النظامي، خارج أبواب البيت الأبيض.
مصادر في الإدارة الأمريكية قالت هذا الأسبوع للصحيفة بأن بايدن يتوقع أن يسأل نتنياهو أثناء اللقاء إذا أمكن لحكومته تنفيذ خطوات مهمة لصالح الفلسطينيين، كجزء من الاتصالات من أجل الاتفاق مع السعودية. هذا السؤال اكتسب أهمية عقب أقوال وزير خارجية السعودية أول أمس فيصل بن فرحان، في إطار لقاء نظمته المملكة والاتحاد الأوروبي لدعم حل الدولتين. وحسب أقوال بن فرحان، ما زالت الرياض ملتزمة بهذا الحل، وحان الوقت الآن لإعادة الثقة بصلاحيته. أقوال وزير الخارجية السعودي تتعارض مع خط حكومة نتنياهو التي تضم وزراء متطرفين يرفضون أي صلة بين القضية الفلسطينية والعلاقات مع السعودية.
في الخطاب الذي ألقاه أمس في الجمعية العمومية، ذكر بايدن التطبيع مع السعودية وقال إن هذا لن يأتي على حساب الاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين والذي يرتكز على حل الدولتين. في الوقت نفسه، نشر موقع “ميدل ايست آي” بأن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عبر هو أيضاً عن دعم التطبيع بين إسرائيل والسعودية. أمس، التقى أردوغان ونتنياهو في نيويورك، وكان اللقاء الأول بينهما، حيث تحدثا عبر الهاتف حتى الآن.
قضية أخرى معقدة يتوقع أن تطرح في اللقاء بين نتنياهو وبايدن، وهي مطالبة السعودية بمشروع نووي سلمي بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. رئيس الموساد دافيد برنياع موجود في نيويورك مع رئيس الحكومة، ربما يشارك في جزء من اللقاء مع الرئيس. دعي برنياع في السابق إلى البيت الأبيض قبل نحو شهرين؛ لطرح موقف جهاز الأمن حول هذا الأمر. أمس، نشرت “نيويورك تايمز” بأن الإدارة الأمريكية تفحص إقامة تحالف دفاعي مع السعودية يشبه الحلف القائمة بينها وبين كوريا الجنوبية. ولكن سيئول، التي تعتبر من الشركاء المهمين جداً لأمريكا في آسيا، لم تحصل على مصادقة من أمريكا يوماً ما لتخصيب اليورانيوم على أراضيها، رغم أنها على حدود كوريا الشمالية التي تعتبر دولة مالكة للسلاح النووي.
خبراء كبار في مجال الذرة في إسرائيل وفي أمريكا، حذروا من أن مصادقة أمريكا على تخصيب اليورانيوم في السعودية ستؤدي بدول أخرى، منها كوريا الجنوبية، إلى وضع طلب مشابه أمام واشنطن.
التقى نتنياهو أمس أيضاً مع المستشار الألماني أولف شولتس، ومع الرئيس الأوكراني فلودمير زيلينسكي. وأثناء هذه اللقاءات، جرت مظاهرات في أماكن مختلفة في نيويورك ضد وجود رئيس الحكومة في المدينة، بما في ذلك أمام الفندق الذي يقيم فيه، وأمام مقرر الأمم المتحدة. يتوقع أن تستمر المظاهرات في الأيام القريبة القادمة، واليوم تم التخطيط لمظاهرة رئيسية أثناء لقائه مع بايدن. سيلقي نتنياهو خطاباً في الجمعية العمومية، الجمعة، وقد يعود إلى إسرائيل السبت.
أمير تيفون
هآرتس 20/9/2023