بروكسل: مثلما كان الحال قبل يورو 2016 ، سيخوض نجم كرة القدم البلجيكي إيدن هازارد فعاليات النسخة المرتقبة من البطولة الأوروبية (يورو 2020) بعد موسم مخيب للآمال مع ناديه أفسدته الإصابات.
ويتطلع لاعب الوسط البلجيكي الموهوب هازارد إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2020) كفرصة ذهبية للتخلص من ظلال هذا الموسم المحبط مع ريال مدريد الإسباني.
ولم يقدم هازارد خلال الموسمين الماضيين مع الريال ما يستحق ذكره بل إنه شارك في نسبة هزيلة من مباريات الفريق، وكان بعيدا بدرجة هائلة عن المستوى الذي ظهر به مع فريقه السابق تشيلسي الإنكليزي، والذي أهله للانتقال إلى الريال في 2019.
وبزغ نجم هازارد (30 عاما) مبكرا قبل سنوات كأحد المواهب الصاعدة الواعدة على ساحة كرة القدم الأوروبية والعالمية وفرض نفسه كأحد اللاعبين المنتظر انضمامه إلى قائمة العظماء في المستقبل القريب.
ولكن اللاعب عانى من الإصابات في الموسمين الماضيين بعدما أفسدت الإصابات مسيرته مع الريال، لتصبح يورو 2020 هي الفرصة المثالية أمامه للعودة إلى القمة والتأكيد على أن الإصابة لم تغلق الطريق نهائيا أمام سطوعه.
وولد هازارد عام 1991 في عائلة كروية حيث سبق لوالدته كارين أن لعبت في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم النسائية ببلجيكا حتى حملت هازارد فيما قضى والده تييري معظم مسيرته الكروية في فرق شبه محترفة.
ونشأ هازرد وأشقاؤه الثلاثة، ومن بينهم تورجان هازارد اللاعب السابق لكل من لنس الفرنسي وتشيلسي الإنكليزي وبوروسيا مونشنجلادباخ الألماني، والذي يلعب حاليا لبوروسيا دورتموند الألماني، على بعد أمتار من ملعب لتدريبات كرة القدم استغله الأشقاء الأربعة لصقل موهبتهم الكروية.
وانضم هازارد لنادى ليل الفرنسى وهو فى الرابعة عشرة عام 2005 وتدرج فى صفوف فرق الناشئين حتى صعد للفريق الأول وساهم فى فوزه بلقب الكأس موسم 2011-2010 بجانب حصوله على لقب أحسن لاعب فى فرنسا لموسمين.
وتعاقد تشيلسي مع هازارد في حزيران/ يونيو 2012 مقابل 32 مليون جنيه استرليني (46.5 مليون دولار). وكان طبيعيا أن يعلق أنصار تشيلسي على اللاعب آمالا عريضة وأن يتوقعوا منه الكثير.
ولم يخيب اللاعب في البداية آمال الجماهير في “ستامفورد بريدج” حيث أحرز لتشيلسي 13 هدفا في أول موسم له مع الفريق كما تصدر قائمة هدافي الفريق في الموسم التالي 2014 / 2015 وقاد تشيلسي للفوز باللقب كما فاز بجائزة أفضل لاعب في استفتاء رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين بإنكلترا.
وفي ذلك الوقت، أشاد البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لتشيلسي آنذاك باللاعب ووصفه بأنه “أحد أفضل ثلاثة لاعبين في العالم”.
ولكن حظوظ اللاعب تغيرت بعدها حيث غاب عن فريقه لفترة من موسم 2015 / 2016 بسبب الإصابة وتراجعت ثقة اللاعب أيضا.
ولكن اللاعب عاد للسطوع مع تشيلسي في المواسم الثلاثة التالية ليصبح هدفا واضحا للريال الذي تعاقد معه في 2019.
ورغم هذا، لم يقدم هازارد ما يستحق ذكره مع الفريق في الموسمين اللذين قضاهما في النادي الملكي.
ومع فوز اللاعب بالمركز الثالث في مونديال 2018 مع منتخب بلاده ، يتطلع هازارد حاليا إلى أن تكون يورو 2020 بمثابة طوق نجاة له بعد التعثر الواضح مع الريال.
وتنبع قيمة هازارد الكبيرة من مهاراته العالية وقدرته على الابتكار على أرض الملعب وسرعته بالكرة والتي يسيطر عليها بنفس الكفاءة بكلتا القدمين.
وقال أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان في 2010، عندما كان هازارد في التاسعة عشر من عمره: “إيدن موهوب فنيا كما يتميز بسرعة فائقة. سيصبح نجما كبيرا في المستقبل”.
وشارك هازارد مع منتخبات الناشئين والشباب في بلجيكا قبل استدعائه للمنتخب الأول في 2008 وهو لا يزال في السابعة عشر من عمره.
وبعد مباراته الدولية أمام منتخب تركيا في 2011، سيطر هازارد على عناوين الأخبار بشكل سلبي فيما سمي بفضيحة البرجر حيث شوهد وهو يأكل شطائر البرجر بصحبة عائلته خارج الاستاد بعد استبداله في مباراة المنتخب البلجيكي أمام نظيره التركي، وبدأ اللاعب وعائلته في تناول الطعام فيما كانت المباراة لا تزال جارية.
وخلال كأس العالم 2014 بالبرازيل، صنع هازارد هدفين لزملائه في المنتخب البلجيكي (الشياطين الحمر) وساعد الفريق على بلوغ دور الثمانية في البطولة قبل أن يخسر أمام نظيره الأرجنتيني، فيما سجل هدفا واحدا للفريق في يورو 2016 وخرج معه من دور الثمانية على يد منتخب ويلز.
وفي مونديال 2018 بروسيا، سطع هازارد وسجل للمنتخب البلجيكي ثلاثة أهداف كما سجل زميله المهاجم الخطير روميلو لوكاكو أربعة أهداف ليقودا الفريق إلى الفوز بالمركز الثالث في المونديال.
(د ب أ)