بغداد ـ «القدس العربي»: تخشى الحكومة العراقية من تداعيات حادثة اغتيال نائب القنصل التركي في أربيل (عاصمة إقليم كردستان العراق) على العلاقات بين بغداد وأنقرة، والتي شهدت مؤخراً تطوراً لافتاً.
وبعد يوم واحد على هجوم أربيل، شنّ سلاح الجو التركي غارة جوية استهدفت مسلحي حزب «العمال الكردساني»، الذين تعتبرهم أنقرة منظمة «إرهابية»، في شمال العراق.
وزارة الدفاع التركية أعلنت في بيان، أمس الخميس، أن «سلاح الجوي التركي شنّ غارة ضد العمال الكردستاني في منطقة قنديل شمالي العراق، بالتوازي مع عملية المخلب».
وأشارت البيان إلى «تدمير أسلحة ومخابئ وتحصينات تابعة للمنظمة الانفصالية، في الغارة الجوية».
وتأتي الغارة الجوية بعد بضع ساعات من تأكيد وزارة الخارجية التركية، في بيان، أنه «سيتم الرد بالشكل اللازم على هجوم أربيل الشنيع».
في الموازاة، وصل جثمان نائب القنصل التركي العام في مدينة أربيل فجر أمس الخميس، إلى بلاده.
والدبلوماسي التركي الذي قُتل في هجوم أول أمس، يُدعى عثمان كوسه، يبلغ من العمر (36) عاماً، وهو أب لطفلين.
وفي تطور لاحق، توفي أحد جرحى الهجوم المسلح على الدبلوماسيين الأتراك في محافظة أربيل، بعد إصابته بإطلاقتين إحداهما في الرأس.
وطبقاً لمصادر متطابقة (أمنية، وصحافية)، فإن «المواطن بشدار رمضان، توفي متأثراً بجروحه، وذلك بعد إصابته في الهجوم الذي وقع في أحد مطاعم أربيل».
وكان رمضان، وهو من أهالي منطقة ديانة في إقليم كردستان، قد جاء إلى أربيل في زيارة.
وبذلك، يرتفع عدد قتلى الهجوم إلى ثلاثة أشخاص، بينهم الدبلوماسي التركي، بعد أن توفي في موقع الحادث مواطن آخر يدعى نريمان عثمان، كان قادماً من منطقة جنديان إلى أربيل، وهو متزوج وله 3 أطفال.
وتشير رواية مالك المطعم، الواقع في منطقة إمباير سيتي الراقية، قرب مقر القنصلية التركية في أربيل، إلى أن «شخصاً دخل إلى المطعم وتوجه إلى مائدة كان يجلس عليها ثلاثة أشخاص، فأخرج مسدسين وبدأ بإطلاق النار الكثيف عليهم فأردى اثنين منهم قتيلين وأصاب الثالث بجروح بالغة قبل أن يلوذ بالفرار».
ونجا نجل شقيق رئيس إقليم كردستان الجديد، نيجيرفان بارزاني، من الهجوم المسلح الذي وقع عندما كان متواجداً في المطعم.
وقال متين دلوفان بارزاني، في بيان له، أمس الخميس، انه «عندما وقع الهجوم في المطعم في اربيل، كنت وعدداً من الأصدقاء هناك لتناول وجبة الغداء شأننا شأن العشرات من المواطنين».
وأضاف: «نحمد الله أننا جميعا قد نجونا ولم نصب، ولكن للأسف أصيب آخرون وسقطوا ضحايا لذلك الهجوم».
ولفت إلى أن «بعض القنوات الإعلامية غير المسؤولة استغلت تواجدي داخل المطعم لأغراض أخرى ونشروا أخباراً (عن مقتله) لا أساس لها». أكد اعتزامه اللجوء إلى القضاء بما يخص هذا الملف، وسيرفع دعوى قانونية ضد تلك القنوات.
ويأتي الحادث، وهو الأول من نوعه منذ نشوء حكومة كردستان عام 1992، بعد أسبوعين فقط من عملية اغتيال ديار قرداغي، أحد كبار القادة الميدانيين في حزب العمال الكردستاني، من قبل عناصر جهاز المخابرات التركية المعروف اختصاراً بـ«ميت».
فيما أصدر ديار دنيز، رئيس الدائرة الإعلامية في قوات حماية شعب كردستان الجناح العسكري لحزب «العمال الكردستاني»، بياناً مقتضباً نفى فيه أي صلة لحزبه بعملية الاغتيال.
وأعرب رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، خلال اتصاله هاتفياً بوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن إدانته للحادث.
استقرار المنطقة
وذكر بيان لمكتب رئيس وزراء كردستان، بأن «بارزاني وجاويش أوغلو «أكدا على ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة وأمنها».
كذلك، أدانت رئاسة كردستان «بشدة» ما أسمته «الفعل الإجرامي الجبان»، مشددة على أنها لن تسمح بتعقيد أمن الإقليم.
وفي العاصمة العراقية بغداد، أجرى وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، اتصالاً بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو، فيما أكد أن العمل الإجرامي لن يؤثر في طبيعة العلاقات بين بغداد وأنقرة.
وشدَّد خلال الاتصال، على أنّ «وزارة الخارجيّة تُنسّق مع السلطات العراقـيّة المعنيّة بالتحقيق في الحادث؛ لغرض الوُقوف على أسبابه، ومعرفة مُلابَساته»، مؤكداً أنّ «هذا العمل الإجراميّ لن يُؤثر في حجم وطبيعة العلاقات بين بغداد وأنقرة، وإنـَّما يزيد الجانبين إصراراً على تدعيمها أكثر خدمة لتطلعات الشعبين الصديقين».
غارة جوية تركية ضد «الكردستاني» شمالي العراق
كما أدان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الهجوم، داعياً إلى تعزيز الإجراءات الأمنية للبعثات الدبلوماسية وتأمين حركة موظفيها.
وقال في بيان: «نستنكر بشدة الهجوم الإرهابي الذي تعرض له موظفو القنصلية التركية في محافظة أربيل بإقليم كردستان، ونقدم تعازينا وعظيم المواساة للشعب التركي ولذوي الضحايا، وندعو بالشفاء العاجل للجرحى جراء هذا العمل الإرهابي المروع».
وأضاف أن «هذا الهجوم يعدُّ استهدافًا لأمن العراق وسيادته وللاستقرار الذي تحظى به مدن إقليم كردستان»، مطالباً الجهات الأمنية في الإقليم والحكومة الاتحادية بـ «متابعة الجناة، وإلقاء القبض عليهم، والكشف عن هويتهم؛ لينالوا جزاءهم العادل».
وطالب أيضاً بـ« تعزيز الإجراءات الأمنية للبعثات الدبلوماسية، وتأمين حركة موظفيها في عموم العراق».
إساءة
وتأكيداً لقلق العراق على تأثر العلاقات بين بغداد وأنقرة، بـ«هجوم أربيل»، أعلن رئيس تحالف «القرار العراقي» أسامة النجيفي، في بيان له، أن «هذه العملية الإرهابية تعد جريمة خطيرة وتجاوزاً مقصوداً هدفها الإساءة للعلاقات بين الجارين الصديقين العراق وتركيا».
التصريح جاء مطابقاً تماماً لموقف تحالف المحور الوطني «السنّي»، الذي أشار في بيان إلى أن «التفاهمات الأخيرة بين العراق وتركيا وطبيعة التعاون الجاد بين البلدين أزعجت قوى الشر ودفعتها لهكذا جرائم دموية».
وأدان التحالف الهجوم، داعياً أربيل إلى «حفظ الأمن وإلقاء القبض على المجرمين لنيلهم الجزاء العادل بأسرع وقت».
في الأثناء، حثّ زعيم تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم، الجهات الأمنية على «بذل قصارى جهودها لكشف ملابسات الحادث وتقديم مرتكبيه الى العدالة».
وشدد في بيان له، على «ضرورة الحفاظ على حياة أعضاء البعثات الدبلوماسية في العراق»، مؤكداً «حرص العراق على تمتين علاقته مع الجارة تركيا، وعدم تسبب هذا الاستهداف بزعزعة العلاقة بين البلدين».
أما عضو من جلس النواب على كتلة «المستقبل» الكردية المعارضة، سركوت شمس الدين، فحمّل رئيسي الإقليم والحكومة مسؤولية الحادث، عازياً السبب في وقوع هجوم أربيل إلى الصراع الخفي بين الجانبين على الملف الأمني.
وأضاف، في بيان له، أن «السلطات الأمنية يجب أن تكشف هوية المجرمين الذين قتلوا ثلاثة دبلوماسيين أتراك، بينهم نائب القنصل العام، في أحد مطاعم اربيل، خصوصاً أن المطعم مزود بكاميرات مراقبة أمنية»، مبيناً أن «تأخير إعلان هويات هؤلاء المجرمين سيولد الشكوك ويثير الكثير من علامات الاستفهام حول الجهة التي قامت بهذا العمل».
واستنكر «هذا العمل الإرهابي الذي يحاول البعض من خلاله خلق أزمات جديدة بين العراق وجيرانه من خلال قتل الدبلوماسيين أو الاعتداء على السفارات وغيرها من التصرفات اللامقبولة».
ووجه «أصابع الاتهام في زعزعة الأمن في كردستان إلى رئيس الإقليم ورئيس الحكومة هناك، والصراع الخفي الذي لا يزال قائماً بينهما بالسيطرة على الملف الأمني، وما أعقبها من تغييرات طالت الكثير من القيادات الأمنية المهمة»، مؤكداً أن «رئيس الإقليم يحاول إدارة الملف الأمني دون أدنى فكرة عنه».
قطر تدين
إلى ذلك، أدانت الحكومة القطرية الهجوم، مطالبة بفتح تحقيق عاجل وملاحقة العناصر الضالعة في الهجوم.
وقالت الخارجية القطرية، في بيان، إن «دولة قطر تدين بأشد العبارات، مقتل موظف بالقنصلية التركية العامة في مدينة أربيل العراقية، في هجوم مسلح على أحد المطاعم بالمدينة».
وشدد البيان على «ضرورة فتح تحقيق عاجل في الحادثة، وملاحقة العناصر الضالعة في الجريمة وتقديمها للعدالة وضمان عدم إفلاتها من المحاسبة».
كذلك، عبّرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق «يونامي» جينين هينيس بلاسخارت، عن إدانتها لمقتل دبلوماسي تركي ومدني عراقي في هجوم مسلح في أربيل.
وقالت، في بيان، إنها «تُدين بشدة مقتل دبلوماسي تركي في هجوم مسلح في أربيل في إقليم كردستان، الذي قُتل فيه أيضاً مدنيٌّ عراقي وجُرح آخر».
وأضافت: «لا يمكن تبرير هذا الهجوم الشنيع تحت أي ظرفٍ ويجب إدانته بشدة»، داعية إلى «بذل أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف جهود السلطات لإجراء تحقيقٍ شاملٍ وإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم إلى العدالة».
في الأثناء، أدانت بعثة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد، الهجوم «البشع».
وذكرت في بيان: «تُدين بعثة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد الهجوم البشع على موظفي القنصلية التركية في أربيل، ونتقدم بتعازينا القلبية للبعثة الدبلوماسية التركية».
١- كيف هرعت قوات الامن لمكان الحادث ولقد استخدم مسدسات كاتم الصوت فيها
٢- لماذا لم يبادر مسلحان دخلا المطعم في نفس الوقت الذي غادر القتلة فيها مكان الحاث الى اطلاق النار عليهما وكيف ترك القتلة هذين المسلحين ببساطة
٣- هل كان تواجد المواطنين المقتولين في هذا المطعم الراقي صدفة وهل هي صدفة ايضا تواجد نجل شقيق رئيس الاقليم هناك
٤- لماذا لم تساڕع قوات الامن بنشر صور القتلة لتسهيل القبض عليهما
٥- لماذا تركت قوات الامن الجهة التي قامت بالعملية غامضا طوال هذه المدة
٦- ما هو سر اهتمام الاردن المبكر بالحادث وتسارعها لادانته. هل كانت هنالك طبخة سيناريو لم ينضج لتوجيه ضربة لتركيا واتهام طرف آخر بها؟
٧- كيف يتنقل قتلة مـــــحترفون بين كاميرات المراقبة بكل هذە الطمأنينة