عبادة الشخصية. رئيس الوزراء يقدس هدفاً واحداً فقط: حفظ حكمه بأي ثمن. صفحات الرسائل وعبارات اللغة تتغير لكن المضمون واحد: نتنياهو ملك إسرائيل ولا يوجد غيره، والدولة موجودة كي ترفعه وتمول نمط حياته.
تحطيم الديمقراطية. لتنفيذ عبادة الشخصية، يسعى نتنياهو لتدمير الكوابح والتوازنات؛ ولهذا دفع قدماً بالانقلاب النظامي لسحق جهاز القضاء، وعين فزاعة مراقباً للدولة، وعرض قادة جهاز الأمن كأصفار، واتهم المتظاهرين ضده بالخيانة.
الشقاق والتحريض. كل سنوات نتنياهو في الحكم كرست للنزاع بين الجماعات في المجتمع الإسرائيلي الذي انقسم إلى بيبيين ومعارضيهم، ولا بأس أن “تحترق الدولة”.
شرعة الكهانية. مناورات “فرق تسد” لدى نتنياهو أودت بإسرائيل إلى أزمة سياسية متواصلة إلى أن وجد شركاء يروقون لقلبه، مثل العنصريين بن غفير وسموتريتش، وهذان ضمنا كرسيه لقاء تبني أيديولوجيتهم الفاشية.
تخليد النزاع. نتنياهو كرس حياته لمكافحة الحركة الوطنية الفلسطينية وتصفية المسيرة السلمية وتقسيم البلاد. وفضل التعاون مع حماس، الملتزمة بتصفية دولة إسرائيل، على المفاوضات والتسوية مع محمود عباس، المعارض للإرهاب.
الضم المتواصل. يعمل نتنياهو على سلب أراضي الفلسطينيين في الضفة بدلاً من منحهم الاستقلال، لذا أطلق العنان لزعران التلال اليهود ليقتلوا ويهينوا ويحرقوا ويطردوا جيرانهم الفلسطينيين.
التمييز في الداخل. بعرضه المجتمع العربي وممثليه “كجماعة مؤيدين للإرهاب”، وبتسليم الشرطة لتلاميذ الحاخام مئير كهانا، رفع نتنياهو أسوار العنصرية والإقصاء تجاه المواطنين العرب، وتُركوا لمصيرهم في أيدي منظمات الجريمة وموجة القتل المتصاعد.
انهيار الاقتصاد. نتنياهو تباهى بفهمه الاقتصادي وبنجاحاته حين كان وزير المالية، لكن بصفته رئيس وزراء يعمل على تدمير الاقتصاد وتصفية النمو بإعطاء ميزانيات طائلة للمجتمع الحريدي وفي سلوك سائب أدى إلى تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل.
التحدي لأمريكا. رئيس الوزراء على وعي بتعلق إسرائيل بالولايات المتحدة الذي تعاظم، ومع ذلك يصر على الشقاق مع الرئيس الودي بايدن، وتعريض المصالح القومية الحيوية للخطر.
ضربة الضربات. كل هذه الضربات تتقزم في ضوء كارثة 7 أكتوبر التي يعدّ نتنياهو هو المسؤول عنها في أعقاب إضعاف الدولة والجيش. كارثة تواصلت في حرب فاشلة ووحشية في غزة وفيها عشرات آلاف الفلسطينيين ومئات الجنود القتلى؛ في مواجهة عديمة الجدوى في الشمال؛ وفتح جبهة مع إيران؛ وفوق كل شيء بترك المخطوفين الإسرائيليين في أنفاق حماس، في وقت لا يأبه رئيس الوزراء لحريتهم.
أسرة التحرير
هآرتس 22/4/2024