هاتاي الأثرية.. التاريخ يكسب الجولة أمام الزلزال- (صور)

حجم الخط
2

هاتاي: رغم انهيار كثير من الأبنية في هاتاي التركية بسبب الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد، بقيت مبان حجرية أثرية في قضاء بيلين التابع للولاية، ثابتة في وجه الهزات العنيفة.
وتضم هاتاي آثاراً تاريخية متنوعة، تعبّر عن حقبات حضارية مختلفة، كما تضم متحفاً يحمل اسمها في مدينة أنطاكية التابعة لها، يقدم لزواره رحلة عبر التاريخ من خلال الآثار المعروضة.
وبسبب الزلزال الذي كان مركزه قضائي ألبيستان وبازارجيق، بولاية قهرمان مرعش، انهار العديد من الأبنية في قضاء بيلين، كما تضررت أخرى بشكل كبير، فيما بقيت المباني الأثرية ثابتة.
وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب زلزال مزدوج جنوبي تركيا، قوة الأول 7.7 درجات، والثاني 7.6 درجات، تبعهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف إضافةً إلى دمار واسع.

 ليس الأول

ومن بين دمار الزلزال نجا مسجد تاريخي شيّده السلطان سليمان القانوني عام 1553 ويحمل اسمه، في حين أصابت أضرار طفيفة الحمّام والخان الملحقين بالمسجد.
مصطفى أوكسوز، بائع حلويات، يزاول مهنته منذ 40 عاماً قبالة مسجد السلطان سليمان القانوني بهاتاي، تحدث عن نفسه قائلاً: “ولدت وترعرعت في الحي، وتعلمت تلاوة القرآن في المسجد”.
وأضاف أوكسوز، لـ “الأناضول”، أن والدته تطهو الطعام منذ سنوات طِوال لطلاب العلم في مسجد السلطان سليمان القانوني.
وتابع: “المسجد والحمام التاريخي ما زالا صامدين بشكل جيد، هذا المكان صمد في وجه كل الزلازل، وأشدّها على الإطلاق الذي شهدناه حديثاً”.
واستدرك: “أجل ثمة حطام بسيط، إلا أنه لم يُدَمّر بشكل كامل، ثمة بعض التشققات، كما أن رخام المنبر داخل المسجد تعرض لتشققات”.
ومن الأبنية الحجرية التي لم تتضرر أيضاً بسبب الزلزال، تلك الواقعة في حي “مخلص علي”، والتي يعود تاريخها إلى 470 عاماً، حيث نجت جميعها تقريباً، ولم يتعرض سوى أجزاء بسيطة مئذنة وجدار أحد المساجد.


كنيسة أثرية

وفي حي صوغوقولوق، لم تتعرض كنيسة ودير الأم مريم التي شيدت من الحجارة عام 1920 لأي أضرار جراء الزلزال، حيث لم يعثر على أي تشققات أو انهيارات عند فحص المبنى.
وعن تأثير الزلزال على الحي، أفاد سليمان سونماز، عضو مجلس المخترة في حي صوغوقولوق، بأنهم شعروا بشدة الزلزال، وأخلوا منازلهم على الفور ونزلوا إلى الشوارع.
ولفت إلى أن دير الأم مريم، جرى ترميمه قبل سنوات، إذ “لم يصبه أي تشققات، لا توجد أي مشاكل، المباني القديمة دائما متينة، أقيم هنا حيث الكنيسة منذ طفولتي، إنها قوية جداً، ولم يصبها أي ضرر”.
وأوضح أن المسؤولين عن الكنيسة يأتون من مدينة إسكندرون (جنوب غرب) صيفاً، رفقة الطلاب، ويبيتون في المكان عدة أشهر.
وبيّن أن “الكنيسة المبنية من الحجارة خضعت لترميم بديع، فالخبير الذي رممها قال: (لن تصيبها أي أضرار، أضمن ذلك)، لقد أحسن صنعاً، لم تتعرض حتى لتشققات”.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سلام:

    سحر الانسجام مع الطبيعة وتصميماتها الالاهية التناظرية الزوجية,,, الاقواس وتصاميم الدعم الخارجي عبر اقواس واعمدة تشكل الطريقة المثلي لتوزيع الصدمات والاهتزازات وتضيف منظومة من الدعم التكاملي للبنايات,,,, من الملاحظ ان الابنية التي كانت مدعومة من ابنية ملاصقة لها ، ولكن غير ملتحمة بها صمدت,,, في وجه الزلزال، لانها كانت تتصرف كالبستون مدعومة بالابنية المحيطة بها ,, تصميم الاساسات كذلك شكل عاملا مهما في صمود الابنية ، من ناحية ,,,, أفضل التصاميم للاساسات ضد الزالازل تلك التي تتشكل من جزئين منفصلين ، جزء مثل حوض سباحةيحتوتي اساسات المبنى ويكون منفصل عنها,,, وبذلك يكون المبنى في اقصى درجات المرونة عند الزلزال ويلعب دور بستون او ماص طبيعي للصدمات!!!!

  2. يقول AR:

    من ما يدمي القلب الما فوق الم الزلزال ورائحة الموت هو تيهان هذه البلاد الجميلة وتسميتها هاتاي وهي بلاد من بلاد الشام. هي من بلاد الشام رغم انف اي مستكبر اثيم

إشترك في قائمتنا البريدية