يستوجب البوست الذي رفعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أول أمس في الواحدة بعد منتصف الليل إلى الشبكات الاجتماعية واتهم فيه – في ذروة الحرب – قادة جهاز الأمن بقصور 7 أكتوبر، يستوجب إبعاده الفوري عن دفة الحكم. بعد هذا البوست، ومع أنه شطبه في صباح الغد واعتذر، فإن على كل مواطن في إسرائيل، وعلى رئيس الدولة، والنواب، وأعضاء الحكومة وقادة جهاز الأمن، التنبه بأن استمرار ولاية نتنياهو رئيساً للوزراء في هذه الساعة المصيرية هو بمثابة مراهنة على مستقبل إسرائيل.
كل جرائم نتنياهو السياسية، التي يقصر اليراع عن وصفها، تتقزم في ضوء عمل سائب اتخذه ضد قادة جهاز الأمن في وقت الحرب. “لم يعطَ في أي وضع وفي أي مرحلة إخطار لرئيس الوزراء نتنياهو عن نية حرب من جانب حماس”، كتب في الشبكات الاجتماعية مثل آخر ضيوف الأستوديو على القناة 14، وعندها أطلق سهامه السامة نحو الأهداف التي حددها: “كل محافل الأمن، بمن فيهم رؤساء “أمان” و”الشباك”، قدروا بأن حماس مردوعة وتتجه نحو التسوية. هذا هو التقدير الذي عرض على رئيس الوزراء وعلى “الكابينت” من محافل الأمن واسرة الاستخبارات كلها، بما في ذلك حتى نشوب الحرب”.
لا أهمية لاعتذاره؛ فمصدره ليس في الندم ولا حتى في التوبيخ من جانب غانتس الذي يستعد للتضحية بحياته السياسية في سبيل إنقاذ إسرائيل من يدي أكثر زعمائها تسيباً على أجيالها. لقد اعتذر نتنياهو لأن الرسالة وصلت، والمهمة نفذت، وحشو آلة السم انتهى بنجاح. الأبواق فهمت جيداً من ينبغي ومن ينبغي تصفيته جماهيرياً. والآن يمكن شطب “البوست” والعودة إلى التظاهر بالرسمية والمسؤولية والدعوة إلى الوحدة؛ والاعتذار ومواصلة الكذب عن “إسناد كامل لكل قادة أذرع الأمن”. فماذا يعرف نتنياهو عن الإسناد، وماذا يساوي الاعتذار على لسان رجل متهكم، عظيم الضمير أو البوصلة مثله. الويل لدولة يقودها شخص كهذا في اللحظة الأصعب في تاريخها. الويل للجنود وللمواطنين الذين تؤتمن حياتهم في يديه.
لما كان لا يمكن التوقع من شخص مثله أن يفعل الأمر الصواب ويستقيل- وهي فكرة غريبة عليه تماماً، أو يتحمل المسؤولية- وهو مفهوم يغيب معناه عن فهمه؛ فإن على رفاقه في الحزب والائتلاف أن يفعلوا هذا بدلاً منه. لا حاجة لشرح حجم الساعة لهم وما الموجود على كفة الميزان. يجب إسقاط نتنياهو من الحكم فوراً في تصويت عدم ثقة بنّاء. يا يوآف غالنت، يوآف كيش، غيلا جمليئيل، يولي أدلشتاين، داني دانون، نير بركات، ميكي زوهر، آفي ديختر، آريه درعي، موشيه أربيل، إن مستقبل الدولة في أيديكم: أظهروا مسؤولية في هذه اللحظة المصيرية وافعلوا الأمر الصواب.
أسرة التحرير
هآرتس 30/10/2023