هذا البلد يدرس إمكانية مساعدة السجناء المرضى على الانتحار

حجم الخط
0

جنيف: هل يمكن مساعدة السجين المريض على الانتحار؟ كشفت حالة غير مسبوقة في سويسرا لمجرم خطر مسجون مدى الحياة يريد الاستفادة من الانتحار بمساعدة الغير.

وكتب السجين بيتر فوغت (69 عاما) الذي يعاني من وزن زائد وأمراض عدة منها قصور في وظيفة الكليتين والقلب: “سيكون الوضع إنسانيا أكثر إن انتحرت بدلا من أن أدفن حيا على مدى السنوات المقبلة”.

وقد أنهى هذا الرجل المدان بارتكاب جرائم اغتصاب متكررة عقوبته منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أنه محتجز مدى الحياة في مركز تابع لسلطة السجون في بوستاديل في شمال البلاد لأن الاضطرابات النفسية التي يعاني منها تجعله خطرا جدا. ويسمح له في حالات استثنائية جدا الخروج من السجن برفقة عناصر من الشرطة على الدوام.

في تموز/يوليو 2018، اتصل فوغت بمنظمة “اكزيت دويتشه شفايتس” للانتحار بمساعدة الغير. وقال نائب رئيس المنظمة يورغ فيلر: “قلنا له إن حالته بحاجة إلى توضيح”.

في سويسرا تحكم الأخلاقيات الطبية الانتحار بمساعدة الغير فضلا عن منظمات مثل “اكزيت” التي وضعت ضوابط خاصة بها تتعلق بأمور مثل العمر والأمراض وهي أكثر صرامة من القانون الجزائي.

وينص القانون فقط على أن “وحده الشخص الذي يساعد شخص آخر على الانتحار +بدافع أناني+ يعاقب”.

وتنوي السلطات اتخاذ موقف من هذه المسألة مطلع العام 2020 وطلبت رأي المركز السويسري للاختصاصات في مجال تطبيق العقوبات الجنائية (سي أس سي أس بي). واعتبر خبراء المركز في تشرين الأول/أكتوبر أن الانتحار بمساعدة الغير في السجون ممكن في ظل بعض الشروط بسبب حق الأفراد في “تقرير المصير”.

فكل سجين يملك قدراته الإدراكية ينبغي أن يكون قادرا على اللجوء إلى هذا الخيار “إن كان مصابا بمرض جسدي أو نفسي يعرضه لأوجاع لا تحتمل” على ما قالت باربرا رونر المحامية والمعدة الرئيسية لتقرير المركز السويسري.

وفي حالة المرض النفسي ينصح مركز “سي أس سي أس بي” بتقييمين مستقلين من أخصائيين. ويوصي السلطات كذلك التي لها “واجب مساعدة” السجناء أيضا، بالتحقق من عدم ارتباط أي طلب مساعدة على الانتحار بأزمة عاطفية.

واعتمدت “اكزيت سويس روماند” مبدأ الموافقة فقط على طلبات السجناء الذين يعانون من مرض جسدي خطر، في حال أعطت السلطات الضوء الأخضر لذلك. إلا أن هذه المسألة لا تزال تثير جدلا.

ورأت كريستين بوسا مؤسسة جمعية “مارش بلانش” السويسرية: “ينبغي أن يعود القرار إلى الضحايا وعائلاتهم لكن هذا غير ممكن في الواقع”.

ويرى غالبية خبراء القانون والجريمة من جهتهم أنه من غير المعقول حرمان السجناء من الانتحار بمساعدة الغير في حين أن هذا الحق مضمون لبقية سكان سويسرا.

وقالت سيلين إيرفان الخبيرة في الشؤون الأخلاقية في تصريح تلفزيوني إن منع شخص يعاني، من الانتحار قد يستحيل “شكلا من أشكال التعذيب”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية