الناصرة- “القدس العربي”:
كشفت بيانات رسمية عن ارتفاع نسبة هدم المنازل العربية في بلدات النقب العربية داخل أراضي 48 بـ268% في السنوات القليلة الأخيرة نتيجة تصعيد السلطات الإسرائيلية سياسات التطهير العرقي في صحراء النقب.
وكشف عن ذلك في اجتماع للجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندرية برئاسة النائبة عايدة توما – سليمان (الجبهة-المشتركة) حول موضوع هدم البيوت في النقب وأثره على النساء وذلك بحضور ممثلات عن منتدى التعايش السلمي في النقب، جمعية سدرة وممثلين عن الوزارات ذات الصلة بالأمر وسط امتناع وزارة الصحة والشرطة الإسرائيليتين من الحضور وتقديم إجابات وحلول مقترحة.
وافتتحت رئيسة اللجنة توما – سليمان بالإشارة إلى جلسة سابقة كانت قد عقدتها في الكنيست الـ20 حول قضية هدم البيوت وقالت: “للأسف، الحاجة لمناقشة قضية هدم البيوت العربية ما زالت قائمة لا بل ازدادت إلحاحا نظرا لاستمرار حالات الهدم وازديادها في السنوات الأخيرة. نجتمع اليوم لمناقشة جانب مظلم ومغيب بعض الشيء عن الخطاب العام بما يتعلق بهدم البيوت وهو الأثر النفسي والصحي للهدم على النساء والأطفال في النقب خاصة. نتحدث بالأساس عن انعدام شبه تام للخدمات النفسية والصحية لهؤلاء النساء المتضررات من الهدم”.
لن نختفي ولن تتبخر
واستمعت اللجنة لشهادات حية لنساء عربيات هدمت بيوتهن تحدثن عن معاناتهن الصحية والنفسية في أعقاب الهدم منهن مريم أبو القيعان التي تم هدم بيتها وسائر بيوت قرية أم الحيران في سنة 2017 وخلال الهدم تم قتل ابن العائلة المرحوم يعقوب أبو القيعان. وقالت أبو القيعان عن تجربتها: “من الأجدر بإسرائيل أن تجد حلولا لأننا صامدون هنا، لن نختفي ولن تتبخر”.
أما حمدة أبو جريبيع من قرية وادي النعم من النقب التي تلقت أمر هدم بيتها قبل أيام فقالت: “أمي امرأة مسنة عمرها يزيد عن 95 عاما، بيتها القديم كان في حالة مزرية وكانت المياه تسيل من سقفه في الشتاء ولا يمكن أن تعيش فيه سيدة مسنة ومريضة، قررت بناء بيت جديد لها والآن البيت الجديد مهدد بالهدم” وأضافت متسائلة: “في حال تم هدم البيت إلى أين نذهب؟”.
وقد عرضت في الجلسة نتائج تقرير من تحضير منتدى التعايش السلمي في النقب حيث أظهرت المعطيات ازديادا حادا في عمليات الهدم منذ العام 2013، حيث ارتفع عدد حالات الهدم خلال 8 سنوات من 697 حالة هدم في عام 2013 إلى 2568 حالة هدم في عام 2020 – ارتفاع بنسبة %268.
أمَا عن أثر الهدم على النساء والأطفال فقد جاء في التقرير: “تتسم الصدمة الناجمة عن الإخلاء والعواقب المترتبة عليها، بظهور آثار كبيرة على صحة الأمهات. حيث يمكن للأحداث المتعلقة بالفقر مثل حالات الإخلاء القسري أن تقلل من قدرة الأمهات على توفير دور داعم من قبلهن كأمهات، وتزيد من ميول الأم لفرض العقوبات والتصرف بشكل غير مستقر مما يؤدي إلى معاناة نفسية كالاكتئاب، ومعاناة اقتصادية- اجتماعية كالفقر ومشاكل صحية كثيرة”.
في تعقيبها على المعطيات قالت توما-سليمان: “بلغ عدد الأطفال الذين رأوا بيتهم يهدم من قبل السلطات الإسرائيلية أكثر من 24 ألف طفل، فبدل التحريض على أهلنا وشبابنا في النقب يجب أن نعي جيدا أنه في كل بيت تقريبا في النقب هنالك طفل شاهد الدولة تهدم بيته وتناصبه العداء”.
وخلصت توما – سليمان للقول في هذا المضمار: “استمعنا إلى وزارة الرفاه ومن الممكن القول إن هذه السياسة غير منطقية، يتحدثون عن التمكين الاقتصادي من جهة ويدمرون من جهة أخرى. هؤلاء النساء موجودات هناك قبل النكبة وقيام إسرائيل وعلى هذه إيجاد الحلول وقبل توزيع وعود بالاعتراف بالقرى غير المعترف بها، على الدولة أن تعترف فعلا ومباشرة”.
لجنة التوجيه العليا تقرر تصعيد النضال ضد جرائم هدم البيوت وحرث المزروعات
بالتزامن عقدت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب اجتماعا موسعا في قرية أم بطين بحضور شخصيات قيادية ومهنية وممثلين عن القرى مسلوبة الاعتراف حيث ناقشت المخططات السلطوية الإسرائيلية متمثلة بحراثة المحاصيل الزراعية، هدم البيوت العربية وتهجير قرى بأكملها في الزرنوق ووادي القرين وإقامة مستوطنات يهودية لقطع التواصل بين القرى العربية ومحاصرتها وإمكانية تطورها مستقبلا.
وقد اتخذت عدة قرارات: حملة واسعة لغرس أشجار الزيتون في المناطق المستهدفة عشية يوم الأرض الخالد، تعزيز النضال الجماهيري من خلال وقفات احتجاجية أسبوعية على مفترق راهط / لاهفيم ومفرق السقاطي. كذلك اتخذ قرار بالقيام بحملة إعلامية تفضح ممارسات الفصل العنصري التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية وتنظيم زيارات لسفراء الدول المؤثرة للاطلاع على الممارسات العنصرية والتي تشكل انتهاكا لكل المواثيق الدولية حول الحق في المسكن والملكية.
كما تقرر اعتماد التخطيط البديل المهني لمواجهة المخططات السلطوية، فتح باب لجنة التوجيه للممثلين عن كل القرى مسلوبة الاعتراف لأخذ دورهم في النضال الشعبي، افتتاح مقر دائم للجنة التوجيه لتقديم الاستشارة والتوجيه المهني للمواطنين العرب ودعم أصحاب البيوت المهددة بالهدم والمتضررين من عملية حراثة المحاصيل الزراعية.