هانيا مروة: «سينما متروبوليس» ستعود قريباً بدعم الشركاء والجمهور

زهرة مرعي
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي» : لم يصدق عشّاق السينما المستقلة والتجريبية والوثائقية أن أبواب سينما أمبير – صوفيل، والمعروفة من قبلهم بسينما «متروبوليس» أصبحت موصدة. هذا ما حدث فعلاً في هذا المكان، الذي استمر على مدى 13 عاماً قبلة للشباب والشيب من متذوقي السينما غير الهوليوودية وغير التجارية. فما هي الحكاية؟ وماذا حدث بالتزامن مع الإنتفاضة الشعبية؟ ولماذا لم تعد متروبوليس إثر شهرين من التريث اختارتها لنفسها مع غيرها من المؤسسات المعنية بالثقافة في بيروت؟
□ تقول مديرة جمعية متروبوليس هانيا مروة لـ«القدس العربي»، رداً على سؤال «هل هي أزمة مكان أم أزمة لدى الجمعية»؟
■ بداية أوضح أننا كجمعية متروبوليس أطلقنا في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي حملة لجمع التبرعات بهدف تأمين استمراريتنا، بعد مصاعب مالية محدودة. فمن راقب الوضع في لبنان يعرف أن الأزمة سبقت انتفاضة 17 تشرين الأول/أكتوبر بأشهر، وأن الناس باتت حريصة على أموالها.
الحملة التي قمنا بها كانت كافية لجمع ما يساعد على الإستمرار طوال سنة 2020، وهذا ما التزمنا به حيال جمهورنا بتقديم برنامج كامل، دون أي تراجع عن كل ما درجنا عليه. مع بدء الثورة أقفلنا كما كافة المؤسسات الثقافية وفي بالنا أن التضامن مع الشارع لن يستمر أكثر من أسبوعين. ولدى مبادرتنا باستعادة نشاطنا أبلغنا المعنيين في شركة أمبير أنهم لن يفتحوا الصالة في «سنتر صوفيل».
□ وما هي صلتكم بأمبير؟
■ يجمعنا عقد لبرمجة العروض في الصالتين العائدتين لأمبير في مبنى صوفيل. ما كان يُعرض في صوفيل كان من اختصاص جمعية «متروبوليس». شركة أمبير تستأجر المكان من مالكي «سنتر صوفيل» وبنك عودة. نحن نضع البرامج وننظم المهرجانات وتعود المداخيل لأمبير. وهذه واحدة من المشاكل التي رافقت جمعية متروبوليس أننا نعمل وعلى مدار العام مجاناً. وهذا كان مجحفاً لنا، لكنه تركنا نتمتع بالإستقلالية بعيداً عن أثر السوق. فبرامجنا توضع انطلاقاً من قناعاتنا ومبادئنا، ومعادلاتنا لا تتغير سواء حضر الجمهور هذا الفيلم أو ذاك أو لم يحضره. وهذه المعادلة رافقتنا وارتضيناها لأكثر من عشر سنوات. إذاً المشكلة بين المُستأجرين والمؤجرين.
□ تعيشون إذاً أزمة أغلبية المواطنين فمشكلتكم مع المصرف؟
■ مشكلتنا ليست مباشرة مع المصرف. بصراحة لا تمييز بالنسبة لي بين أصحاب المال، سواء كانوا مصرفاً أو شركة تجارية، كما أمبير الذين جنوا أرباحاً هائلة على مدار السنوات وأستغرب أن يتخلوّا ومع بدء الأزمة الإقتصادية في لبنان عن حضورهم في هذه الصالة المميزة.
□ رأس المال معروف بجبنه؟
■ لكنهم شركة موجودة في السوق وفي الحد الأدنى يفترض أن تكون لديها التزامات تجاه السينما اللبنانية وجمهورها. كما لديهم صالات في كافة الدول العربية ولا ترتكز مداخيلهم على السوق اللبنانية. محزن طبعاً أن تكون تضحيتم بهذه الصالة الوحيدة التي شكلت متنفساً لفئة كبيرة من محبي السينما.
□ وهل نقول إنكم كجمعية استوعبتم الصدمة؟
■ ليست الصدمة الأولى، نحن معتادون ومررنا بالكثير من الظروف الصعبة. وللتذكير افتتحنا متروبوليس في 11 تموز/يوليو 2006، وفي 12 منه اندلعت الحرب. وبعد شهر على نهاية الحرب عدنا للعمل، وحتى خلالها قدمنا عروضاً للأطفال، الذين لجأوا مع ذويهم إلى الصالة، وكانت حينها في مسرح المدينة. الأزمات ليست جديدة ولم نكن قبلها نعيش في السويد وداهمتنا الأزمة. إيماني كبير بهذا الشعب وهذا الوطن، وبالناس الذين أعمل معهم، وكذلك الإيمان كبير بالشركاء والأصدقاء والمؤسسات والذين تواصلوا معنا عارضين بعض الحلول والأماكن.
□ إذاً ما هو الخيار التالي؟
■ نحن أمام عدة خيارات، نهتم بمكان نقدم فيه برنامجنا على مدار العام، وأن تكون لنا استقلالية حقيقة. في الخطوة التالية نبحث في أن لا نكون تابعين لمصرف أو أي رأسمال. وحتى يتحقق ذلك سنتعاون مع العديد من المؤسسات وسنباشر البرمجة قريباً. ولن نتنازل عن المهرجانات الناجحة، لأنها تشكل جزءا من هويتنا وانتمائنا لهذا البلد. وهذا ما نجيده. وخلال الأزمات يعتبر الإستمرار في الحياة الثقافية نوعاً من المقاومة. وإن تنازلنا عن الثقافة سنخسر أكثر من قدرة السلطة الفاسدة على ايقاع الخسارة بنا. رغم أن السلطة لا تعترف بنا كقطاع ثقافي ولم تدعمنا يوماً، وتوقفنا سيكون خدمة لها.
□ هل من موعد تقريبي للعودة؟
■ من الآن وإلى الشهر مقبل سنعود. وسنكون مع أفلام غير بعيدة عن الأجواء التي نعيشها. نختلف عن الصالات التجارية من خلال صلتنا الوثيقة بواقعنا ومحيطنا اللبناني والعربي. في تسلسل الأمور نشتري حقوق الأفلام من موزعين في الخارج، ولأننا غير قادرين على التحويل المالي فهذا يفرض علينا قيوداً جديدة. لكن الكثير من الموزعين عبّروا عن رغبة في التعاون وتفهموا الأوضاع المستجدة عندنا وأعلنوا تقديم الأفلام مجاناً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية