زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى السعودية ولقاؤه مع ولي العهد محمد بن سلمان هي الخطوة الأهم والأخطر حتى الآن في مسار التطبيع العربي مع دولة الاحتلال، ورغم أنها لم تأتِ متزامنة مع اتفاق علني ورسمي، كما كان الحال مع الإمارات والبحرين، إلا أنها تظل أهم من خطوة تطبيعية سابقة.
السعودية هي الدولة العربية الأهم والأغنى، وهي التي تتحكم بالعديد من السياسات العربية، كما أنها تهيمن على الجامعة العربية بالمشاركة مع مصر، وتهيمن على العديد من التشكيلات الدولية التي تمثل العالم الإسلامي، وهي التي تتصدر الحديث باسم المسلمين السنة في العالم، بسبب الدور التاريخي الذي تلعبه برعاية الحرمين الشريفين، كما أن السعودية تنام على أكبر احتياطي نفطي في العالم، وهي أكبر سوق استهلاكي بمنطقة الشرق الأوسط.
الزيارة البائسة لنتنياهو إلى السعودية واللقاء الذي انعقد بحضور وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، يؤكد على أن الرياض دخلت مسار التطبيع، وأن موجة التطبيع الخليجي ليس سببها محاولة إنقاذ ترامب في الانتخابات، كما كان يسود الاعتقاد، وإنما يريد ترامب أن يُقدم أكبر كمية ممكنة من الخدمات لإسرائيل على حساب العرب، قبل أن يغادر البيت الأبيض، ولذلك اتخذ خلال أربع سنوات فقط 14 قراراً مسانداً للاحتلال ضد الفلسطينيين، ويريد الآن أن يسابق الزمن بأن يفتح علاقات تطبيع مباشرة لإسرائيل مع أكبر عدد ممكن من الدول العربية، قبل أن يُغادر البيت الأبيض. في التطبيع الخليجي الاسرائيلي ثمة سؤال مهم، وهو: ما الذي يريده كل طرف من الآخر؟ ولماذا يتهافت الإسرائيليون والخليجيون معاً على إقامة العلاقات الرسمية والعلنية المباشرة؟
المكسب الوحيد الذي سيحصل عليه المطبعون هو بقاؤهم متمترسين على كراسي الحكم بحماية الإسرائيليين والأمريكيين..
على المستوى الخليجي أصبح معروفاً الدافع وراء التطبيع، وهو أن أنظمة الخليج تريد أن تحصل على الحماية الاسرائيلية على المدى الطويل في مواجهة المخاطر التي تهددها، وفي مقدمتها الخشية من إيران، أو من ثورات شعبية على غرار «الربيع العربي» وهذه الحماية هي التي تحدث عنها ترامب سابقاً بشكل علني وقال، إن الولايات المتحدة لن تواصل تقديمها بالمجان لهذه الدول الخليجية، ومنذ ذلك الحين بدأت دول الخليج تدفع ثمن هذه الحماية، والتطبيع مع الاحتلال ليس سوى جزء من الفاتورة. لكن السؤال الأهم ربما يكون: ما الذي تريده إسرائيل من دول الخليج؟ وما هي مصالحها هناك؟ والجواب على هذا السؤال يستدعي بحثاً عميقاً بطبيعة الحال، لكن من الممكن الإشارة في هذا السياق إلى ما يلي:
أولاً: على المستوى السياسي تقوم إسرائيل عبر التطبيع مع دول الخليج، بتجريد الفلسطينيين من ظهرهم التقليدي والتاريخي، حيث أن دول الخليج كانت داعماً مهماً للفلسطينيين سياسياً ومالياً، طوال العقود الماضية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، حيث كانت أغلب التبرعات التي تتدفق خلال الانتفاضتين الأولى (1987) والثانية (2000) تأتي من دول الخليج، بينما يتم الان تجفيف منابع هذا التمويل، كما يتم حصار السلطة الفلسطينية عربياً، لتقدم مزيداً من التنازلات للاحتلال.
ثانياً: تريد إسرائيل القفز على الفلسطينيين والأردنيين، في ما يتعلق بقضية القدس والمسجد الأقصى، والبحث عن بديل عربي وإسلامي من الممكن أن يتحدث باسم المقدسات، ويتولى أمر تحديد مصيرها، والدولة الوحيدة المرشحة لتكون هذا البديل هي السعودية، بحكم أنها بلد الحرمين، وأنها تلعبُ دوراً مهماً ومهيمناً على منظمة التعاون الاسلامي، وهي المنظمة التي تحاول أن تتصدر تمثيل المسلمين في العالم، وتضم 57 بلداً.
ثالثاً: تريد إسرائيل الاستفادة من أسواق الخليج على اعتبار أنها الأكبر والأهم في المنطقة، حيث كان المنتج الإسرائيلي يصل إلى هذه الأسواق طيلة العقود الثلاثة الماضية بصعوبة بالغة عبر قناتين، هما الأردن ومصر، وبالوضع التطبيعي الجديد فان إسرائيل تضمن الحفاظ على تفوقها الصناعي على المدى الطويل، بفضل وجود أسواق قوية تستهلك منتجاتها.
رابعا: تعاني إسرائيل، كما العالم أجمع، من أزمة اقتصادية خانقة بسبب وباء كورونا، وتريد التغلب على هذه الأزمة التي يتوقع الخبراء الاقتصاديون أن تستمر لأربع سنوات مقبلة، وعليه فان التطبيع مع دول الخليج سيفتح الباب أمام صناديق الاستثمار الخليجية، وتحديداً فإن لدى الإمارات والسعودية ثلاثة من بين أكبر عشرة صناديق سيادية في العالم، وهذه استثمارات موعودة ستتدفق على تل أبيب.
والخلاصة هو أن موجة التطبيع الخليجي الجديدة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي سوف تحقق مكاسب واسعة النطاق للاحتلال وستعني بالضرورة إضعاف الفلسطينيين وموقفهم، وتهديد القدس والمسجد الأقصى، أما المكسب الوحيد الذي سيحصل عليه المطبعون فهو بقاؤهم متمترسين على كراسي الحكم بحماية الاسرائيليين والأمريكيين.. ليس أكثر.
كاتب فلسطيني
أصبح الإسلام مطوق من جانبين أعداء الدين و الخونة العرب ،
هناك سبب جوهري لم تقف عنده وهو ان الفلسطينيين ( السلطة ) فشلت في إدارة ملف القضية رغم كل الدعم العربي خاصة الخليجي
وليس لدى السلطة رؤية لحل الصراع ما يكلّف الدول العربية خسائر ستراتيجية كبيرة بدون ان تخسر السلطة شيئا بالمقابل سوى الكلام.
اختي الكريمة معظم دول الخليج هي بؤر استيطانية وبعض حكام الخليج اتباع ودمى للصهيونية .
حكام العرب تنازلوا عن فلسطين مقابل عروشهم
كيف ” لخادم الحرمين الشريفين” أن يتخلى عن المقدسات الاسلامية.. وإذا فعل يجب أن يتخلى عن هذا اللقب، وعلى كل المسلمين مقاطعة الحج إلى بيت الله الحرام. لأن في ذلك إهانة لجميع المسلمين،
*أكيد حكام الخليج ما يهمهم هو (الكراسي)
والسؤال هل يستطيع الكيان الصهيوني المجرم
حمايتهم لفترة طويلة؟؟؟
سوف يندمون ولكن بعد فوات الأوان.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل حاكم فاسد مستبد أرعن متجبر (لا يخاف الله).
وفي أي سياق يدخل بروز الدور الإماراتي ـ أكبر المطبعين مع الكيان الاسرائيل ـ في منطقة المغرب العربي ودخولها على خط الحرب بين المغرب والبوليساريو.
كان على الاردن أو على الأقل شعب الاردن بالمطالبة بإعادة الاشراف الهاشمي على الحرمين الشريفين
فمنذ أن بدأت حركة الربييع العربي بدا واضحا أن دول ما يسمى الاعتدال بدأت تهتز الأرض تحت أقدامها .فهي لم تقم تحت شرعية شعبية باستثناء الاردن الذي بائع شعبه الأمير عبدالله بن الحسين على أن يكون ملكا للعرب ولكن البريطانيين استطاعوا بسياستهم فرق تسد ليس تقسيم الأرض العربية بل استطاعوا تقسيم الأسرة الهاشمية نفسها ووضعت ملكين منفصلين في دولتين منفصلتين
وفوق كل ذلك مخطط البنك الدولي لبيع المياة من خلال السيطرة الإسرائيلية علي مصادر المياه في سد النهضة وأنهار سيخون وجيحون برعاية البنك الدولي