هجوم موسكو: اعتقال 11 شخصاً وأعداد القتلى بالارتفاع و«تنظيم الدولة» يتبناه

ناصر الأمين
حجم الخط
0

نفّذ «تنظيم الدولة الإسلامية» هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010 لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.

لندن ـ «القدس العربي»: أعلنت روسيا، أمس السبت، توقيف 11 شخصا، بينهم أربعة مهاجمين ضالعين في الهجوم الذي نفذ في صالة للحفلات الموسيقية، مساء الجمعة، في ضاحية موسكو تبناه «تنظيم الدولة الإسلامية» وأسفر عن مقتل 115 شخصا على الأقل. ويعدّ هذا الهجوم الأكثر حصدا للأرواح في موسكو منذ عشر سنوات على الأقلّ.

وأفاد الكرملين في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية إن مدير جهاز الأمن الفدرالي «إف إس بي» أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين «بتوقيف 11 شخصاً، بينهم أربعة إرهابيين ضالعين مباشرة في الهجوم».
وجاء في البيان أن «مدير جهاز الأمن الفدرالي ألكسندر بورتنيكوف أبلغ الرئيس بتوقيف 11 شخصا، من بينهم أربعة إرهابيين متورطين في الهجوم الإرهابي على صالة كروكوس». وأوقف هؤلاء الأربعة المشتبه في أنهم منفذّو الهجوم، في منطقة بريانسك الواقعة على الحدود مع أوكرانيا وبيلاروس، وفق لجنة التحقيق.
وأكّدت أجهزة الأمن الروسية، السبت، أن المشتبه بهم كانت لديهم «جهات اتصال» في أوكرانيا إلى حيث كانوا يعتزمون الفرار. ولم تقدم السلطات أي دليل على هذه الصلات المفترضة التي لم تحدّد طبيعتها، في حين نفت أوكرانيا الجمعة أي ضلوع لها. ورداً على ذلك، قال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على منصة «إكس»: «الروايات التي تقدّمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة».
ولم تعلّق السلطات الروسية على إعلان «تنظيم الدولة» مسؤوليته عن الهجوم ولم يظهر الرئيس فلاديمير بوتين علنا منذ الهجوم الأكثر فتكا في روسيا منذ منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وارتفعت حصيلة الهجوم إلى 115 قتيلاً، وفق ما أعلنت السلطات الروسية، السبت، مشيرة إلى أن العدد سيستمر في الارتفاع على الأرجح. وأوضحت لجنة التحقيق عبر «تلغرام» أن هناك أشخاصا توفوا متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية ومن استنشاق الدخان بعدما اشتعلت النيران في المبنى. وكتب حاكم منطقة موسكو، أندري فوروبيوف، على تلغرام: «يعمل المنقذون 24 ساعة على 24 في الموقع. عثر على 20 جثة أخرى تحت الأنقاض. سيستمر العمل لأيام عدة».
وأشارت في وقت سابق إلى أن المهاجمين المشتبه في تنفيذهم الهجوم استخدموا «أسلحة أوتوماتيكية» وأشعلوا المبنى بواسطة «سائل قابل للاشتعال».
ونفّذ «تنظيم الدولة الإسلامية» هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010 لكنه لم يتبنّ أي هجوم بهذا الحجم في البلاد. وأعلن التنظيم في بيان على تلغرام أنّ مقاتليه «هاجموا تجمّعا كبيرا في محيط العاصمة الروسيّة موسكو». وزعم التنظيم أنّ مقاتليه «انسحبوا إلى قواعدهم بسلام».
والهجوم الذي بدأت وسائل الإعلام الروسيّة الإبلاغ عنه قرابة الثامنة والربع مساء، نفّذه عدد من المسلّحين في كروكوس سيتي هول، وهي قاعة للحفلات الموسيقيّة تقع في كراسنوغورسك عند المخرج الشمالي الغربي للعاصمة.
وقال أليكسي، وهو منتج موسيقي كان في غرفة تبديل الملابس وقت الهجوم: «قبل البداية مباشرة، سمعنا فجأة رشقات ناريّة من أسلحة رشّاشة وصراخ امرأة ثمّ الكثير من الصراخ».
وكانت السفارة الأمريكية في روسيا حذّرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن «متطرّفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمّعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك حفلات موسيقيّة».لكن الرئيس الروسي رفض تلك التصريحات التي اعتبرها «استفزازية» وقال: «يبدو كل ذلك كأنه ابتزاز محض ورغبة في تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره».
ورغم تبني تنظيم الدولة الإسلامية الهجوم، يبقى هناك العديد من الأسئلة التي ينبغي الإجابة عليها.
وحسب وسائل إعلام روسية والنائب ألكسندر خينستين، فإن بعض المشتبه بهم من طاجيكستان.
وأوضحت سلطات طاجيكستان الواقعة في آسيا الوسطى أنها «لم تتلق تأكيدات من السلطات الروسية بشأن المعلومات الكاذبة المتداولة حاليا حول ضلوع مواطنين» من طاجيكستان في الهجوم.
ومنذ استقلالها عن الاتحاد السوفياتي في العام 1991 تواجه طاجيكستان العديد من الحركات الإسلامية المسلحة. وفي السنوات الأخيرة، اتُهم مواطنون طاجيكيون بضلوعهم في هجمات جهادية، خصوصا في إيران.
ونشرت قناتا «بازا» و»ماش» الإخباريتان المقربتان من سلطات إنفاذ القانون في روسيا، مقاطع فيديو تظهر مسلّحَين على الأقل يدخلان إلى القاعة ومشاهد أخرى تظهر جثثا ومجموعات من الأشخاص يهرعون للخروج.
والسبت، كانت عناصر من الشرطة والقوات الخاصة ما زالت منتشرة خارج القاعة حيث أصبح الجزء العلوي متفحما ومدمّرا جزئيا بسبب النيران التي اجتاحته في اليوم السابق. وكان مئات من عناصر الإنقاذ يعملون على إزالة الأنقاض، وهي مهمة أعلن حاكم منطقة موسكو السبت أنها ستستغرق أياما عدة.
ومنذ الصباح، اصطفت طوابير طويلة أمام بعض مراكز التبرع بالدم في موسكو، كما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام الحكومية. كما ظهرت في بعض مواقف الحافلات في المدينة ملصقات تظهر شمعة مرفقة بجملة «نحن في حداد 22/03/2024» وهو تاريخ الهجوم.
وجاءت الإدانات للهجوم الإرهابي من جميع أنحاء العالم، ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «بأشد العبارات الهجوم الإرهابي» في موسكو، وفق ما أورد المتحدث باسمه فرحان حق في بيان. كما قدم مجلس الأمن الدولي تعازيه وحض جميع الدول على «التعاون بصورة نشطة» مع الحكومة الروسية والسلطات الأخرى لمحاسبة مرتكبي ومؤيدي «هذه الأعمال الإرهابية المشينة وتقديمهم للعدالة».
وقدم البيت الأبيض تعازيه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: «نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع».
كما قدم الرئيس الصيني شي جينبينغ، السبت «تعازيه» لنظيره الروسي وأكد أن «الصين تعارض الإرهاب بكل أشكاله وتندد بشدة بالهجوم الإرهابي وتدعم بحزم جهود الحكومة الروسية للحفاظ على الأمن والاستقرار» في البلاد، وفق ما نقلت وكالة الصين الجديدة للأنباء.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو إن «الاتحاد الأوروبي يشعر بالصدمة والهلع إزاء التقارير الواردة عن هجوم إرهابي في كروكوس سيتي هول في موسكو. يدين الاتحاد الأوروبي جميع الهجمات على المدنيين». فيما أدان وزير الخارجية ديفيد كامرون الهجوم، مضيفاً: «تعازينا الحارة والعميقة لعائلات الضحايا الكثيرين».
ودان المستشار أولاف شولتس السبت الهجوم، قائلاً على منصة إكس: «أفكارنا مع عائلات الضحايا وجميع الجرحى» مضيفاً: «من كل قلبنا نحنا مع المواطنين الروس». كما دان الرئيس إيمانويل ماكرون الهجوم، مضيفاً: «تعرب فرنسا عن تضامنها مع الضحايا وأحبائهم والشعب الروسي بكامله».كما أدانت كل من إيطاليا وإسبانيا والسويد الهجوم.
عربياً، أعربت الرئاسة الفلسطينية عن «إدانتها الشديدة واستنكارها للهجوم» فيما دانت حركة حماس الهجوم، مقدمة التعازي للقيادة والشعب الروسي وعائلات الضحايا. وأكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في رسالة لبوتين تضامن لبنان «الكامل مع روسيا الاتحادية». كما بعث الرئيس بشار الأسد رسالة إلى بوتين اعتبر فيها أن الهجوم «يرتبط مباشرة بالهزائم القاسية والمُوجعة التي تتكبدها النازية الجديدة» جراء «العملية العسكرية الخاصة» لموسكو في أوكرانيا.
وقالت الخارجية السعودية عبر منصة إكس إنها «تدين وتستنكر بشدة الهجوم» فيما استنكرته الخارجية الإماراتية في بيان معبرة عن «خالص تعازيها ومواساتها إلى الحكومة الروسية والشعب الروسي الصديق».
وعبر الرئيس إبراهيم رئيسي في رسالة عن تعازيه، داعياً لتحرك جدي من المجتمع الدولي لمعاقبة مخططي ومنفذي الهجوم.
ودانت كل من تركيا والاتحاد الأفريقي والهند ومالي، أفغانستان، وغيرهم الهجوم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية