حجاج في مشهد “كاريكاتوري” بعد الإفراج عنه.. “ألغاز” الحبل المشدود بين الإمارات والأردن

حجم الخط
35

لندن – “القدس العربي”:

ظهر رسام الكاريكاتير الأردني عماد حجاج مباشرة بعد الإفراج عنه مرتديا ملابس بسيطة إثر توقيفه ليومين بعد اتهامه بتعكير صفو العلاقات مع دولة الإمارات الشقيقة.

والتقط نقيب الصحافيين راكان السعايدة صورة إلى جانب حجاج على أبواب سجن السلط غربي العاصمة عمان.

وظهر الرسام الذي حظي بتضامن عملاق على المستوى الشعبي وأيضا النخبوي مرتديا تي شيرتا أسود اللون وحذاء بلاستيكيا مفتوحا في قدميه “شبشب”.

ويحمل كما يفعل السجناء المفرج عنهم كيسا بلاستيكيا فيه بعض متعلقاته الشخصية، وذلك ضمن تداعيات مفعمة أيضا بالكاريكاتور.

ولم تعرف بعد الأسباب التي أدت إلى الإفراج بكفالة من قبل محكمة أمن الدولة عن الرسام حجاج فيما أسباب اعتقاله واضحة وعلنية بعد احتجاجات واسعة من قبل دولة الإمارات.

ويبدو أن الإفراج عن حجاج جاء محصلة لعدة اعتبارات من بينها الحملة النشطة والعاصفة الإلكترونية التي طالبت بالإفراج عنه، والمقالات والتقارير التي أمطرت الحكومة الأردنية بسبب قرار توقيف فنان عبر بالرسم عن رأيه حيث شاركت بالحملة إضافة إلى لجان وطنية ومحلية صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ومنظمة هيومن رايتس ووتش.

وتبلغ مصادر حكومية بأن وزارة الاتصال والإعلام تلقت إفصاحات وإشعارات باستياء العديد من المنظمات الحقوقية الدولية بسبب ما حصل مع حجاج وكذلك ما حصل مع نشطاء من المعلمين لا يزال بعضهم قيد الاعتقال والسجن.

ويرى مراقبون بأن مناخ وأجواء الحريات في الأردن بدأ يتعرض للتقلص وللشكوك.

لكن الإفراج بكفالة عن حجاج وخلافا للمألوف عن محكمة أمن الدولة بصفتها محكمة استثنائية مؤشر عملي على عدم وجود توافق في الإطار المرجعي للدولة على تحمل الكلفة الناتجة عن الضغوط الإماراتية.

ويبدو في السياق أن حكومة الرئيس الدكتور عمر الرزاز تشعر بالإحراج أكثر جراء اعتقالات لا يتقبلها ببساطة الرأي العام وتثير الضجيج بالخارج ولا تستطيع الحكومة نفسها السيطرة عليها وسط تزايد الانطباع في الداخل بأن الضغط الإماراتي أو ضغط التحالف مع أبو ظبي سياسيا بدأ ينتج المتاعب في الداخل الأردني.

والسبب في ذلك تفسيرات شعبوية قد تتسرع أحيانا في الربط بين إجراءات داخلية ومقتضيات أي شراكة اقتصادية أو سياسية مع دولة الإمارات كما كان يحصل في الماضي مع السعودية.

وحصل ذلك فعلا في الرصد والمتابعة عند التأزيم مع نقابة المعلمين.

وحصل وسط شكوك لا يمكن برهنتها عندما يتعلق الأمر بملف الإخوان المسلمين ويبدو أن مسألة الرسام الكاريكاتير حجاج علقت هنا وسط هذه الحسابات بسبب شعبية ونجومية الرسام وتصنيفه سابقا من بين أفضل عشرة رسامين في العالم.

بكل حال الإفراج عن حجاج وبعد يومين من توقيفه استجابة تكتيكية لكن قضيته ستبقى في المحكمة.

وبكل حال أيضا يتزايد الشعور بأن علاقات الشراكة مع أبو ظبي تتعرض الآن وبعد اتفاقية إبراهام لاختبار قاس يوازن المصالح بالخيارات ويحاول الحفاظ على علاقات قوية مع دولة الإمارات والمحور السعودي دون المساس بنفس الوقت بأبجديات مناخ الحريات العام داخليا.

تلك طبعا بعد تفكيك ألغاز اعتقال حجاج والإفراج عنه كرسالتين متوازيتين مهمة صعبة وقد تكون مفتوحة الاحتمالات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول بسمة:

    ما اروعه من كاريكاتير …بيفرط ضحك

    1. يقول حميد حنفي. المانيا..:

      قلنا لكم… لن يطول حبسة..!
      دبلوماسية أردنية حضارية لا بد منها …ده كل مافي الامر… الاردن أرقى بلد عربي… والله لو عندنا كان راح في سته وستين داهية.. ولا كانش بين خالص…عشت وإشتغلت في البلد دي خمس سنوات، ماحدش واحد بس قللي في يوم إنت غريب…الاردنيين شعب طيب وراقي..

    2. يقول بسمة ذياب:

      مش بفرط ضحك…بل بفرط تأمل وتفكير..

  2. يقول عليان العابد:

    اسال مجرب ولا تسال طبيب….ونحن اللذين جربنا سلام اليهود قبلكم …(لن تكون هذه اول( ثمار) السلام مع نتنياهو)

  3. يقول اردني من بريطانيا:

    اولا الحمد لله على السلامه.
    قالو مجنون يرمي حجر ببير مية عاقل ما بطلعلو.
    حبس عماد عجاج وتحويله لامن الدوله وتجديد حبسه عباره عن عدة احجار تحتاج لعدة مئات من العقلاء لتجاوز الاثار المدمره لهذا العمل.
    عماد عبر عن مكنون صدورنا ونشكره على ذلك.
    حبسه خطا والاصل ان لا يتكرر.

    كم مغرد يعاير الاردن حكومه وشعبا بمساعدات لا تصل للشعب، لماذا لا يحتجزهم نظام الامارات حتى وصلت الاداره لامير رفيع من العائله المالكه.

    لا تعبثو بكرامة الشعب فهي مثل الشرف لا تقبل المساومه.

  4. يقول Abdalla:

    معقول هذا الشخص يمكن ان يرعب دولا وانظمه!!!!

  5. يقول سامح //الأردن:

    *إطلاق سراح الموهوب(حجاج) متوقع
    وكل الحكاية حكومتنا الرشيدة ما بدها
    تزعل ساسة أبوظبي..
    حمى الله الأردن من الأشرار والفاسدين.

  6. يقول Omar:

    مع اني كنت من المعجبين جدا بسياسات وانجازات السيد محمد بن راشد ال مكتوم ..
    الا انني هنا اقول ان موضوع ربط اعلان التحالف ما بين حاشية ابو ظبي والكيان الصهيوني بموضوع شراء طيارات حربيه من امريكا اعتقد انه ربط غير موفق .. فالذي لا يعارض تواجد مفاعل نووي في ابو ظبي لن يعارض تواجد طيارات حربيه هناك ايضا .. فموضوع الطائرات من الاصل ما هو الا لذر الرماد في العيون ..
    ..
    اما موضوع الفقر والغنى على المستوى الدولي فهو موضوع مرتبط بادارة الدوله والقائمين عليها .. مثال لذالك ابريطانيا لا يوجد فيها غاز وبترول و زراعه ولكن ولكن بافضل المسؤولين عن ادارتها تعد من اغنى الدول ..

    1. يقول ابو ريان:

      اخي الكريم شكلك ناسي بترول بحر الشمال والأموال التي نهبتها بريطانيا العظمى من مستعمراتها وبالاضافه الى جعل لندن ملاذ آمن للمليارات المنهوبة من قبل الحكام الدكتاتوريين في العالم الثالث واخيرا اريد ان اذكرك ان كندا واستراليا ونيوزيلندا تابعة للتاج الملكي البريطاني.

  7. يقول Omar:

    مع اني من المعجبين جدا بسياسات وانجازات السيد محمد بن راشد ال مكتوم ..
    ..
    الا انني هنا اقول ان موضوع ربط اعلان التحالف ما بين حاشية ابو ظبي والكيان الصهيوني بموضوع شراء طيارات حربيه من امريكا اعتقد انه ربط غير موفق .. فالذي لا يعارض تواجد مفاعل نووي في ابو ظبي لن يعارض تواجد طيارات حربيه هناك ايضا .. فموضوع الطائرات من الاصل ما هو الا لذر الرماد في العيون ..
    ..
    اما موضوع الفقر والغنى على المستوى الدولي فهو موضوع مرتبط بادارة الدوله والقائمين عليها .. مثال لذالك ابريطانيا لا يوجد فيها غاز وبترول و زراعه ولكن بفضل المسؤولين عن ادارتها تعد من اغنى الدول ..

  8. يقول نبيل ...النرويج:

    أحلى وأجمل هدية لوجه الشر . على شيطان العرب أن يعلق لوحة مخلص العالم في قصره الزجاجي لأنه أجمل في اللوحة من الواقع.

  9. يقول ابراهيم الاردن:

    اجزم ان الكاريكاتور اثر بشكل عميق جدا ولو لم يحتج احد عليه لمر مرور الكرام ولن ينتبه له الا نوعيه معينه من الناس على عكس ماحصل كل وسائل العالم كتبت عنه ومعظم الناس تساءلو لما يسجن فنان كاريكاتير وبحثوا عن السبب ولم يروا منه العجب …. ابدى رأيه وسجن وانتشر الرسم في صقاع العالم كما تنتشر النار في الهشيم على غير ما أراد المعترضين …

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية